عرض/ سامية عياد
النمو سمة الحياة ، هو تحدى لكل المعوقات ، هو الوسيلة المثلى للترقى الروحى المنشود ، هو سعى نحو الهدف الأساسى الوصول للحياة الأبدية..
 
هكذا حدثنا نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "حياة النمو" موضحا أن كل الكائنات الحية تبدأ صغيرة وتكبر فى مراحل العمر المتعددة فالنمو سمة الحياة على وجه العموم ، والحياة الروحية على وجه الخصوص، فالإنسان يسعى الى النمو الروحى ويحاول أن يتغلب على كل ما يعطله كقول القديس بولس الرسول : "ننسى ما هو وراء ونمتد الى ما هو قدام" ، والسعى الى النمو الروحى هو السعى نحو الهدف الرئيسى وهو الوصول للحياة الأبدية ، لذا يحذرنا القديس بولس من الانشغال بأى هدف آخر كبديل للحياة الأبدية : "فليفتكر هذا جميع الكاملين منا ، وإن افتكرتم شيئا بخلافه فالله سيعلن لكم هذا أيضا" .
 
من يبدأ علاقته مع الله ولا ينمو لا يستطيع أن يصل الى الهدف الرئيسى وهو الملكوت ، لذلك كل عمل روحى له بداية وله تكملة أيضا وهذا ما نوه عنه القديس بولس حين قال : "ليس أنى قد نلت أو صرت كاملا ، لكنى أسعى لعلى أدرك الذى لأجله أدركنى أيضا المسيح يسوع .." ، والنمو الروحى يلزم النمو فى كل الوسائط الروحية ، الصلاة ، الصوم ، النقاوة والتوبة .. وغيرها ، أى الجهاد الروحى المستمر الذى يكلل بمكآفأة أبدية ، فلا نكتفى بما وصلنا إليه فى حياتنا الروحية بل نستمر فى الصعود والنمو للوصول الى الملكوت.
 
هب لنا يا الله حياة النمو الروحى المستمر ، اجعل هدفنا الرئيسى هو الوصول الى ملكوتك ، ولا تدع هدف أخر يشغلنا عنه ..