ساهم في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة.. وترك تماثيل فنية عبقرية

كتب - نعيم يوسف
 
رغم أنه رحل مبكرًا، في الثانية والأربعين من عمره، إلا أنه ترك ورائه تراثًا عالميًا فنيًا عظيمًا، مازال يرفع اسم مصر عاليًا عندما يتم ذكره.. إنه الفنان محمود مختار، صاحب تمثال نهضة مصر.
 
من المحلة الكبرى
من قرية "طنبارة"، الموجودة بمركز المحلة الكبرى في محافظة الغربية، ولد الطفل محمود مختار، يوم 10 مايو عام 1891، لوالده إبراهيم العيساوي، الذي كان يشغل منصب عمدة القرية، إلا أن الطفل الصغير نشأ في المنصورة مع جدته لأمه في بيت خاله.
بساطة أجواء الريف
بساطة أجواء الريف، استغلها الطفل الصغير بالفطرة في إظهار مواهبه وإبداعاته الفذة مبكرًا، حيث كان يقضي معظم وقته بجوار الترعة يشكل في الطين مناظر كان يراها حوله في القرية.
 
من الريف إلى القاهرة
انتقل في طفولته، وتحديدا عام 1902، إلى القاهرة وعاش في أحيائها القديمة والتحق عام 1908، بمدرسة الفنون الجميلة، وهو في سن الـ17 من عمره، ونظرًا لتفوقه ونبوغه، خصص له المدرسين الأجانب بالمدرسة "مرسم خاص" ضمن مبنى المدرسة، لإعداد منحوتاته بها ، من تماثيل، وأشكال تستعيد مشاهد الريف، وملامح رفاق الحي. 
في رعاية الأمير
نشأ "مختار" -فنيا- في رعاية الأمير المصري يوسف كمال، وهو الذي أرسله إلى باريس لكي يتم دراسته هناك.
 
حياة فنية قصيرة زاخرة
على الرغم من أن عمره الفني كان قصيرًا جدا، بسبب وفاته مبكرًا إلا أنه ترك تماثيل وأعمال فنية عالمية، منها تماثيل ميدانية وأعمال أخرى تعبر عن حياة الريف والقرية المصرية التي تأثر بها، وتمثل صورا للحياة اليومية، وساهم في إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا وإيفاد البعثات الفنية للخارج، واشترك في عدة معارض خارجية بأعمال فنية لاقت نجاحا عظيما وأقام معرضا خاصا لأعماله في باريس عام 1930 وكان ذلك المعرض سبباً في التعريف بالمدرسة المصرية الحديثة في الفن وسجلت مولدها أمام نقاد الفن العالميين.
 
ترك "مختار"، أعمال فنية عالمية، أهمها: ابن البلد، نهضة مصر، الحزن، بنت الشلال، زوجة شيخ البلد، سعد زغلول، حارس الحقول، حاملات الجرار، الفلاحة، نحو نهر النيل، رياح الخماسين، وكاتمة الأسرار.
 
تمثاله الشهير نهضة مصر، عرض في معرض الفنانين الفرنسيين 1920 ونال عليه شهادة الشرف من القائمين على المعرض، وبعد ذلك قام بعض المفكرين بقيادة حملة اكتتاب لكي يتم إقامة التمثال في مصرـ، وساهمت الحكومة في ذلك، وتحقق الحلم وأزيح الستار عن تمثال "نهضة مصر" يوم 20 مايو ايار 1928 أمام محطة السكك الحديدية بالقاهرة ليكون في استقبال الداخلين إلى العاصمة، ثم انتقل فيما بعد إلى مكانه الحالي.
وفاته.. وحلم المتحف
كان يحلم بإقامة تماثيل للإسكندر الأكبر والزعيم المصري أحمد عرابى وكليوبترا، وفي عام 1932، أصيب في يده والمرض لم يمهله وتوفى يوم 27 مارس 1934، ونادى مثقفون بعمل متحف له، وتم افتتاحه عام 1938.