تعرضت للاكتئاب رغم معيشتها داخل قصور.. واستوعبت الدرس في زواجها الثاني
كتب - نعيم يوسف

رغم الأسلوب الملكي في الحياة، إلا أن حياتها كانت في الكثير من فصولها مليئة بالحزن والمشاكل، ووصل الأمر إلى تلقيها علاج لمرض الاكتئاب.. وكل هذا بسبب ما يمكن أن تُطلق عليه "زواج مصلحة"، إنها الأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول، وشقية الملك فاروق، وعمة أخر ملوك مصر، الملك فؤاد الثاني.. وليس هذا فحسب.. بل وملكة إيران.


بداية سطور القصة
قصتها رغم تفاصيلها الملكية الكثيرة إلا أنها إنسانية بحتة، بدأت أول سطورها في 5 نوفمبر عام 1921، عندما ولدت في قصر التين بالإسكندرية، وتعلمت في سويسرا وكانت تجيد الإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى لغتها الأم العربية، وعاشت حتى هذه المرحلة حياة ملكية مترفة، قبل الدخول إلى الفصل الثاني.. وهو الزواج الذي تحلم به كل فتاة، ولكنه لم يكن كذلك بالنسبة لها.


زواج ملوكي.. ولكن
تقدم لخطبتها الأمير محمد رضا بهلوي، نجل شاه إيران، وقيل إن هذا الزواج خُطط له من قبل "رضا بهلوي" شاه إيران، ورغم معارضة "فاروق"، لزواج أخته من نجل شاه إيران -والذي أصبح هو نفسه شاه فيما بعد- فإنه وافق بعد مشورة من مستشاره السياسي علي ماهر، والذي كان يرى ويخطط أن يزوج أخوات فاروق لأخريات إلى الملك فيصل الثاني ملك العراق وإلى ابن الأمير عبد الله من الأردن، وخطط لتكوين كتلة في الشرق الأوسط مهيمن عليها من قبل مصر، ما يساعدها في مواجهة بريطانيا.

تم الزواج، وسافرت الأميرة المصرية إلى إيران عام 1939، على الرغم من كل الاختلافات بينهما، فلم يلتقيا قبل الزواج سوى مرة واحدة، وكانت لغتها الأساسية هي التركية ولغته الأساسية هي الفارسية، ولكنها تواصلا باللغة الفرنسية التي كانا يجيدانها، وكانت هي (سنية المذهب)، مع زوجها (شيعي المذهب)، ولكن المصالح السياسية يمكن أن تفعل أكثر من ذلك.




اكتئاب داخل قصر ملكي
عاشت الأميرة في قصرها الجديد غير سعيدة، وتعرضت للاكتئاب، وكانت تتلقى العلاج على يد طبيب أمريكي، وخرجت عليها شائعة وجود علاقة غرامية بينها وبين شخص يوصف بأنه رجل رياضي وسيم، إلا أن صديقاتها يصرون على أنها مجرد شائعة مغرضة، وفي النهاية حصلت على الطلاق وعادت إلى مصر مرة أخرى.

زواج.. وحب.. وسعادة
تزوجت الأميرة مرة أخرى بعد عودتها لمصر في عام 1949، ولكنها استوعبت الدرس هذه المرة وتزوجت من خلال علاقة حب جمعتها مع العقيد إسماعيل شيرين، وعاشت مع زوجها في المعادي بالقاهرة، ورغم أن حياتها الأولى كانت مليئة بالقصور، إلا أن زيجتها الثانية كانت أنجح، وكانت توصف بأنها الآن أكثر سعادة عما كانت في أي وقت مضى مع شاه إيران.. إنه الحب!!

أنجبت ثلاثة أبناء: شاهيناز بهلوي، من زوجها الأول، ونادية شيرين، من زوجها الثاني، والتي أصبحت زوجة الفنان يوسف شعبان لفترة ثم تطلقت، وابنها حسين شيرين، وظلت تعيش في مصر حتى وفاتها في 2 يوليو عام 2013، ودفنت في القاهرة بجانب زوجها الثاني، الذي اختارته وأحبته.