الأنبا بيجول: أهدافنا دينية لدعم دير السلطان القبطى المسلوب.. والبابا تواضروس: نرسل الرهبان لأخذ البركة

أعلنت الصفحة الرسمية لدير السيدة العذراء العامر بأسيوط المعروف باسم الدير المحرق أمس، عن بدء رحلة لرهبان الدير إلى الأراضى الفلسطينية المقدسة تستمر لمدة 11 يومًا وقد أظهرت الصور المنشورة على الصفحة الرسمية للدير، الأنبا بيجول رئيس الدير على رأس وفد من الرهبان في زيارة للأماكن المسيحية المقدسة بفلسطين بينما استقبلهم الأنبا انطونيوس مطران القدس والكرسى الأورشليمى فى الكنائس القبطية المصرية هناك.

رئيس الدير المحرق من القدس: الزيارة دينية ولدعم حقنا في دير السلطان

زيارة رهبان الدير المحرق للقدس تأتى رغم وجود قرار من المجمع المقدس صدر عام 1980 من المجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية أي الهيئة العليا فيها يقضى بحظر زيارة الأقباط للقدس بسبب وقوع دير السلطان القبطى فى يد الرهبان الأحباش وتعنت الحكومة الإسرائيلية فى تسليمه للكنيسة المصرية صاحبة الحق فيه.

الأنبا بيجول رئيس الدير المحرق صرح لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من زيارة القدس في المقام الأول، هي زيارة الأماكن المقدسة الدينية، منها كنيسة القيامة، وكنيسة المهد في بيت لحم، وزيارة أماكن داستها أقدام المسيح

أما الهدف الثانى - وفقا الأنبا بيجول - هو دعم الكنيسة القبطية في قضية دير السلطان، وإثبات ملكية الكنيسة القبطية له، مؤكدا على موافقة البابا توضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية ومباركته لتلك الزيارة.

وأضاف رئيس دير السيدة العذراء المحرق العامر – أن الزيارة كان مخطط لها منذ فترة، وتم الترتيب والتحضير للزيارة عقب عيد القيامة المجيد، نظراً لصلاة واعتكاف الآباء الرهبان خلال أسبوع الالام بالدير.

520191617218768-WhatsApp Image 2019-05-14 at 3.47.37 PM (1)

وأوضح الأنبا بيجول، أن زيارة القدس، الهدف منها أيضا، دعم التواجد المسيحي بالقدس، وكذلك الحفاظ على ممتلكات الكنيسة القبطية، فهي زيارة دينية روحية بحتة، ولدعم الأقباط هناك من خلال تواجد الكنيسة القبطية.

وأشار رئيس دير السيدة العذراء المحرق، أنه توجه لزيادة الأراضي المقدسة، برفقه 30 راهب من الدير، والزيارة سوف تستمر لمدة 11 يومًا، ويعقبها الذهاب إلى الأردن.

أحدث تصريح للبابا تواضروس عن زيارة القدس

خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية فى سبتمبر من العام الماضى، أجاب البابا تواضروس عن سؤال وجه له من شباب كنيسة العذراء وأبو سيفين بنيو جيرسى حول زيارة القدس للحج الدينى هل هى حلال أم حرام؟

قال البابا :مفيش "حرام" و"حلال" عندنا أصلا، وفى عام 1967م حصلت الحرب وحدثت النكسة وإسرائيل احتلت القدس ومن "يومها مابقاش فيه زيارات"

وتابع: وتجدد هذا الموقف فى عصر البابا شنودة، ولكن الكنيسة لها مدارس وكنائس ولنا مطران هناك ومن القرن الـ 12 الميلادى، فقد كان الفلسطينيون يعيشون على الزيارات التى مثلت مصدر دخل، وحين توقفت الزيارات حدثت مشكلة والرئيس أبو مازن دعا المصريين لزيارة القدس لأن هذا يساعد الفلسطينيين، ويخدم قضيتهم.

