فى «كبسولة مضغوطة»، ودون فلسفة ولا تنظير فارغ، المنطقة تغيرت خلال 3 أسابيع، وتسير بقوة نحو مصلحة معسكر الاعتدال العربى.

 
يمكن إجمال ملامح هذا التحول الإقليمى على النحو التالى:
 
1 - بدء انهيار الميليشيات التكفيرية المسيطرة على طرابلس العاصمة الليبية، وعلى البنك المركزى، وعلى الميناء ومداخيل النفط الليبى.
 
2 - تحول الحكم العسكرى الانتقالى من قوى ذات ارتباط بالنظام القديم فى السودان وجماعة الإخوان المسلمين المدعومة إقليمياً من قطر وتركيا، إلى الانحياز للشارع السودانى، الذى يرفض تماماً أى محاولة للتحايل وإعادة تدوير نظام حكم مرتبط بالإخوان وبالدوحة وأنقرة.
 
3 - تشديد الإجراءات الأمريكية ضد إيران اقتصادياً بوقف الإعفاءات التى كانت واشنطن قد أعطتها لـ8 دول لشراء النفط الإيرانى مسبقاً.
 
أهم هذه الدول الصين التى خفّضت من الشهر الماضى مشترياتها بـ20٪، والهند التى ألغت تعاقد الشهر المقبل، وتركيا التى تفاوض واشنطن على ثمن مقابل مقاطعة البترول الإيرانى، رغم أنها تستورد 40٪ من نفطها من طهران.
 
4 - نجاح محور «القاهرة - الرياض - أبو ظبى - المنامة» المعتدل فى التحرك الجماعى فى اليمن، وسوريا، والعراق، والسودان، وليبيا.
 
وهنا تجدر ملاحظة عقد القاهرة قمة أفريقية طارئة لدعم النظام الجديد فى السودان، وقيام السعودية والإمارات بدعم النظام الجديد بـ3 مليارات من الدولارات، واتصال داعم من ملك البحرين.
 
فى الوقت نفسه نجد الموقف ذاته مع دعم المشير حفتر من خلال استقبال الملك سلمان والرئيس السيسى له، والمواقف العلنية المساندة لمعركة تحرير طرابلس من الإرهاب التكفيرى.
 
أنصار طهران وقطر وتركيا الآن يعانون من أزمات كبرى، أهمها ضعف الوضعين السياسى والاقتصادى للدول الممولة لهم، ووجود نظام حديدى صارم يضيق قواعد الحركة عليهم.
 
تابعوا تحركات المرحلة المقبلة، فالآتى أعظم.
نقلا عن الوطن