هل يتم انهاء معاناة اسرة بارومى وقبول التماس للافراج عنه ؟
كتب : نادر شكرى
هو "جرجس بارومى جرجس" من قرية الكوم الأحمر، بمركز فرشوط في محافظة قنا، اتهم في يوم 11 نوفمبر 2009 ، اتهم في بلاغ تقدم به محمد عبد الوهاب إسماعيل أحمد إلى قسم فرشوط، بالاعتداء على نجلته "ي" (12 سنة) أثناء عودتها من فرشوط إلى بلدها "الشقيفى" مركز أبو تشت، وذلك باعتراضها أثناء قيادته تروسيكل خاص به أمام قرية الكوم الأحمر، وحرر محضرا بالواقعة برقم 3257 لسنة 2009 إداري فرشوط .
 
كان "جرجس بارومى" وقت الاتهام كان عمره (21 سنة) حاصل على دبلوم زراعة وكان يعمل موزع فراخ من اسرة فقيرة ، من قرية الكوم الأحمر ، أنكر ما حدث وأكد: "انه كنت راكب التروسيكل بتاعى وواقف عند المزلقان بتاع القطار بفرشوط وبعدين لقيت ست ومعاها بنتها الصغيرة جايين ناحيتى وبعدين الست الكبيرة مسكت فيا ولمت عليا الناس وبعدين لقيت الناس خدونى على المركز وبعدين جابونى على هنا واول مرة اشوف البنت ده اللى بيتهمنى بالتعدى عليه".
 
لم يتمتع "جرجس بارومى" بأي محاكمة عدالة لاسيما أن محاكمته جاءت بعد مذبحة نجع حمادي التي ارتكبها حمام الكمونى كتصفية حسابات مع نيافة الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي ، أطلق النيران على الأقباط في عشية عيد الميلاد فأسفر عن مقتل 6 أقباط وشرطي وتحجج وقتها أنه ينتقم لشرف الفتاه، ولذا جاءت محاكمة جرجس وسط إرهاب للدفاع لاسيما بعد مهاجمة وحرق عدد من قرى الأقباط فى مركزى فرشوط وابو تشتت ردا على هذه الواقعة ولم يتمكن الدفاع من القيام بواجبهم في الدفاع عن الشاب العاجز جنسيا وجسمه البدين لا يسمح له أن يقوم مع هذه الطفلة نحيلة الجسم.
 
أما أقوال الطفلة فقد جاءت متناقضة ولا تتفق مع الواقع  فيسرا محمد عبد الوهاب إسماعيل (12 سنة) طالبة بالصف السادس الابتدائي مقيمه بشق التراكوه – الشقيفى – مركز أبو تشت قالت إنها كانت تستقل حمار بمفردها وقادمة من فرشوط لقريته.. فهل يتم تركه طفله بمفردها لقضاء بعض الاحتياجات في هذا السن لتذهب لفرشوط وتعود للقرية؟؟
الطفلة قالت قالت: "كنت جاية من أبو تشت على فرشوط علشان اشترى شوية حاجات وكنت راكبة الحمارة بتاعتنا وأنا راجعه على أبو تشت قرية الشقيفى قابلنى واحد راكب على تروسيكل محمل عليه أقفاص وقف قدامى وقال لى أنت بنت مين فأنا مردتش عليه ومشيت وبعدين لقيته جاى ورايا ووقفنى ونزلنى من على الحمارة وقام فوقيه وعمل معايا "قله أدب" ولما لاقانى بصرخ جرى وأنا رحت على البيت وحكيت لأبويا وأمى وطلعوا معايا على فرشوط لغاية ما قبلنا اللى عمل معايا كده وأنا شاورت لهم عليه ومسكوه وروحنا على المركز وده كل اللى حصل".
 
الطفلة قالت إن الواقعة تمت على طريق "أسفلت عمومي" وتمت في العاشرة صباحا  " و طريق أسفلت رايح من فرشوط على أبو تشت وتعدى عليه عربيات." 
 
وكما قال الدفاع هل يعقل أن يقوم المتهم بإسقاط الفتاه دون أي معرفة سابقا وتجريدها من ملابسها على طريق عمومى بين مركزين وفى واضح النهار، دون أن يراه احد رغم أن الطريق يشهد الزحام من المارة، وهل يعقل أن المتهم بعد القيام بجريمته حسب أقوال الفتاه سيظل منتظر في موقعه أمام المزلقان حتى عادت الفتاه لمنزلها وأخبرت الأسرة وعادت أسرتها للمزلقان بالقرب من موقع الجريمة لتجده منتظرا حتى يتم الإمساك به .
 
