أنجيل السحرية – الأحد الخامس والعشرين من لوقا -21 يناير 2019 .
(بشارة القديس متى 27 :16 -20 )
بقلم : الأب أثناسيوس حنين 
يتأكد لى كل يوم فيما تقيمنى الذبيحة الالهية فى القداس ’ ولا أقيمها أنا ’ اذ لا أحد يقيم قداسا بل يودع الكاهن ذاته وبعضنا بعضا وكل حياتنا لكى يقمينا المسيح حمل الله فيه ويسكننا بيت أبيه الصالح بالروح القدس ’حيث النور الذى لا يعتريه ظلام ’ حسب قداس الذهبى الفم ’ نقول يتأكد لى فى كل ليتورجية ’ ما سبق وقاله المطران جورج خضر عشية تأبين الأب المستشرق الفرنسى الكبير جان كوربون ’ بأن العبادات فى الكنيسة الجامعة ليست مجرد مراسم تقام وأمرا تقويا منظوما بتراكم شرائح تاريخية ’ فى ركام ليتورجى صار ثقلا حتى على الفاهمين ’ بل ’ وبعد التعمق فى الدراسات الليتورجية وربطها باللاهوت والتاريخ واللغة فى أصولها المتجددة’ بتنا نذوقها ينبوعا تتدفق منهأ فكر الأباء الأوائل وحيوية الأجيال السابقة ’ وعليه لمسات الروح المتجددة (هنا والأن) . الليتورجية ’ فى أخر المطاف ’ وهنا بيت القصيد ’ ما هى الا الكلمة الالهية مبسوطة بكلمات بشرية تكشف ’ تكشف الكلمة التى ""سلمت (بضم السين وكسر اللام وفتح الميم) مرة الى القديسين"" رسالة يهوذا 3 .(راجع : وجوه غابت ’ رؤى فى الموت ’ تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع ’ بيروت 2009 ص 176 ). دهمتنى هذه الخواطر فيما اقرأ انجيل السحرية (باكر) فى كنيستى بدير القديس نيكتاريوس بضواحى أثينا ’ والعجب العجاب ’ كما يقول الأب متى المسكين حينما كان يكشف له الروح شيئا جديدا فى ثنايا الكلمة الانجيلية الـى ملكت عليه وجوده ’ هو أن السيد قد التقى تلاميذه على الجبل حيث ذهبوا بعد أن قال لهم (قولوا لاخوتى أن يذهبوا الى الجبل هناك يروننى ) ’ وأنطلق التلاميذ الأحد عشر الى الجبل حيث أمرهم يسوع ’ ولما رأوه سجدوا له ! ولكن البعض شكوا 
έδίστασαν
 
وهنا أصاب فاندايك الترجمة الصحيحة ’ ووافقته الترجمة اليسوعية حينما ترجمت الكلمة اليونانية (اذيستازين ) (ولكن بعضهم أرتابوا ) ! لم أقدر على مقاومة سحر اللغة العربية ’ فتحت المعجم الوسيط (ص 490-491 )للبحث فى أعماق الكلمة ’ وهنا جاء كشف أخر وهو أن كلمة (شك) عند العرب ’ لها أعماق أخرى (شك الشئ شكا أى لصق ببعضه ببعض وأتصل ’ أى أن الشك ’ فى عمقه ’ هو تواصل وليس انقطاع ! ’والشك هو حالة نفسية يتردد معها الذهن بين الاثبات والنفى ويتوقف عن الحكم ! ولقد شكل الشكاكون فرقة من الفلاسفة يترددون بين اثبات حقائق الاشياء وانكارها ويسمون فى الفلسفة الاسلامية (باللا أدرية-الأغنوسية ) وهم فريق من السوفسطائيين ) ما يدهش وما جعلنى أخرج عن صمت الليتورجية والفت نظر أبى الروحى وأخى وصديق الدراسة فى كلية اللاهوت –أثينا - فى الثمانينيات من القرن الماضى ’ الارشمندريت نيفون الفاتوبيذى ’ هو أن السيد قد ساوى بين من سجدوا تسليما بلا شغب عقلى وبين من سجدوا وفى نفوسهم بعض من شك منهجى وموضوعى وتساؤلات مصيرية ! رد قائلا (الأ تذكر بطرس وكيف احتضنه السيد بعد انكار ) قلت له بعفوية شديدة ’ (بطرس امر بات معروفا وحدث قبل الارسالية الأخيرة ’ اما أن يساوى السيد بين من سجد تسليما وبين من سجد وفى صدره اسئلة وجودية وشكوك منهجية ’ هذا جديد اليوم ’ لم يفرق يسوع بينهم ’ وقد أتوا من ثقافات متعددة وبيئات محتلفة ’ بل أوصاهم جميعا ’ من سجد طاعة ومن سجد متسائلا ’ لم يفرق السيد بين البسيط الذى يسرق الملكوت وبين المركب ومن يدرس اللاهوت ! فكلاهما فى الارسالية الملكوت ! ’ قال لهم ’ كلهم ’ أن "أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس ’ وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به ! وها أنا معكم ’كلكم ’ كل الأيام والى انقضاء الدهر .يسوع مع الجميع ’ مع من يؤمن بالقلب ومع من يتسأل بالعقل ’ مع المسالم قلبيا ومع المشاغب عقليا ’ ’ والكلمتان ’ العقل والقلب ’ شئ واحد التراث المصرى المسيحى (هييت) . ألعله هنا قد تأسس علم اللاهوت فى شموله وجمعه بين السجود بالروح البسيط والتساؤل بالحق العميق ’ حسب القديس كيرلس الكبير أذا المعركة المصطنعة بين المعقدين والعقلانيين ممن يدرسون اللاهوت وبين البسطاء والسذج ممن يسرقون الملكوت ليس لها محل من الأعراب ’ كلنا بهذا المعنى لصوص ! .