د. أسامة الغزالى حرب
أتحدث هنا عن منال ميخائيل عوض، محافظ دمياط الحالى التى تولت منصبها بدءا من أول سبتمبر الماضى، متناولا فقط جهودها فى المدينة التى أحبها كثيرا، رأس البر! ومع أننى لا أحب إطلاقا الإشارة إلى الهوية الدينية لأى مسئول، فضلا عن أى موطن، إلا أن الإشارة هنا واجبة للإشادة بخطوة مهمة على تحقيق المواطنة والمساواة الكاملة فى مصر كمجتمع مدنى متحضر.

إننى لا أعرف السيدة منال شخصيا، ولكنى بهرت بسلوكها الراقى فى واقعتين، فى نوفمبر الماضى عندما ذهبت لطالبة الإعدادى السمراء بسملة تقدم لها باقة من الزهور وتعتذر لها عن سلوك تمييزى تعرضت له من معلمها، الذى أمرت بنقله لمدرسة أخرى، ثم عندما استدعت لمكتبها بائعة الخضار كريمة بسوق 63 برأس البر، التى لم تحمها توسلاتها من قسوة حملة الإشغالات القاسية لرئيس المدينة.

غير أن هاتين الواقعتين لم تكونا سوى مقدمة لتعرفى على مظهر حضارى، جديد ومتناسق ورائع، رأيت عليه أسواق وشوارع رأس البر على نحو غير مسبوق، لا تخطئه العين، فسره لى من أسميه شيخ حارة رأس البر، والعليم بكل دقائقها صلاح دعدور، بأن المحافظ منال امتلكت من الثقة بالنفس ما جعلها تبدأ من حيث انتهى المحافظون الذين سبقوها، إسماعيل طه ود. البرادعى.. (تطوير قرية الصيادين، استكمال فندق اللسان، شتاينبرجر) تطوير شارع النيل، وتطوير كورنيش النيل من مدخل رأس البر.

وكانت مفاجأة لى أن أشاهد على شاطئ النيل المقابل لرأس البر عند منطقة اللسان شاطئ ومبانى عزبة البرج التى بدأت تكتسى بألوان زاهية تحل محل مبانى الطوب الأحمر، لا شك أنها عندما تكتمل سوف تحدث انقلابا فى مظهر معقل الصيادين الأشهر فى مصر.هذه ليست سوى ملاحظات سريعة عن شخصية ونشاط المحافظ منال عوض، التى أكرر أننى لم أتعرف عليها شخصيا، ولكنى تعرفت على روحها وإنجازاتها. إنها نموذج رائع للمحافظين جدير بكل تحية واحترام وتقدير.
نقلا عن الأهرام