CET 00:00:00 - 17/04/2010

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
"أنا لو بقالي 30 سنة بعلم كلاب كان زماني بقيت من الأعيان" قالها الضاحك الباكي "نجيب الريحاني" أثناء دوره الخالد "أستاذ حمام" في فيلم "غزل البنات"، عبّر الريحاني بجملته الرائعة عن حال المدرسين البائس بالمقارنة مع مدرب الكلاب عن الباشا، وشهد الفيلم العديد من المشاهد الكوميدية شديدة الإضحاك دون إسفاف أو استخفاف دم سواء من الممثلين أو المؤلف.

كانت السينما المصرية حتى قبل قيام الثورة المصرية من أهم مصادر الدخل القومي قدمت بمنتهى الإبداع كوميديا لا تقل عن السينما العالمية واستمتع المشاهد بعروض لأفلام لا تنسى لنجوم تعلقت بها عقول وقلوب المشاهدين في الوطن العربي كله.
وقديمًا قالوا "الضحك من غير سبب.... قلة أدب" في ربط أسلافنا وأجدادنا بين وجود سبب للضحك وبين الأدب والاحترام مؤكدين أن عدم وجود سببًا كافيًا للضحك نوعًا من أنواع قلة الأدب، والأسوأ من الضحك بدون سبب محاولة إضحاك المتلقي "بالعافية" أو رُغمًا عنه مرة بالاستظراف ومرة أخرى بضرب الطرف الآخر في المشهد أو إسقاطه على الأرض مثلاً.

ولكن أسوأ أنواع على إطلاق التي يطلقون عليها –بالعافية– كوميديا الاستهزاء بالطرف الآخر بطريقة شديدة الإسفاف والتدني، فغالبًا ما يتم التركيز على أي عيب خلقي وربما عاهة أو لون بشرة لإضحاك المشاهد على عيوبه.
غابت كوميديا الموقف وخفة الظل واختفى الضحك من القلب لم  يعد هناك نجيب الريحاني أو على الكسار أو فؤاد المهندس، أصبح اللمبي ومن هو على شاكلته أكبر رموز الإضحاك من البلد، حتى الكاتبة باتت ثقيلة الظل تشعر أن الكاتب يمد يديه ليقوم بزغزغة القارئ لإضحاكه بالعافية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق