من قلب العاصمة طرابلس يخرج رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، بمبادرة جديدة لحل الأزمة في ليبيا، وهي مبادرة يعلنها وسط حراسة الميليشيات الارهابية المسيطرة على المدينة في مشهد قد يفقدها قيمتها قبل أن ترى النور.

السراج طرح مبادرة تتضمن عقد ملتقى ليبي بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة، ويمثل جميع القوى الوطنية من جميع المناطق، ومهمته إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل نهاية عام 2019.

إلا أن هذا الاقتراح سيكون من الصعب تطبيقه بحسب مراقبين، وذلك بسبب إصرار الميليشيات على عرقلة تفعيل أي بند يقضي بحلها وتسليم أسلحتها للدولة.

وقبل أن يطرح مبادرته، أكد السراج، أن قواته استطاعت صد هجمات الجيش الليبي على العاصمة طرابلس بل وألحقت الهزيمة به.

غير أن الواقع الميداني على الأرض يقول العكس، فمطار العاصمة الرئيسي على سبيل المثال لا يزال تحت سيطرة الجيش الوطني، وذلك بعد تمكن الجيش من صد أكثر من 27 هجوما فاشلا للميليشيات الإرهابية لاستعادة المطار.

واعتبر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق أن النصر كان حليف قواته في معركة طرابلس، رغم أن المعركة حسب السراج نفسه لم تنته بعد.

فكل المعلومات تشير إلى استمرار المعارك الطاحنة بين الجيش الوطني والمليشيات في عدد من المناطق الرئيسية في طرابلس.

فالسراج يصف نفسه في تصريحاته الأخيرة بأنه رجل سلام ووفاق، غير أن خصومه السياسيين لا يعتبرونه كذلك بل يحملونه مسؤولية توغل الميليشيات على القرار السياسي في العاصمة طرابلس حتى اضطر إلى  الوقوف إلى جانب المليشيات في كل مرة كانت تواجه فيها الجيش الليبي.

ومعروف أن السراج حتى الآن لا يقر بقيادة المشير خليفة حفتر للجيش الليبي على عكس أطراف دولية اخرى تواصلت مع حفتر كان من بينها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي أشاد خلال اتصال هاتفي قبل نحو شهرين بدور الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر في دحر المجموعات الإرهابية في ليبيا.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبدالله الثني، في لقاء مع "سكاي نيوز عربية" أن السلام في ليبيا لا يستقيم في ظل وجود الميليشيات، وذلك في إطار رده على المبادرة التي تقدم بها رئيس المجلس الرئاسي لحل الأزمة الليبية.

ووصف الثني المبادرة التي تقدم بها السراج بأنها جاءت في ظل التقدم الذي يسجله الجيش الوطني في طرابلس.

واعتبر الثني أن مبادرة رئيس "حكومة الوفاق"، فايز السراج، جاءت "في الوقت الضائع"، قائلا: "كان عليه أن يقترحها عام 2016، عندما شكلت حكومة وحدة وطنية حظيت بدعم دولي، إلا أنه لم ينفذ تعهداته بموجب اتفاق الصخيرات، وخصوصا ما يتعلق بحل الميليشيات وتسليم أسلحتها واندماجها في مؤسسات الدولة الرسمية".

وأوضح أن طرح السراج "جاء بعد إدراكه تخلي المجتمع الدولي عنه، وعجز الميليشيات عن الصمود أمام تقدم الجيش الليبي في طرابلس".

كما اعتبر الثني أن السراج "ليس صاحب قرار وسلطة حقيقية، لأن من يمتلك ذلك هم الميليشيات الإرهابية التي تستغل واردات النفط في أعمالها التخريبية".