شاهدت مؤخرا مسلسلا تليفزيونيا يمكن اعتباره إحدى البدايات الحقيقية لالتفات الدراما التليفزيونية فى العالم كله بشكل جاد وحقيقى لكرة القدم.. المسلسل ألمانى من إنتاج منصة نتفليكس وكان عرضه الأول فى شهر إبريل العام الماضى.. ورغم أن المسلسل لا يستند إلى أى قصة حقيقية وأنه مجرد خيال ورؤية للمخرج كريستيان ألفارت الذى كتب بنفسه حلقات المسلسل وشاركه آخرون فى كتابة بعضها.. إلا أنه ينقلنا بسرعة وصدق إلى أحد العوالم السرية لكرة القدم سواء فى ألمانيا أو العالم كله.. عالم المراهنات الكروية وأموالها وجرائمها وعصاباتها وضحاياها..

فالمسلسل يبدأ بأهم وأشهر نجم كروى ألمانى والعثور عليه قتيلا فى أحد شوارع برلين.. وتبدأ الشرطة الألمانية البحث عن القاتل، ويبدأ المسلسل فى فتح كثير من الملفات الكروية الشائكة.. فالنجم الكبير مات ليلة مباراة حاسمة ستقام فى برلين بين ألمانيا وتركيا فى تصفيات كأس العالم.. وكانت مباراة أرادها كبار عصابات المراهنات أن تنتهى بفوز تركيا ليربحوا الملايين ويخسر كل هؤلاء الذين استندوا إلى المنطق وتوقعوا فوز ألمانيا..

وتتكشف عبر حلقات المسلسل كيف يقوم نظام المراهنات السرية وكيف تستطيع عصاباتها التحكم فى نجوم الكرة عن طريق تهديدهم وابتزازهم بأسرار وفضائح شخصية لهم أو بإغراء المال للتلاعب فى نتائج مباريات المنتخب والأندية.. ورغم أن هذا النجم الذى تم قتله ليلة المباراة من أصول تركية فقد اختار أن يلعب لمنتخب ألمانيا وليس المنتخب التركى..

فقد بات ذلك بداية ليكشف المسلسل أيضا الصراع الحقيقى القائم طوال الوقت بين الألمان المتعصبين والمهاجرين الأتراك وكيف تصبح كرة القدم وملاعبها ومدرجاتها ومبارياتها ساحة لهذا الصراع الذى يقود الجميع فى أحيان كثيرة إلى الكراهية والدم.. واختصر أصحاب المسلسل حكايات وجرائم وفضائح كرة القدم ومراهناتها وتعصب جماهيرها فى عنوان صغير اختاروه لهذا المسلسل هو «كلاب برلين».. وعلى الرغم من أن الأحداث والوقائع كلها خيالية كما سبق أن أشرت.. إلا أن المعانى وراء هذه الأحداث ودلالاتها وتفاصيلها ليست إلا واقعًا تعرفه وتعيشه كرة القدم فى ألمانيا والعالم كله.. واقع مظلم وقاسٍ حتى إن بدا كل شىء على السطح جميلا ومثاليا ومرتبا ونظيفا أيضا.. وسيبقى هذا المسلسل بالتأكيد دليلا على أن كرة القدم يمكنها إنتاج دراما رائعة.. وأن الدراما تستطيع كشف ومواجهة كثير من جرائم وفساد كرة القدم.
نقلا عن المصري اليوم