عرض/ سامية عياد
يعد الصوم بمثابة رحلة مثلها مثل باقى الرحلات يجب الإعداد لها جيدا حتى تكون رحلة مفيدة لابد لها من استعداد وهدف ووسيلة للوصول الى هذا الهدف .. 
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "رحلة الصوم الكبير" وضح لنا رحلة الصوم الكبير أولا: الاستعداد ، حيث تعدنا الكنيسة لرحلة الصوم فى أحد الرفاع وتعلمنا أركان العبادة : الصوم والصلاة والصدقة ، وبالتالى الصوم بدون الصلاة والصدقة غير مقبولة ، ثاني: تحديد الهدف ، بعد أن تؤهلنا الكنيسة للصوم ، توضح لنا أن الهدف الرئيسى من الصوم هو الوصول الى الملكوت والارتفاع الى السماء بالقلب والفكر والحواس وهو الأسبوع الأول الذى يسمى ملكوت الله "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره ، وهذه كلها تزاد لكم" وتضع لنا الكنيسة ثلاث خطوات للوصول الى الملكوت ، كنز فى السماء لأنه "حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك" ، العين النقية ، عدم الانشغال بالعالم.
 
ثالثا: كيفية الوصول للهدف ، تعلمنا الكنيسة فى الأسبوع الثانى من الصوم اجتياز تجارب الشيطان والعالم بنجاح ، وفى الأسبوع الثالث والرابع والخامس تعلمنا الكنيسة أن باب التوبة مفتوح مهما كانت الخطية فلا نيأس ولا نفقد الرجاء فى الملكوت ، فالابن الضال عاد الى أبيه بعدما عرف أن السعادة ليست فى المال أو الأصدقاء أو الشر وقبله الأب فرحا ، المرأة السامرية الخاطئة تابت وبشرت بالمسيح بعدما التقت بالرب يسوع ، أيضا المخلع الذى أخطأ وتخلى عنه الجميع ولكن الرب ذهب إليه وشفاه ورده مرة أخرى وقبله ، أما فى الأحد السادس توضح لنا الكنيسة أهمية التوبة حيث يتحول التائب من الظلام الى النور ، من العمى الى البصر، وفى الأحد السابع (الشعانين) توضح لنا الكنيسة ضرورة أن يتملك الرب قلوبنا ويدخل حياتنا فنختبر عمله معنا .
 
ليتنا نجتاز رحلة الصوم بنجاح نجعل هدفنا الملكوت فنسعى إليه باشتياق وحب وتوبة ورجوع الى الله ، لنخرج من الصوم بأكبر استفادة روحية تجعلنا نصعد درجة على السلم السمائى ...