كتبت – أماني موسى
يوافق اليوم ذكرى رحيل العالم الدكتور جمال حمدان، 17 أبريل 1993، والذي يعد من أعظم جغرافيو مصر، وصاحب كتاب "شخصية مصر".. نورد بالسطور المقبلة بعض محطات من حياته وإنجازاته.

نشأته في قرية ناي بالقليوبية
وُلد جمال حمدان في 4 فبراير عام 1928 بقرية ناي مركز قليوب محافظة القليوبية، والتي تبعد عن قلب القاهرة بحوالي 17 كيلو متر.
وكان ترتيبه بين أشقائه الرابع، وبدأ نبوغه يظهر في المرحلة الإعدادية، حتى أن مدير المدرسة كتب له شهادة بأنه يتوقع له مستقبل باهر ومميز عن أقرانه.

كان متفوق بالابتدائية ترتيبه السادس على القطر المصري
كان والده أزهريًا مدرّسًا للغة العربية في مدرسة شبرا التي التحق بها ولده جمال، وحصل منها على الشهادة الابتدائية عام 1939م.

وبعد الابتدائية التحق جمال حمدان بالمدرسة "التوفيقية الثانوية"، وحصل على شهادة الثقافة عام 1943م، ثم حصل على التوجيهية الثانوية عام 1944م، وكان ترتيبه السادس على القطر المصري.

بعدها ألتحق حمدان بكلية الآداب قسم الجغرافيا، وكان طالبًا متفوقًا بالجامعة، حريص على الاستزادة بالعلم والبحث والتحصيل.


تعيينه معيدًا بكلية الآداب قسم الجغرافيا
وتخرج من كلية الآداب قسم الجغرافيا عام 1948 تخرج في كليته، وتم تعيينه معيدًا.

بعثة للدراسة في بريطانيا
ثم تم إيفاده في بعثة إلى بريطانيا عام 1949، حصل خلالها على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا من "جامعة ريدنج"، وكان موضوع رسالته: "سكان وسط الدلتا قديمًا وحديثًا"، ولم تترجم رسالته تلك حتى وفاته.

عقب عودته من البعثة الدراسية، انضم لهيئة التدريس بالجامعة، ثم صار أستاذ مساعد، وأصدر في فترة تواجده بالجامعة كتبه الثلاثة الأولى وهي: "جغرافيا المدن"، و"المظاهر الجغرافية لمجموعة مدينة الخرطوم" (المدينة المثلثة)، و"دراسات عن العالم العربي"، وحصل نتيجة كتاباته الفريدة على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1959م.

استقالته من الجامعة وتفرغه للدراسة والبحث
وفي عام 1963 حدثت حركة ترقيات بالجامعة وتم تخطيه، فتقدم باستقالته، وتفرع للبحث والكتابة.

من جانبه قال اللواء عبد العظيم حمدان، الشقيق الأصغر للراحل جمال حمدان، إن شقيقه الأكبر كان يتميز بالعديد من المواهب منها الغناء والرسم.


قصة حب مع بريطانية ترفض المجيء إلى مصر ولم يتزوج طيلة حياته
وأضاف في لقاءه بفيلم الوثائقي "مبني للمجهول"، أن شقيقه جمال حمدان عندما سافر لمنحة دراسة الدكتوراه تعرف على زميلة له انجليزية، ونشأت قصة حب بينهما، استمرت لـ 5 سنوات، وعند عودته إلى مصر طلب منها أن تأتي معه ولكنها رفضت وبعدها شعر بالحزن ورفض الزواج بعدها.

مؤلفاته
ترك جمال حمدان 29 كتاب و79 بحث ومقالة، أشهرها كتاب شخصية مصر دراسة في عبقرية المكان، ومات ولم يتزوج.

