كتب - نعيم يوسف

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، العظة الأسبوعية لقداسة البابا تواضروس الثاني بكنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون.
 
وجاء نص العظة كالأتي:
بسم الآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين تحل علينا نعمته وبركته من الأن وإلى الأبد آمين .نقرأ جزء من مزمور التوبة الجزء الثاني 
١٠قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.
 
١١ لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.
١٢ رُدَّ لِي بَهْجَةَ خَلاَصِكَ، وَبِرُوحٍ مُنْتَدِبَةٍ اعْضُدْنِي.
١٣ فَأُعَلِّمَ الأَثَمَةَ طُرُقَكَ، وَالْخُطَاةُ إِلَيْكَ يَرْجِعُونَ.
 
١٤ نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اَللهُ، إِلهَ خَلاَصِي، فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ.
١٥ يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ، فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ.
١٦ لأَنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلاَّ فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى.
 
١٧ ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اَللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ.
١٨ أَحْسِنْ بِرِضَاكَ إِلَى صِهْيَوْنَ. ابْنِ أَسْوَارَ أُورُشَلِيمَ.
١٩ حِينَئِذٍ تُسَرُّ بِذَبَائِحِ الْبِرِّ، مُحْرَقَةٍ وَتَقْدِمَةٍ تَامَّةٍ. حِينَئِذٍ يُصْعِدُونَ عَلَى مَذْبَحِكَ عُجُولًا.
 
كل سنة وأنتم طيبين. يوم الأحد القادم نحتفل بعيد العنصرة نهاية الخماسين ونبدأ من يوم الأثنين صوم الرسل "صوم الخدمة " وفي الأحد الماضي قمنا بسيامة وترقية أباء أساقفة فقمنا بترقية الأنبا أنطونيوس مرقس مطران لجنوب أفريقيا وهو يخدم هناك من سنين طويلة ربنا يعطيه الصحة وبنعمة ربنا يسافر للتجليس خلال هذا الشهر 
 
ورسمنا أنبا ثاؤفيلس أسقف لمنفلوط وهي في أسيوط وكان اختيار مبارك تم بسلام وأيضا رسامة أنبا إيلاريون لإيبارشية البحر الأحمر بعد نياحة اسقفها من شهور قليلة وهي ايبارشية لها طابع خاص ايبارشية بها سياحة وطويلة تحتاج لخدمة ورعاية 
 
ورسامة الأنبا بولس لأوتوا ومونتريال وشرق كندا وهي إيبارشية جديدة و الخدمة في كندا بدأت عام ١٩٦٥ وأول كاهن كان أبونا بطرس مرقس وكندا بها نيافة أنبا مينا و الثاني أنبا بولس 
 
وأيضاً قمنا بسيامة انبا متاؤس أسقف لدير السيدة العذراء مريم بجبل أخميم 
نشكر الله نعمه كثيرة وعطاياه كثيرة فالحصاد كثير والفعلة قليلون وحقل الخدمة واسع يحتاج لصلوات. 
 
اليوم نتحدث في موضوع "قلباً نقياً أخلق فيا ياالله وروح مستقيم جدده في احشائي " أحد مفاعيل الروح القدس التجديد وهو تجديد العقل فالله خلق الإنسان عاقلاً لديه عقل يفكر ويبدع ويتجول في الزمن ويواجه المشكلات ويحلها وخلق الإنسان أيضاً عاملاً ويده صانعه الحضارة وأيضاً خلقه عابداً به روح العبادة وجعل القلب مكان العبادة ومسكن الله و المخدع الخاص هو القلب وجعل تكوين القلب داخلي فصار لديه عقل يفكر ،ويد تعمل، وقلب يتأمل في الله بأستمرار
 
1- العقل:
العقل علي سبيل المثال دانيال و الفتية الثلاثة يقول عنهم الكتاب أعطاهم الله معرفة و عقلاً في كل كتابة وكان دانيال فهيماً "توجد شخصيات ظهرت رجاحة عقلها مثل ابيجايل و المرأة الكنعانية وزكا العشار الذي عندما تواجه مع المسيح غير حاله وبولس الرسول الذي يقول عن نفسه "أنا الذي كنت قبلاً مجدفاً ومفترياً "ماحدث له أنه عندما استنار عقله أصبح كارزا.
 
