ذكرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، في تقرير لها، أمس، أن الملك خوفو استخدم ما يمكن تسميته "فرق النخبة"، لتنظيم عملية بناء الهرم الأكبر، وفقا لما جاء في فيلم وثائقي عرض بالقناة الرابعة البريطانية، بعنوان "الهرم الأكبر في مصر.. الدليل الجديد".

 
ويؤكد الفيلم - وهو جزء من سلسله وثائقية تعرضها القناة الرابعة البريطانية منذ سبتمبر 2017 - أنه وبفضل اكتشاف بردية وادي الجرف، القريب من الشاطئ الغربي لخليج السويس، في العام 2013، يفهم علماء الآثار الآن كيف تمكن المجتمع المصري القديم من تنظيم العمل وتدبير احتياجات هذا البناء المتطور منذ أكثر من 4500 عام.
 
ومنذ العام 2011، قامت بعثة مشتركة من جامعة السوربون وجامعة أسيوط والمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية – IFAO، بحفائر في موقع وادي الجرف قرب الشاطئ الغربي لخليج السويس، كشفت عن شبكة متسعة من المخازن المحفورة بالجبل، يرجح أن تكون استخدمت لتخزين السفن، بالإضافة إلى اكتشاف مجموعة من الثكنات الكبيرة، ورصيف مبنى على البحر يمكن اعتباره أقدم رصيف حجري معروف حتى الآن، أتاحت هذه الحفريات أيضا الكشف عن مجموعة برديات تعود لعصر الملك خوفو، تعطى معلومات عن كيفية بناء هرم الملك خوفو بالجيزة.
 
وكشفت البردية التي اكتشفها وترجمها عالم المصريات الفرنسي، ورئيس الجمعية الفرنسية للمصريات، بيير تاليه وفريقه في 2013، وعرضت للمرة الأولى في العام 2016، وتعود لرجل يدعى «ميرير»، لقب بالمفتش، كان مسئولا عن نقل الحجارة الضخمة من المحجر إلى الجيزة، عن كيفية استخدام الملك خوفو لفرق النخبة من العمال الذين يقومون بمهام مختلفة لإكمال رؤيته للهرم العظيم.
 
وفقا للفيلم فإن البردية تكشف أن الملك خوفو قسم عماله إلى فرق ذات مسؤوليات وأهداف واضحة، تضم كل فرقة 160 رجلا، وتنقسم إلى أربعة مجموعات، تضم كل مجموعة مثل التي قادها المفتش «ميرير»، 40 رجلا من نخبة العمال، وأنه تم استخدام العديد من هذه الفرق التي شكلت قوة عاملة ضخمة بالآلاف، حيث ركز الملك خوفو على فرق النخبة، ولم يكن لديه عماله عامه.
 
ويوضح "تاليه" وفق ما جاء بالسلسة الوثائقية، أن هذا الشكل من تنظيم العمل الذي يتضح لنا، يماثل بالضبط بناء هرم خوفو العظيم، فهناك تقسيم دقيق للغاية للعمل، فالمفتش «ميرير» هو رئيس لمجموعة من صغيرة مؤلفة من 40 شخصًا، وهم مجرد جزء من فريق كبير، لقد تم تخطيط وحساب كل شيء بدقة لبناء الهرم.
 
موقع وادي الجرف، هو ميناء على البحر الأحمر تم استخدامه في بداية الأسرة الرابعة بمصر القديمة، للوصول إلى مناجم النحاس والفيروز، في الجزء الجنوبي الغربي من شبه جزيرة سيناء.
 
وفي عام 2013، تم اكتشاف المئات من أجزاء ورق البردي من نهاية عهد الملك خوفو، في الفترة 2551-2528 قبل الميلاد، تمت كتابة البرديات من قبل فريق من البحارة الذين عملوا في الميناء القديم، والتي ضمت حسابات للسلع التي تم تسليمها للعمال، ودفاتر تسجيل أنشطتهم اليومية على مدار عدة أشهر، وكذلك توضح المهام السابقة لهم تحت إشراف "المفتش ميرير" حيث قاموا بنقل الكتل الحجرية من محاجر طره إلى هرم خوفو الكبير في الجيزة.