كما أكد الدفاع في تقريره على استحالة قيام الشاب بالواقعة لأنه "ناقص الرجولة" ومصاب بمرض العنه وقدمت هيئة الدفاع ومنهم د عوض شفيق ود ايهاب رمزى واشرف ادوارد وسعيد عبد المسيح واخرين دليل ذلك، بل قام بالكشف أمام هيئة المحكمة والشرطة لينظروا دليل نقص رجولته ولكن التظاهر حول المحكمة والتهديد والإرهاب لهيئة الدفاع وعدم تمكن المتهم من التمتع بحقه فى الدفاع عن نفسه فى اولى في أولى الجلسات المحاكمة في يناير 2010 فكان سببا في الحكم عليه لاسيما بعد تبرير مذبحة نجع حمادي إنها رد فعل لحادثة الطفلة.
وأكدت هيئة الدفاع أن أقوال الطفلة تضاربت مع أقوال الأب والأم التي جاءت بالمحضر، كما اختلفت أقوال الوالدين عما أدلوا به في المحضر وأكدوا أن تقرير الطب الشرعي أكد أن الفتاة لم تتعرض للاغتصاب، كما أن جرجس بارومي يعاني من انخفاض في هرمونات الذكورة وضعف في القدرة الجنسية بما يمنعه من الإتيان بالفعل المشار إليه.
 
وفى غمرة أحداث ثورة يناير 2011 وفى غيبة من الاهتمام والمتابعة وحضور هيئة الدفاع صدر الحكم على جرجس بارومى فى مارس 2011 بالحكم المشدد 15 عاما وغرامة 5001 من محكمة جنايات المنيا في القضية رقم ‏5601‏ لسنة‏2009‏ جنايات فرشوط وعقدت الجلسة برئاسة المستشار أحمد عمران وعضوية المستشارين أشرف إمام وصالح محمد، وصدر الحكم دون حضور المتهم من محبسه بسجن المزرعة، واستغرق النطق بالحكم دقائق معدودة.
 
ولم يتمكن جرجس بارومى من ممارسة حقه القانوني في النقض والطعن على الحكم نظرا لأحداث ثورة يناير وانتهاء فترة السماح بالنقض ، وجرجس بارومى الآن قد قضى أكثر من 9 سنوات في محبسه ، وهو يعانى من ظروف صحية صعبة، وتم تقديم عدد من المذكرات لعدة جهات وللجنة العفو الرئاسي التي قام بتشكيلها الرئيس عبد الفتاح السيسى حتى يتم الالتماس بالعفو عنه نظرا لظروفه الصحية ولمرض والديه حيث أصيب والده بالشلل عقب الحكم عليه وتقدمت والدته في العمر والتي لم تتمكن من رؤيته حتى الآن منذ الحكم عليه نظرا لظروفها الصحية.
 
وناشدت الأم الرئيس عبد الفتاح السيسى والمسئولين النظر لها بعين الرأفة والرحمة والإفراج عن ابنها، وهى تأمل أن تحتضنه قبل أن تفارق الحياة، لاسيما انه سبق منذ 6 شهور خروج ملف جرجس بارومى من إدارة السجن لنظر وقفه من الإفراج ولكن عاد بالرفض من قبل الأمن العام ، والآن خرج ملف بارومى مرة أخرى لنظر موقفه ، وتأمل أسرته أن يتم الاستجابة في هذه المرة بالإفراج عنه ، لاسيما انه لا توجد أي دواعي أمنية بعد هاجروا قريتهم ومحافظتهم منذ الأحداث إلى إحدى محافظات الوجه البحري ، وهو ما يعنى انه لا توجد أي دواعي لرفض العفو.
 
الجدير بالذكر ان القضية اخذت بعدا سياسيا بعد احداث مذبحة نجع حمادى وسلسلة الاعتداءات التى تعرض لها اقباط فرشوط وابوتشت على خلفية هذه الاحداث والمطالبة بمحاكمة الشاب وتعرض قسم شرطة فرشوط للاعتداء بالحجارة ، كما تعرضت عدد من قرى الاقباط للاعتداء وتم حرق عدد من متاجر ومنازل الاقباط للنهب والحرق ‏ ‏مثل‏ ‏قري‏ ‏البنيوية‏ ‏و‏ ‏الكوم‏ ‏الاحمر‏ ‏و‏ ‏العضيمي‏ ‏و‏ ‏أبوشوشة‏ ‏و‏ ‏العركي‏ ‏والقارة‏ ‏وشرق‏ ‏السكة‏ ‏الحديد‏ على مدار 5 ايام متتالية بمركزى ابوتشتت وفرشوط وذلك بدء من يوم 19 نوفمبر 2009 ، واضطرت قوات الشرطة الاستعانة بتدعيم وتعزيز من قوات امن اسيوط وسوهاج للسيطرة على حالة الفوضى والاعتداءات التى وقعت فى قرى مختلفة على الاقباط على خليفة حادث الطفلة .