عرض/ سامية عياد
عمل الرحمة لا يمكن أن يصدر إلا من القلب الذى امتلأ بالمحبة الفياضة من قلب المسيح ، والسيد المسيح جعل للصدقة المكانة الأولى متقدما عن الصلاة والصوم ..
 
قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "الصدقة محبتنا" أوضح لنا أن الصدقة أو عمل الرحمة هى تعبير عن الحب الذى لا يفرق أو يميز بين الناس وهى تأكيد لعمل الصلاة والصوم فينا ، وكلمة صدقة تحوى معنى الصدق فى العمل وفى الفكر وفى السلوك، والاتضاع فى أعمال الرحمة أمر هام جدا أوصى به الرب يسوع "احترزوا من أن تصنعوا صداقتكم قدام الناس لكى ينظروكم .. فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك لكى تكون صدقتك فى الخفاء ، فأبوك الذى يرى فى الخفاء هو يجازيك علانية" ويعنى هذا البعد عن الرياء وإظهار الذات والتظاهر بعمل الرحمة والكبرياء فالصدقة وعمل الرحمة يقدمها الإنسان دليل على محبته ليراها الله وحده وليس ليراها الناس .
 
والسيد المسيح يدعونا الى الكمال من خلال عمل الرحمة "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضا رحيم" ، وعمل الرحمة شرط أساسى لدخول ملكوت السموات وسوف ندان بقدر الرحمة التى نكون أظهرناها لشخص المسيح ذاته فى صورة الجائع والعطشان والمريض والمحبوس "تعالوا يا مباركى أبى ، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم ، لأنى جعت فأطعمتمونى ، عطشت فسقيتمونى ، كنت غريبا فآويتمونى ، عريانا فكسوتمونى ، مريضا فزرتمونى ، محبوسا فأتيتم الى .." ، وللأسف مع التقدم المذهل الذى يشهده العالم فى كل شىء جعل الإنسان يجف فى مشاعره وإحساساته "قساوة القلب" وجعله يبتعد عن أعمال الرحمة ، وهنا يجب الانتباه والحرص على المحبة والعطف التى هى دليل محبتنا لله.
 
اغمر قلوبنا يا رب بأعمال الرحمة والشفقة ، إذ لم يكن بالمال ليكن بالابتسامة أو المشاركة أو الكلمة الطيبة ، لا تجعل قلوبنا تقسو مهما كانت الظروف ..