سامح محروس
لم أعرف الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر من قبل، ولم أحظ بلقائه مرة واحدة، ولكن لم أدخل بيتًا في الأقصر لدى زياراتى الكثيرة لها، إلا ورأيت صوره معلقة في كل مكان حبًا واعتزازًا من أهل الأقصر له.

والأنبا أمونيوس هو واحد من رهبان مصر العظام، وتمت رسامته أسقفًا للأقصر وأرمنت وإسنا عام 1976 واستمر في موقعه 24 سنة كاملة حتى تعرض لوشاية مُضحكة أدت إلى صدور قرار بإبعاده عن الأقصر وذهابه إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون في 24 يوليو 2000.

من أغرب الأسباب التي قيلت في شأن استبعاد الأنبا أمونيوس عن كرسيه أمران:
• الأول: أنه يقيم القداسات بصفة يومية.
• والثانى: أنه يصوم أيام الأربعاء والخميس والجمعة من كل أسبوع..

وعندما سأله البابا شنودة عن هذا الموضوع قال: إنه لم يجبر أحدًا على صيام هذه الأيام.. وأوضح أنه يصوم هذه الأيام الثلاثة دون أي إلزام على الشعب.. علمًا بأن الكنيسة ترتب صيام الأربعاء والجمعة من كل أسبوع، أي أن الأنبا أمونيوس كان يصوم يومًا واحدًا إضافيًا فوق ما حددته الكنيسة وهو يوم الخميس.. دون أن يفرض ذلك على أحد.

أما فيما يتعلق بصلوات القداس اليومية فإن هذا الأمر يجرى العمل به حاليًا في الأقصر وأرمنت وإسنا بالتناوب بين الكهنة..

وخلاصة الأمر أن اللجنة المجمعية التي تولت النظر في أمر الأنبا أمونيوس لم تجد تحت يديها أي سبب جوهرى لعزله.. خاصة أن القوانين الكنسية تحدد ثلاثة أسباب لعزل أي أسقف وتتمثل في: الخطأ في الإيمان (الهرطقة)، والخروج عن سياق الأسقفية، والوقوع في أخطاء شخصية..

لم تجد اللجنة أيًا من هذه الأسباب في حالة الأنبا أمونيوس الذي تعرض لمؤامرة سمعت كلامًا كثيرًا عنها، ولذلك لم تتمكن من عزله واكتفت بإبعاده إلى الدير، فيما ظل كرسيه شاغرًا لا يستطيع أن يجلس عليه أحد طبقًا للقوانين التي لا تجيز رسامة أسقف محل آخر ما زال على قيد الحياة.. ولذلك تمت رسامة اثنين من الأساقفة (العموميين) لإدارة شئون الكنيسة في هذه المنطقة وهما الأنبا يوساب أسقف (عام) للأقصر، والأنبا يواقيم أسقف (عام) أرمنت وإسنا..

لقد حدثنى كثير من أهل الأقصر عن الظلم الذي تعرض له الأنبا أمونيوس.. والمطلوب رد اعتبار هذا الأسقف الجليل بإعادة ذكر اسمه في القداسات، لأنه لم يهرطق ولم يخرج عن قانون الإيمان ولم يُعزل من الأسقفية.. وقرار رفع اسمه من القداس مخالفة طقسية كبيرة لتعاليم الكنيسة التي لا تجيز ذلك.. بدليل أن البابا شنودة الثالث عندما اختلف مع السادات، وتم تحديد إقامته في الدير، وأصدر السادات قرارًا بإلغاء القرار الجمهورى بتعيينه كبابا للكنيسة وبطريرك للكرازة المرقسية، وعين محله لجنة بابوية من خمسة أساقفة.. رغم كل هذا لم يُمنع ذكر اسم البابا شنودة بل كان يُذكر في كل القداسات لأنه هو البابا الحقيقى لمصر.. كذلك أيضًا الأنبا أمونيوس هو الأسقف الحقيقى للأقصر.

الصلاة.. ليست جريمة، والصوم.. ليس خطيئة، حتى يتعرض الأنبا أمونيوس لكل ما تعرض له من عنت ووقيعة ثم استبعاد.

أهل الأقصر يناشدون البابا تواضروس الثانى برد حق أسقفهم الذي خدمهم بمحبة وأمانة، وأن يبدأ هذا بإعادة ذكر إسمه في القداسات تمهيدا لإعادته إلى كرسيه في مرحلة لاحقة..
نقلا عن فيتو