لماذا الله خلق للإنسان عقل ؟ 
١- العقل وظيفته هي التعرف على الله و الخليقة كلها
٢- ثاني وظيفة للعقل أنه وعاء للمعرفة والإنسان صنع الحضارة و العلوم 
 
٣- يساعد الإنسان في اتخاذ قراراته و الإنسان مخير وهو صاحب الاختيار إذا كان عقله على مستوى الإستنارة فقراراته جيده 
 
-كيف نحكم أن العقل سليم؟
١- اذا كان يقوده الله وليس الهوى الشخصي فهو سليم وأول رشمه في الميرون تكون على العقل لتقديسه وقيادة العقل من خلال الكتاب المقدس عندما يسمع لكلامه ينير ذهنه وعقله .
 
٢- العقل الصحيح دائماً متوازن 
نحن في زمن فيض المعلومات لكن العقل المتزن علامة من علامات صحة العقل ومن هنا تأتي خطورة يوم الدينونة "فبكلامك تتبرر وبكلامك تدان" وقراءاتك دائماً يجب أن تكون متوازنة لا نقرأ لكاتب واحد أو في مجال واحد 
 
٣- أن يكون للعقل مرجعية 
فالذين بلا مرشد كأوراق الخريف يسقطون سريعاً. مهما كبر الإنسان في المعرفة إلا أنه يعود لمرجع وكثيراً نواجه موقف لا نعرف كيف نتصرف فيه لكن المرجعية لها دور فإذا رأيت إنسان يسقط دائماً أعلم أنه يقود نفسه بنفسه لابد من وجود مرجعية روحية 
 
٤- أن يكون العقل دائما متجدد 
عندما ينحرف العقل لابد أن يرجع لإستقامته حالة التجديد الروحي للإنسان في عقله وفكره و الكنيسة من حلاوة طقسها تنوع الطقس وهذا التنوع هو التجديد و التجديد شكل من أشكال التوبة وهو قضية كبيرة في حياتنا المسيحية "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" هذه هي علامات العقل السليم .
 
-أما عن السمات العقل الخطأ:
١- العقل الذي يهول أي يكبر ما هو صغير ويجعله كبيراً 
٢- العقل المنحرف الذي يفكر شمال 
 
٣- عقل اليأس وهو أخطر أنواع العقل 
 
٤-العقل المتجمد الذي لا يتطور ولا ينظر لأي شئ حوله ويرفض كل جديد
٥- العقل الروتيني الذي لا يتجدد ولايصلح في الخدمة أو العمل وإذا كنت تريد روح الله يعمل يجب أن يكون في تجديد في عقل الإنسان 
 
٦- العقل الفضولي الذي يبحث عن الأخبار وهو عقل مريض 
 
٧- العقل المنقاد وراء أي شخص يكون بالنسبة له بطل أو قدوة وكأن عقله مسبي وهذه هي خطورة من يقرأ لكاتب واحد 
 
٨- العقل المشوش التائه
٩- العقل المنفعل المتوتر ودائماً قلق 
١٠- العقل الشهواني الذي تتحكم فيه الخطية 
 
الإنسان إذا أراد النعمة من فوق تساعد في تجديد ذهني وعقلي ولكن أين دوري في الإرادة ممكن العقل يتجدد من خلال :
 
١- القراءة المستمرة على رأسها قراءة الإنجيل ..جدد عقلك بقراءات متنوعة 
 
٢- جدد عقلك بالجلوس إلى الكبار فخبرات الماضي تستطيع أن تساعد الإنسان في الحاضر ونحن كأساقفة يجب أن نساعد على تجديد العقل 
 
٣- معرفة التاريخ و لحكمة بالغة كنيستنا بها السنكسار و الدفنار لتجديد الرؤية و الذهن 
 
الخلاصة:
مع حلول الرو ح القدس نرفع قلبنا ونقول "قلباً نقياً أخلق فيا يالله وروح مستقيم جدد في داخلي" نصلي أن يعطينا الله روح التجديد و التوبة في حياتنا وحياة كل أسرة وفي الخدمة و المجتمع. لإلهنا كل مجد وكرامة من الأبد آمين.