عرض/ سامية عياد
السلام هو ثمر من ثمار الروح القدس ، فالإنسان يعيش فى سلام عندما يسكن الروح القدس داخل قلبه ، والسلام غني به الملائكة وقت ميلاد الرب يسوع ".. وعلى الأرض السلام ، وبالناس المسرة"..
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "حياة السلام الدائم" حدثنا عن أهمية السلام فى حياتنا موضحا أن السيد المسيح أوصى تلاميذه بالسلام "سلامى أترك لكم ، سلامى أنا أعطيكم، .. " وأيضا قال "وأى بيت دخلتموه فقولوا سلام لهذا البيت ،.." ، والسلام عبارة يكررها الكاهن فى الكنيسة ، إذ أن الكنيسة تريد أن يمتلىء أبنائها بالسلام الداخلى فى كل وقت لما له من أهمية كبيرة.
 
السلام ينتج عنه البشاشة والفرح ، السلام إذا فقده الناس يتعبون نفسيا وروحيا وجسديا ، السلام يجعل الناس مريحين بعضهم لبعض ، السلام لم يفارق الشهداء حتى وهم ذاهبون الى الموت ، كان القديسيون يعيشون فى سلام وسط الوحوش وحروب الشياطين ، كان داود يطارد شاول الملك ومع ذلك كان سعيدا بمزماره يغنى للرب وسط متاعبه ، كما أن السلام يطرد الخوف "إن سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف" .
 
والقلب الممتلىء سلام يقول فى كل ضيقة "كله للخير" حيث يرى يد الله الممدودة له ويثق فى أن الله موجود ويعمل بقوة ، فحينما يؤمن الإنسان أن حياته فى يد الله يمتلىء سلاما ، أما إذ شعر أن حياته فى أيدى الناس سيفقد سلامه ، كما أن الرغبات والشهوات أن سيطرت على الإنسان يفقد سلامه ويظل عبدا للرغبة ، أيضا من يهتم بالغد يفقد سلامه فلا تحمل هموم الغد فهو فى يد الله "لا تهتموا بما للغد ، فالغد يهتم بما لنفسه".
 
هب لنا يا رب نعمة السلام فى حياتنا ، نثق فى وجودك وسطنا وأنك الوحيد الذى يملك حياتنا ومصائرنا وأنك الوحيد الذى يفتح ولا أحد يغلق ويغلق ولا أحد يفتح ..