520191617218768-WhatsApp Image 2019-05-14 at 3.47.37 PM

واستكمل البابا: ولهذا السبب سألنى بعض الأقباط عن إمكانية زيارة القدس كهدية قدمها أبناؤهم لهم، فقلت لهم الكبار من 45 سنة فما فوق يروحوا مضيفا لشباب أمريكا "وأنتم تقدروا تروحوا وتزوروا المطرانية القبطية هناك، وإحنا بنبعت رهبان وراهبات للزيارة هناك أيضًا."

التطور الزمنى لقرار منع زيارة الأقباط للقدس

من الرفض والتهديد بالحرمان الكنسى إلى تسيير آلاف الرحلات سنويًا فى موسم عيد القيامة من القاهرة إلى تل أبيب كل عام، تغيير ملحوظ فى موقف الكنيسة من قضية زيارة الأقباط للقدس، ولعل المتابع لتصريحات وإجابات البابا تواضروس على هذا السؤال المتكرر سوف يستكشف أن قرار المجمع المقدس الذى صدر عام 1980 ويقضى بمنع زيارة القدس قد أصبح حبرا على ورق خاصة وأن البابا البطريرك قد زار القدس بنفسه لترأس قداس جنازة الانبا ابراهام مطرانها الراحل الذى توفى عام 2015 معتبرا زيارته استثنائية ولتقديم واجب العزاء إلا أن تصريحاته التي تلك الزيارة طوال 5 سنوات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن البابا يرحب بزيارة الأقباط للقدس ولكنه لم يطرح قرار المجمع المقدس السابق للنقاش أو المداولة على مائدة الهيئة العليا للكنيسة.

المتأمل فى قرار المجمع المقدس عام 1980 لابد وأن ينظر إلى العوامل المؤثرة على طبيعة القرار نفسه وتوقيته وما ارتبط به من ظرف سياسى وتاريخى وخلاف حاد بين البابا شنودة صاحب القرار والرئيس السادات صاحب قرار زيارة القدس والتطبيع مع إسرائيل فى إطار صراع استمر سنوات بين القطبين حتى أن القرار حظى بقبول سياسى كبير وقتها لدى كل الرافضين لاتفاقية كامب ديفيد من تيارات سياسية، ثم سقط القرار تدريجيا بعد مقتل الرئيس السادات وبدأت الرحلات القبطية تسير للقدس سنويا مقتصرة على كبار السن.

520191617218768-WhatsApp Image 2019-05-14 at 3.47.40 PM

المفكر القبطى كمال زاخر رأى أن قرار البابا شنودة بمنع زيارة الأقباط للقدس لم يكن قرارا دينيا بقدر ما كان محاولة للضغط على الحكومة الاسرائيلية لكى تحصل الكنيسة على أحقيتها فى دير السلطان، بالإضافة إلى أن القرار جاء فى وقت تصاعد المواجهة بين البابا والدولة وتم توظيف القرار فى هذا الصراع وهو ما سجله الإعلام فى الفترتين ما قبل الصدام، وما بعده.

520191617218768-WhatsApp Image 2019-05-14 at 3.47.39 PM

واعتبر زاخر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الصراع وقتها كان على أشده بين الصراع بين شخص البابا شنودة وشخص الرئيس السادات استغله البابا شنودة لكسب تأييد سياسى من القوى والتيارات الناصرية واليسارية، وهم أغلبية، وتم تسويق القرار باعتباره رفضا للتطبيع دون وجود أى بعد دينى أو نفسى يتقبله الأقباط.

ويرصد زاخر أيضًا ما اعتبره تسامحًا فى تطبيق القرار أيام عصر البابا شنودة التى تلت مقتل الرئيس السادات حيث سمح البابا للأقباط بزيارة القدس مقابل أن يكتب المسافر اعتذارا فى جريدة الأهرام يسامحه البابا بعدها، ثم زادت الرحلات إلى القدس فى السنوات الأخيرة فى عصر البابا وسقط القرار تماما برحيله دون أن يرتبط ذلك بزيارة البابا تواضروس الأخيرة للقدس بل بسقوط القرار شعبيا لدى جموع الأقباط الراغبين فى نيل البركة والحج.