احتجت إيران لدى السفير البريطاني بعد اتهامها بالتورط في هجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان.
 
ونفت إيران أي علاقة لها بالهجوم، لكن وزير الخارجية البريطاني قال إن إيران مسؤولة عن الهجوم بشكل "شبه مؤكد".
 
وقال سفير بريطانيا لدى إيران، روب ماكير، إنه طلب "اجتماعا طارئا" مع المسؤولين بوزارة الخارجية الإيرانية.
 
في هذه الأثناء، ومع تنامي التوتر في المنطقة، بدأت بريطانية من أصل إيراني إضرابا عن الطعام في سجن في طهران.
 
وصدر في عام 2016 حكم بسجن نازانين زاغاري راتكليف، وهي أم لطفل، خمس سنوات، لإدانتها بالتجسس، وهو ما تنفيه.
 
وينضم زوج زاغاري، ريتشارد راتكليف، إليها في الإضراب عن الطعام، وقد نصب خيمة أمام السفارة الإيرانية حيث يخطط للبقاء طوال فترة إضراب زوجته عن الطعام للاحتجاج على "السجن غير العادل" والمطالبة بالإفراج عنها بدون قيد أو شرط.
 
ونفى السفير البريطاني أن يكون الاجتماع مع المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية "استدعاء رسميا" له.
 
لكن مراسلة بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، كارولاين هولي، تقول إن إيران "غاضبة" بسبب الاتهامات البريطانية و"أعلنت عدم رضاها" من خلال الاجتماع.
 
وكرر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، في حديث لبي بي سي، التأكيد على أن التقديرات الاستخباراتية البريطانية مفادها أن النظام الإيراني يقف بشكل "شبه مؤكد" وراء الهجمات التي وقعت في 13 يونيو/ حزيران الجاري.
 
وأضاف "لدينا لقطات فيديو لما حصل، وقد رأينا أدلة. لا نعتقد أن أي جهة أخرى تقف وراءه".
 
وقال إن هناك "احتمالا كبيرا" للحرب بسبب ما حصل، وإن بريطانيا تناشد جميع الأطراف نزع فتيل التوتر.
 
وتابع "بعد الحديث مع الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب، أنا متأكد أنه بالنسبة لأمريكا، فإنهم يرغبون أن ينتهي الأمر بالمفاوضات التي تؤدي إلى توقف إيران عن أنشطتها المثيرة للاضطراب".
 
وقال وزير الدفاع البريطاني، توبياس إلوود، لمحطة "سكاي" التلفزيونية اليوم إن بريطانيا ستشارك في العمل على نزع الفتيل، لكنها مصرة على حماية مصالحها في المنطقة.
 
وكان الهجوم على الناقلتين، النرويجية واليابانية، والذي وقع يوم الخميس، الثاني من نوعه في الممر الملاحي الهام في الأسابيع القليلة الماضية، بينما يستمر التوتر في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.
 
ونشر الجيش الأمريكي لقطات فيديو يقول إنها تثبت أن إيران كانت وراء الحادث. وقالت واشنطن إن قوات إيرانية تظهر في الفيديو وهي تزيل لغما لم ينفجر بإحدى السفينتين بعد ساعات من الهجوم.
 
من جهته، شكك زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين، في وجود دليل موثوق لدى بريطانيا عن مسؤولية إيران.
 
بالرغم من أن إيران تنفي الضلوع في التفجيرات، يرى خبراء أنها قد تكون ردا على العقوبات الأمريكية الهادفة إلى توقف الدول الأخرى عن شراء النفط الإيراني.
 
وقالت أنيسة بصيري تبريزي، من مركز أبحاث "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" في بريطانيا، إنه بعد تشديد العقوبات عليها الشهر الماضي، قالت إيران إنه "في حال لم تستطع تصدير نفطها فلن تستطيع أي دولة تصدير نفطها".
 
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن هناك ضرورة لمعرفة الحقيقة بوضوح، بينما حذرت روسيا من أي استنتاجات متسرعة.
 
وجاءت الانفجارات بعد شهر واحد من تعرض أربع ناقلات لهجمات بالقرب من ساحل دولة الإمارات. واتهمت الولايات المتحدة إيران بالمسؤولية عن تلك الهجمات.
 
يذكر أن التوتر بين إيران والولايات المتحدة قد تصاعد منذ وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، وإلغائه معاهدة نووية كان قد وقعها سلفه باراك أوباما.
 
 

 
في هذه الأثناء حث وزير الخارجية البريطاني إيران على إطلاق نازارين زاغاري راتكليف، وقال "أيا كانت الخلافات بين إيران وبريطانيا فهناك امرأة بريئة في السجن".
 
وقال الزوج، ريتشارد راتكليف، إنه لا يتوقع إطلاق سراح زوجته، لكن الرسالة واضحة وهي "كفى".
 
وأضاف في حديث لبي بي سي أنه يراقب التطورات المتعلقة بناقلات النفط عن كثب.
 
وأضاف قائلا "نحن قلقون بشكل دائم، وليست هناك لحظات اطمئنان ورضى في حياتنا".
 
وأضاف أنه بالرغم من وجود "مؤشرات متضاربة" تأتي من إيران، إلا أنه يأمل ألا يحدث تصعيد.