كتب – روماني صبري
يحل اليوم الجمعة ذكرى رحيل المطربة العالمية "داليدا"، والتي تركت مجموعة من الأغاني العالمية الشهيرة مثل أغنية "حلوة يا بلدي" التي لا زالت عالقة في أذهاننا حتى يومنا هذا .

البداية
 اسمها الحقيقي" يولاندا كريستينا جيجليوتي" ، ولدت في الـ 17 من يناير عام 1933 في حي شبرا  من أبوين من المهاجرين ، ترجع أصولهما  إلى جزيرة كالابريا  جنوب ايطاليا .

مرحلة البلوغ والمعاناة والحب الأول
بعد أن بلغت وظهرت مفاتنها، منعها والدها الذي عرف بطباعه الحادة وقسوته ،من الخروج مع صديقاتها ، خاصة بعد إن أمضى عدة أشهر في السجن لأنه كان رجل ايطاليا ومصر كانت إبان الحرب العالمية الثانية تحت حماية المملكة المتحدة .

فكرت داليدا في حل حتى يسمح لها والدها بالخروج من المنزل ، فاقترحت عليه أن تذهب إلى الكنيسة ، ما جعله يوافق ، ابنته ستذهب إلى الكنيسة ليس في الأمر أي خطر على حال ! .


نجحت خطة الفتاة البالغة في الهروب من منزل أسرتها ، لكن في الحقيقة لم تكن تذهب إلى الكنيسة ، بل كانت تتجول في الشوارع مع شاب ايطالي اسمه (أرماندو) .

وفي بعض الأيام كانت تصطحب ارماندوا إلى الكنيسة لتقف في المكان الذي اعتادت أن تقف فيه في طفولتها هربا من الناس ، حيث كانت مصابة وقتها بالحول ، ما جعلها تخضع لثلاث عمليات في عينيها فيما بعد .

نهاية الوالد
رحل والدها عن الحياة عقب تعرضه لجلطة في الدماغ ، وهو ما دفعها إلى التطلع واستكشاف حياة أخرى جديدة بعيدة عن المنزل وتقاليده .

ملكة جمال مصر والحلم الأكبر
  كانت بدايتها الأولى عندما كانت تشارك في مسابقة ملكة جمال مصر ، وفي عام 1954 توجت بلقب ملكة جمال مصر ، لكنه رغم ذلك لم تستطع كبح جماح حلمها الأكبر وهو التمثيل ، حيث دائما ما حلمت بان تكون من أشهر نجمات السينما في العالم .


العمل كدوبليرة
ذات يوم جاء فريق أمريكي لتصوير فيلم في مصر بعنوان "The Story of Joseph and His Brethren" ، من بطولة الممثلة الأمريكية "جوان كولينز"، وقررت جوان الاستعانة بممثلة تساعدها في بعض المشاهد ، ومن حسن الحظ كانت داليدا متواجدة في نفس الأستوديو ، فوقعت عين جوان عليها لتختارتها دوبليرة لها لما كانت تتمتع به من جسم جميل وشعر كثيف قريب من شعرها ، إضافة إلى أن ملابسهما من القياس والحجم نفسه.

اللقاء الأول مع عمر الشريف
تم تصوير الفيلم في محافظة الأقصر ، وهناك تعرفت على ممثل صغير وهو عمر الشريف ، الذي كان يبحث عن النجومية والشهرة من خلال الأفلام السينمائية ، احبها الشريف وقتها حبا جما حتى أصبح لا يستطيع الاستغناء عنها ، لكن رغم كل ذلك لم تجد فيه مواصفات فتى أحلامها فقررت أن تعامله ببرود حتى يبتعد عنها وينساها .


السفر إلى فرنسا
وفي احد الأيام قررت داليدا السفر إلى فرنسا ، بحثا عن الشهرة والمجد رغم اعتراض والدتها وأخيها ، وفي عام 1954 وطأت أقدامها العاصمة الفرنسية باريس ، وبعد أن استقرت في غرفة هناك شعرت بالغربة وظل الحنين إلى شمس مصر الدافئة يعتريها ، لكنها كانت تقول في نفسها : الغربة هي ضريبة بحثي عن الشهرة .

الدخول إلى عالم الغناء
وقعت عين (رولاند برجر) كان مدربا للصوت علي داليدا ذات يوم ، سحره قوامها وشعره الكثيف ، فقال لها : اشعر انك تمتلكين مواهب كثيرة ، بحاجة إلى من يكتشفها ، وبعد ان تعرف عليها نجح في إقناعها أن تصرف النظر عن فكرة التمثيل وتتفرغ للغناء لأنها تمتلك صوتا قويا سيفتح لها أبواب الشهرة في فرنسا ، ما جعلها تتقبل الفكرة في النهاية بعد إلحاح منه لتغني بعدها في أشهر كباريهات فرنسا ، لتصبح بعد عدة سنوات من اشهر مطربي الأغنية الفرنسية والعالمية

الرحيل
رغم حياة الشهرة التي طالما حلمت بها ونجحت في أن تكون من أهم نجمات الأغنية العالمية ، إضافة إلى ثروتها الكبيرة ، إلا أنها كانت تعاني من الاكتئاب الحاد ، حيث فقدت حبيبها الذي تعرفت عليه بعد انفصالها من زوجها الأول وهو الشاب الايطالي "Luigi Tenco"  ، الذي كان يحلم بان يصبح مطربا كبيرا لكن الفشل دائما ما لازمه كظله ، حتى قرر الانتحار عام 1967 بمسدسه ، والكارثة أن دليدا كانت أول من رأى جثته ، وذلك عندما ذهبت لتواسيه بعد فشله في مهرجان سان ريمو .

وعندما استطاعت نسيان الماضي أحبت رجل في فترة السبعينات لكن من سوء حظها قرر الانتحار هو الآخر ، وفي عام 1987 قررت داليدا الانتحار بعد صراع طويل مع مرض الاكتئاب الذي لا يقل وحشية عن مرض السرطان ، فتناولت جرعة كبيرة من المهدئات تاركة رسالة : "سامحوني الحياة لم تعد تحتمل.