مؤلفاته العربية:
دراسات في العالم العربي، القاهرة، 1958
أنماط من البيئات، القاهرة، 1958
دراسة في جغرافيا المدن، القاهرة، 1958
المدينة العربية، القاهرة، 1964
بترول العرب، القاهرة، 1964
الاستعمار والتحرير في العالم العربي، القاهرة، 1964
اليهود انثروبولوجياً، كتاب الهلال، 1967
شخصية مصر، كتاب الهلال، 1967
استراتيجية اللاستعمار والتحرير، القاهرة، 1968
مقدمة كتاب ((القاهرة)) لديزموند ستيوارت، ترجمة يحيى حقي، 1969
العالم الإسلامي المعاصر، القاهرة 1971
بين أوروبا وآسيا، دراسة في النظائر الجغرافية، القاهرة، 1972
الجمهورية العربية اللليبية، دراسة في الجغرافيا السياسية، القاهرة، 1973
6 أكتوبر في الاستراتيجية العالمية، القاهرة، 1974
قناة السويس، القاهرة، 1975
أفريقيا الجديدة، القاهرة، 1975
موسوعة ((شخصية مصر - دراسة في عبقرية المكان)) 4 أجزاء، القاهرة، 1975 - 1984
مؤلفاته وبحوثه المنشورة باللغة الإنجليزية:

Population of the Nile Mid - Delta, past and present, Reading University, June 1953
Khartum : study of a city, Geog. Review, 1956
Studies in Egyptian Urbanism, Cairo, 1960
Evolution of irrigation agriculture in Egypt, in : A history of land use arid regions, ed. L. Dublet Stamp, Unesco, Paris, 1961
Egypt, the land and the people, in: Guide book to geology, 1962
Pattern of medival urbanism in arab world, Geog. Review, April 1962
Political map of the new Africa, Geog. Review, October 1963
The four dimensions of Egypt

كتابه الذي أغضب إسرائيل
كانت أبحاث جمال حمدان تثير غضب إسرائيل، حيث قال في كتابه "اليهود أنثروبولوجيا" الصادر عام 1967 بأن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد، وإنما ينتمي هؤلاء إلى إمبراطورية "الخزر التترية" التي قامت بين "بحر قزوين" و"البحر الأسود"، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي.


وفاته:
في يوم 17 أبريل عثر عليه جثة هامدة بمنزله والنصف الأسفل منها محروقًا، وقال د. يوسف الجندي، مفتش الصحة بالجيزة آنذاك، أن الراحل لم يمت مختنقًا بالغاز أو الحروق، لكن بسبب خبطة في الرأس يعتقد أنها أثناء محاولته الهرب من النار في مكان آمن.

اختفاء مسودات خاصة بكتب له
ويقال أنه في ذلك اليوم اختفت مسودات لبعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وعلى رأسها كتابة عن اليهودية والصهيونية و يقع في ألف صفحة وكان من المفروض أن يأخذه ناشره يوسف عبد الرحمن يوم الأحد، والكتاب الثاني: العالم الإسلامي المعاصر وله كتاب قديم عن العالم الإسلامي كتبه سنة 1965 ثم عاد وأكمله وتوسع فيه بعد ذلك لدرجة أنه أصبح كتاباً جديدًا.


شبهات قيام الموساد الإسرائيلي باغتياله
وبحسب ما قيل فأن النيران التي اندلعت لم تأكل هذه الكتب أو تطلها بما يعني أنها اختفت بفعل فاعل، ويثير شبهة اغتياله.

وقد ذكر أشقائه عبد العظيم حمدان وفوزية حمدان، أن الطباخ الذي كان يطبخ له فوجئنا بأن قدمه انكسرت وأنه راح بلده ولم نعد نعرف له مكانًا. و أمر آخر أن جارة كانت تسكن في البيت الذي يسكن فيه جمال حمدان قالت لنا إن هناك رجلاً وامرأة خواجات، سكنوا في الشقة الموجودة فوق شقته شهرين ونصف قبل اغتياله ثم اختفيا بعد قتله.

وتردد بأن جهاز الموساد الإسرائيلي كان وراء قتله.