عرض/ سامية عياد
الإنسان الروحى هو الذى له كيان واحد روحا وجسدا يخضع لقيادة الله ، فلا يوجد فى المفهوم المسيحى انفصالا بين روح الإنسان وجسده ، فلا يستطيع الإنسان أن يحيا روحيا متجاهلا جسده واحتياجاته ..
 
القس ابراهيم القمص عازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس فى مقاله "إنطلاق الروح" أكد لنا أنه لا يمكن أن نفصل بين الروح والجسد فى الكيان الواحد فإما أن ينضبط هذا الكيان كله تحت قيادة الله وهذا هو الإنسان الروحى وإما أن يتلوث وينفلت ، فتتدنس الروح والجسد معا ويصير الإنسان خاضعا للخطية ، لذا عندما يحدثنا الإنجيل عن ضبط الجسد فهو يتحدث عن الكيان كله فبولس الرسول يضبط جسده أى الكيان كله روحا وجسدا ، فالصراع ليس صراعا بين الجسد والروح فى الإنسان ، ولكنه صراع طبائع جسدية وروحية وصراع اتجاهات روحية وجسدية.
 
الإنسان يستطيع أن يحيا حياة الروح خلال الصوم الكبير بأجوائه وصلواته وقراءاته وكل أسبوع من أسابيع الصيام له مغزى روحى عميق ففى أحد الاستعداد يتذوق الإنسان الخبرة الروحية فى أبعادها الثلاثية الصوم والصلاة والصدقة ثم يأتى الأحد الأول وفيه يتطلع الإنسان الى فوق نحو السماء تاركا العالم بشهواته وقد يتعثر ويسقط ولكن هذا ليس معناه خسارة البنوة أحد "الابن الضال" ، ومهما كان طول زمان الخطية أحد "المفلوج" ، ولكن باب التوبة مفتوح أحد "السامرية" وتنير البصيرة أحد "المولود أعمى" ولكن ما نحتاجه حقا هو أن يملك الرب على قلوبنا "أحد الشعانين" عندها نصير روحيين ، إذ نموت مع المسيح ونحسب مستحقين للحياة الجديدة "القيامة" وشركة السمائيين "سبت الفرح " .
 
هب لنا يا الله الكيان الروحى الحقيقى الذى يجتهد فيه الروح والجسد معا للوصول للحياة الأبدية ، اجعلنا مسكنا لك يا الله ولتملك على حياتنا وتقود خطواتنا ، اجعلنا نتمتع بحضورك فى كل أمور حياتنا ..