كتبت – أماني موسى
نظرية التطور التي لطالما أثارت الجدل بين العلماء ورجال الدين، لصاحبها تشارلز داروين، من هو داروين وما هي نظرية التطور وما هو أصل الإنسان؟ هذا ما سنورده بالسطور المقبلة.

تشارلز روبرت داروين هو عالم جيولوجي بريطاني، ولد في إنجلترا في 12 فبراير 1809 في شرو سبوري لعائلة إنجليزية علمية وتوفي في 19 أبريل 1882.

والده هو الدكتور روبرت وارنج داروين، وكان جده "ارازموس داروين" عالمًا ومؤلفًا.

داروين هو مؤسس لنظرية التطور والتي تقول بأن كل الكائنات الحية على مر الزمان تنحدر من أسلاف مشتركة، وأن الشكل الحالي لهذه الكائنات ووجودها أيضًا اعتمد على ما بسمى بالانتخاب الطبيعي.

بدأ داروين بالعمل على نظرية التطور عام 1873،[١]، وتقوم النظرية على فكرة أن جميع الكائنات الحية من أصل واحد، ابتداءاً من الثدييات، وانتهاءاً بالكائنات الحية ذات الخلية الواحدة ومنه نشأت كائنات حيّة متنوعة بفعل التعديل والتطور على السلالات الناشئة منه، إلى جانب عملية الانتخاب الطبيعي.[٢] من الجدير بالذكر أنّ نظرية داروين للإنتخاب الطبيعي بُنيت على ثلاث ركائز أساسيّة، وهي:[١] التنوع الموجود في كل أشكال الحياة. الوراثة وهي القوة الثابتة التي تنقل الخصائص العضوية المتماثلة من جيل إلى آخر. الصراع من أجل البقاء والذي يحدد الاختلافات التي تعد من مزايا أي البيئة، وبالتالي تتغيير الأنواع على أساسه عن طريق التغيّر في معدل الإنجاب الانتقائي.

لم يصرّح داروين بنظريته في البداية إلا إلى أصدقائه المقربين، وكثف أبحاثه ودراساته ليحضر الإجابة على الاعتراضات التي توقعها، وفي عام 1858 م بلغ داروين أن هنالك رجل آخر، وهو ألفريد رسل، ما دفع داروين على نشر نتائج بحثه.

ألف داروين عدة كتب في هذا الشأن، وبالطبع لاقت نظريته رافض واسع من رجال الدين في جميع أنحاء العالم، لكن دارون نفسه ظل حائراً في ما عرف بما سماه الحلقة المفقودة، التي تتوسط الانتقال من طبيعة القردة للإنسان الحديث.

في عام 1859 م، قام داروين بنشر نظرية التطور مع أدلة دامغة في كتاب (أصل الأنواع)، وفي 1870 م تقبل المجتمع العلمي والمجتمع عامة نظرية التطور كحقيقة.


وبمرور الوقت أصبح التطور أمر مسلم به في الأوساط العلمية، وأن الاستمرار الطبيعي كان المحرك الأساسي للتطور.

عدم نجاحه بدراسة الطب واقتراح والده أن يصير كاهنًا
في أكتوبر 1825، وبسن 16، التحق داروين بجامعة ادنبره مع شقيقه ايراسموس، وبعد عامين، أصبح تشارلز داروين طالبًا في جامعة كامبريدج، وكان والده يأمل أن يتبع خطاه ويصبح طبيبًا، ولكن منظر الدماء كان يجعل داروين في حالة سيئة، فاقترح والده أن يصبح كاهنًا بدلًا من ذلك، ولكنه كان أكثر ميلًا لدراسة التاريخ الطبيعي.

رحلة لخمس سنوات تلف جميع أنحاء العالم
وبعد تخرج داروين في بكالوريوس الفنون عام 1831، شارك في رحلة استقصائية على مدار خمس سنوات تدور في جميع أنحاء العالم، وكان على متن السفينة أصناف متنوعة من العينات الطبيعية، فيها الطيور والنباتات والحفريات، ومن خلال الممارسة العملية للبحث والتفحص حظي بفرصة فريدة لمراقبة مبادئ علم النبات والجيولوجيا وعلم الحيوان عن كثب.

أمثلة للانتخاب الطبيعي
ومن الأمثلة على نظرية الانتخاب الطبيعي، التطور الذي طرأ على الحيتان بسبب التغيرات البيولوجيّة العشوائية لتصبح هذه الحيوانات أكثر تكيفًا مع نمط الحياة البحرية، بما أنها أصبحت لا تحتاج إلى الذهاب للبر لكي تتنفس، فأصبحت أكثر تكيّفًا وأكثر قدرة على التكاثر في البحر، ومع المزيد من التغييرات الجينية، تحركت فتحة الأنف لمسافة أبعد في الرأس، كما تغيرت أجزاء الجسم الأخرى للنسل القديم من الحيتان، فتحولت الساقين الأماميتيّن إلى الزعانف، واختفت الساقين الخلفيتين، وأصبحت أجسادها أكثر تنظيماً، وتطوّر الذيل لديها لتصبح قادرة على دفع أنفسها بشكل أفضل في الماء.

الانتخاب الجنسي
وهناك شكل آخر من أشكال الانتخاب الطبيعي، الذي يعتمد على تمكن الكائن الحي من تطوير صفات معينة في جسده لجذب الجنس الآخر، وهي عملية تعرف باسم "الانتخاب الجنسي"، مثل الريش الملوّن للطاووس، وذيول الغزلان الذكور.

زواجه
تزوج داروين وهو في الـ 29 من عمره من إيما ويدجوود في 29 يناير 1839، وكانت زوجته تكبره بعام.

أنجب الزوجان عشرة أطفال؛ توفي ثلاثة في مرحلة الطفولة، وأصبح ثلاثة من أبنائهم، جورج، فرانسيس، وهوراس، علماء بارزين وانتخبوا زملاء في الجمعية الملكية.

حيث أصبح جورج عالم فلك، فرانسيس عالم نبات، وهوراس مهندس.

في عام 1837، عانى داروين من المرض، واستمرت معاناته من سوء الصحة لبقية حياته، وفي عام 1842 انتقل مع عائلته إلى منزل ريفي خارج لندن.

وفاته
توفي تشارلز داروين في منزل عائلته، في لندن، في 19 أبريل 1882، ودفن في دير وستمنستر.