وقع في عداء مع يوسف وهبي بسبب الزواج من طليقته.. وظل يعمل في مهنة النجارة حتى نهاية حياته

 

كتب - نعيم يوسف
يعتبر "محمود شكوكو"، من أشهر الفنانين الشعبيين المصريين، وترك بصمة لا تُنسى في الفن المصري سواء من خلال السينما أو الفن الشعبي.
من الجمالية
 
ولد "محمود إبراهيم إسماعيل موسى"، وشهرته "محمود شكوكو"، في 1 مايو عام 1912، بحي الجمالية، وكان والده نجارًا وظل "شكوكو" يعمل في هذه المهنة حتى بعد شهرته، ولكن في صغره كان يتعرض للضرب كثيرًا من قبل والده الذي كان يرفض ذهابه للغناء في الأفراح كل ليلة.
بداية الفن.. والمونولج
عشق "شكوكو الفن وكان في البداية يقلد الفنانين، ولكنه وجد نفسه أكثر في فن المونولوج، الذي اشتهر به، وكان يرتدي الجلباب البلدي و"الطاقية" المميزة الخاصة به، وبالرغم من هذا لم يترك مهنته الأصلية، مهنة أجداده وهي النجارة وصناعة الموبيليا، وانفصل عن والده وافتتح لنفسه ورشة مستقلة في منطقة الرويعي، وكان كل ما يجمعه من مال سواء من الموبيليا أو الاشتغال بالفن يعطيه لوالده لينفق على الأسرة، إلا أن الأخير فاجأه وكان يدخر كل المال واشترى له عقار أطلق عليه "عمارة شكوكو"، وفي عام 1946 كون محمود شكوكو فرقة استعراضية باسمه تضم عبد العزيز محمود، وتحية كاريوكا وسميحة توفيق وتقدم عروضها على مسرح حديقة الأزبكية بالقاهرة، ويحسب له أنه أحيا فن الأراجوز، وكان يعاونه أحد أشهر فناني الأراجوز في مصر واسمه علي محمود.
شكوكو.. ويوسف وهبي
كان "شكوكو" هو أول فنان مصري يركب في أواخر الأربعينات السيارة الإنكليزية ماركة "بانتيللي"، التي لا يركبها غير اللوردات والسفراء والأمراء ما أثار عليه حقد أفراد الأسرة المالكة وبعض أفراد العائلات الأرستقراطية وأجبروه على بيعها، وكان "يوسف وهبي"، هو وراء ذلك لأن "شكوكو " أحب طليقته وتزوجها.
شارلي شابلن العرب
اشتهر شكوكو بالطاقية والجلابية البلدي وأطلق عليه البعض "شارلي شابلن العرب"، من شدة اعجاب أحد النحاتين به، صنع له تمثالا من طين الصلصال وعرضه للبيع، ومن هنا انتشرت تماثيل شكوكو (عروسة شكوكو)، وظهر أكثر من صانع في جميع محافظات مصر، وحتى يوم تكريمه من الرئيس الراحل أنور السادات في عيد العلم والفن ذهب إلى الحفل مرتديا الجلباب البلدي تكريما لتاريخه الحافل في جميع ألوان الفنون وبخاصة السينما التي قدم لها الكثير من الأفلام.
 
أعمال فنية
قدم خلال رحلته الفنية أكثر من 600 مونولوج وأكثر من مائتى فيلم، أهمها: ظلمونى الناس، العرسان الثلاثة، ست البيت، عنتر ولبلب، عودة طاقية الإخفاء، ليلة العيد، حب في الظلام، فتاة السيرك، تحيا الرجالة، عنبر، بنت المعلم، الستات كده، بائعة الخبز، الصيت ولا الغنى، وقد ارتبط بالفنان إسماعيل يس في أفلامه وفى تقديم المونولوجات، قدم لمسرح العرائس شخصية الأراجوز.
زواجه.. ووفاته
تزوج ثلاث مرات، الأولى، أم ولديه سلطان وحمادة، والثانية، فتاة صغيرة تزوجها بالرغم من معارضة أسرتها لكنها مرضت بمرض خطير وطاف بها على أطباء مصر وأولياء الله وأنفق عليها آلاف الجنيهات على علاجها لكنها ماتت واقتنع أهلها بأنه انسان طيب وعطوف ووافقوا على أن يزوجوه أختها الصغرى، وفي أخر حياته اضطر لبيع كل ما يمتلك على العلاج، ثم تم علاجه على نفقة الدولة سرا لكي لا تُجرح مشاعره، ونشر في الجرائد والصحف إعلانًا طلب فيه من محبيه أن يزوروه في المستشفى وهو ما حدث بالفعل، وتوفى في 21 فبراير عام 1985.