كتبت – أماني موسى
يوافق اليوم تذكار استشهاد القديسة رفقة وأولادها، والتي ظلت علامة في تاريخ الكنيسة القبطية، حيث أنها قدمت حياتها وحياة أولادها حتى لا تتخلى عن السيد المسيح.. نورد بالسطور المقبلة بعض لمحات من حياتها.
 
ترمّلت هذه السيدة وكانت أمًا لخمسة أبناء وهم أغاثون وبطرس ويوحنا وآمون وأمونه. 
عاشوا بمركز قوص بجوار الأقصر محافظة قنا، وبعد أن فقدت زوجها اهتمت بتربية أولادها في مخافة الله، وظهر لهم الملاك في رؤيا يخبرها أنهم سينالون الشهادة.
 
وبالفعل بعد الرؤيا بأيام قليلة، أمر الإمبراطور دقلديانوس والذي عرف بعدائه الشديد للمسيحية والمسيحيين، وأمر بهدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، وتعذيب المسيحيين حتى ينكروا الإيمان، فجمعت القديسة رفقة أولادها لتحثهم علي الثبات في الإيمان. 
وشددت على مسامعهم "لا تخافوا من الموت" كما قالت لهم أن أعظم عطية يقدمها الإنسان هي حياته، يقدمها بغير تردد ولا ندم، بل بكل فرح وشجاعة.
 
وقفت الأم مع أولادها للصلاة والتوسل إلي الله لكي يرحم كنيسته ويثبت شعبه في الإيمان، وأثناء صلاتهم ظهر لها ملاك، وأعلن لهم أنهم سينالون إكليل الشهادة علي اسم المسيح.
وشدد عليهم، الرب معكم ويقويكم حتى تكملوا جهادكم، فلا تخافوا الموت، ولا تجزعوا منه، اشهدوا للرب" بحسب المعتقد المسيحي.
 
وبعدها قاموا بتوزيع ما لهم من أموال ومنزل، وتوجهوا إلى ديونيسيوس القائد والي بلدة قوص، وطلب الوالي منهم التبخير للأوثان وإنكار إيمانهم لكنهم رفضوا، قائلين: "نحن مسيحيون، لا نعبد سوى رب السماء والأرض الذي بيده جميع البشر". 
وحاول القائد إغراءهم بالأموال وترغيبهم بالتعذيب، لكنهم أصروا على موقفهم.
ومن هنا بدأت سلسلة العذابات والتي بدأت بالأم ثم أطفالها، وشجعت أولادها على الثبات، وتم وضعهم في السجن.
ثم أرسلهم الوالي إلى والي الإسكندرية وقام بتعذيبهم وخلع أسنانهم، ثم ألقاهم جميعًا في السجن حيث ظهر لهم رئيس الملائكة ميخائيل للمرة الثانية، وشجعهم وشفى أجسادهم. 
 
وفي الصباح دُهش الجند وكل جمهور الشعب، إذ لم يروا علامة واحدة من الجراحات على أجسادهم، فآمن عدد كبير بالمسيح، فكان نصيبهم القتل أيضًا.
فوضع الوالي القديسة رفقة وأولادها على أسرّة من حديد وأوقد نارًا تحتهم، ولم يُصب أحد منهم بشيء، بل أرسل الله مطرًا بعد ثلاث ساعات أطفأ النيران، وحدث ذات الشيء حيث آمن الجمع بالمسيح فتم ذبحهم.
 
فأمر الوالي بتقطيع أعضاءهم ووضع الخل عليها، فظهر لهم الملاك أيضًا وشفى جروحهم، ثم تم وضعهم بالسجن، وفي الصباح أمر الوالي بصلبهم منكسي الرؤوس، ثم وضعهم في (برميل)، فانقلب البرميل بالزيت المغلي على الجنود المكلفين بتعذيبهم فماتوا. فأمر بقطع رؤوسهم وطرح أجسادهم في البحر.
 
 
اكتشاف أجسادهم والاهتمام بها
أُعلن لرجل مسيحي ثري من نقرها من أعمال البحيرة، بواسطة رؤيا أن يحفظ هذه الأجساد، فقدم للجند بعض المال وأخذ الأجساد منهم، وحفظها عنده حتى زال الاضطهاد.
 
إذ حلّ الخراب بمدينة نقرها نقل المؤمنون الأجساد إلى مدينة ديبي في كنيسة الشهيد مارمينا، وظلت هناك حتى نُقلت إلى سنباط. وكانت تُسمي سنبموطية أو سنابيط، نسبة إلى حاكمها الروماني سنابيط. ومازالت هذه الأجساد في الكنيسة التي بُنيت على اسمهم ببلدة سنباط مركز زفتى محافظة الغربية.