كتب - نعيم يوسف
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الأولوية التي توليها مصر، خاصةً خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، لمعالجة مختلف ملفات السلم والأمن بالقارة من خلال تطوير بنية السلم والأمن الأفريقية بشكل متكامل، عن طريق تعزيز الدبلوماسية الوقائية وآليات الإنذار المبكر والوساطة على مستوى الاتحاد الأفريقي لإيجاد حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية، بالإضافة إلى دعم برامج إعادة الإعمار والتنمية وبناء المؤسسات الوطنية في مرحلة ما بعد النزاعات، حيث استعرض السيد الرئيس الجهود الجارية التي تقوم بها مصر في هذا الإطار لدعم استعادة الأمن والاستقرار في عدد من الدول الأفريقية الشقيقة.
 
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم الثلاثاء، للسيد تابو مبيكي، رئيس جنوب أفريقيا الأسبق ورئيس آلية الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بالسودان وجنوب السودان، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية، والسيد عباس كامل رئيس المخابرات العامة.
 
وشدد السيسي على  الأهمية الخاصة التي توليها مصر لدعم الاستقرار والسلام في السودان في ضوء العلاقات الأزلية التي تربط بين البلدين، منوهاً سيادته إلى الجهود المصرية في هذا الإطار، لا سيما القمة التشاورية التي استضافتها القاهرة للشركاء الإقليميين للسودان في إبريل الماضي بهدف تعزيز التنسيق الإقليمي وإيجاد أرضية تقوم على فهم واضح من الأطراف الإقليمية المعنية للتطورات على الساحة السودانية، إلى جانب بحث سبل تقديم المعاونة والمؤازرة للسودان لمساعدته على إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح والوفاء بطموحات الشعب السوداني المشروعة.
 
ولفت إلى مساندة مصر لمختلف الجهود التي تهدف إلى تحقيق تطلعات شعب جنوب السودان نحو الاستقرار والتنمية، مشيراً سيادته في هذا الصدد إلى أهمية تضافر الجهود لدعم تنفيذ اتفاق السلام المُنشط في جنوب السودان، وذلك باعتباره يمثل مرجعية أساسية في الحفاظ على السلام والاستقرار في البلاد، ومستعرضاً الجهود والمساعدات المصرية في هذا الصدد لأشقائنا الجنوبيين، منوهاً سيادته إلى تطلع مصر للتعاون معه في دعم جهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوى وتطوير عملها على نحو يكلل جهوده بالنجاح.
 
وأشاد "مبيكي"، بالدور المصري المقدر والدؤوب في دعم جهود صون السلم والأمن في أفريقيا والوفاء بمبادرة إسكات البنادق في القارة بحلول عام 2020، والذي تعاظم مع رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، مؤكداً أهمية مصر وثقلها كفاعل رئيسي في إرساء دعائم العمل الأفريقي المشترك، أخذاً في الاعتبار أن الرئاسة المصرية تأتي خلال مرحلة دقيقة من عمر الاتحاد والتي تفرض بدورها تحديات ضخمة.
 
كما عرض السيد "مبيكي" أنشطة الآلية الأفريقية رفيعة المستوى لتثبيت الأمن والاستقرار في كلٍ من السودان وجنوب السودان، مثمناً الجهود المصرية الحثيثة في هذا الصدد، لا سيما في ضوء الروابط التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تجمعها بالبلدين على المستويين الشعبي والرسمي، الأمر الذي تجلى في الدعم المصري المؤثر لعملية السلام في جنوب السودان، فضلاً عن استضافة مصر للقمة التشاورية للشركاء الإقليميين للسودان، والتي شهدت مشاركة رفيعة المستوى من الزعماء الأفارقة، وساهمت بوضوح في بلورة تصور أفريقي مشترك للتعامل مع المستجدات الراهنة على الساحة السودانية، وتأكيد كامل التضامن مع السودان بغية النجاح في تحقيق استحقاق المرحلة الراهنة.