سحر الجعارة
تخيل أن «ابنك» الذى ربيته على الحياء وغض البصر، وصليت ركعتين شكراً لله على أنه التحق بجامعة الأزهر، ليحفظ القرآن ويعف نفسه ويتحصن بالفضيلة، هو نفسه من وقف «فخوراً» بالسبق الذى حققه وهو يخلع بنطلونه فى مدرج كلية التربية، ليثبت لأستاذه الدكتور إمام رمضان، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنه قادر على التحدى بعدما هدد الدكتور برسوب من لا يستجيب لطلبه «الشاذ» بخلع ملابسه!

وقبل أن تتألم لأن العالم كله قد شاهد وتندر واستنكر أن يرى عورة الطالب.. استمع إلى كلام دكتور «إمام» الذى كتبه على الفيس بوك دفاعاً عن نفسه، قبل أن تفصله الجامعة.. يقول «الأستاذ الأكاديمى» إنه كان يقوم بدور المعلم من خلال لعب دور «الشيطان» فى تمثيلية تصور كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق، فكتب: «قلت للطلبة من يقبل النجاح فى المادة بامتياز مقابل تنفيذ ما يطلب منه فإن امتنع رسب فى المادة.. ورفض الطلاب كل ما مارسته عليهم من ضغوط حتى لو رسبوا فى المادة، وهنا توجهت بالتحية للطلاب قائلاً إنهم لم يفعلوا ذلك حياء منكم. أليس هذا صحيحاً؟ قالوا: نعم. قلت فمن باب أولى أن يكون حياؤنا من الخالق مقدماً على حيائنا من المخلوق، وهذا باب من أبواب مراقبة النفس، ضد غواية الشياطين من الجن والإنس»!!

الدكتور المسكين فوجئ عند تكرار دور الشيطان، (بنفس التقوى والصلاح وصفاء النية.. اعتبرها كذلك).. بأن جاءه طالب «بجح» وخلع البنطلون ثم البوكسر.. ويحك يا رجل، هكذا صرخ المعلم «الذى كاد أن يكون رسولاً».. وكل ما فعله هو أن قال: (هذا الذى فعله من أجل النجاح فى مادة العقيدة باع العقيدة والأخلاق بعرَض دنيوى).

إذن، دعونا نصنف ما فعله الأستاذ الأزهرى بحسب مواد القانون التى عرضها الدكتور غانم السعيد، المشرف الإعلامى لجامعة الأزهر، بعد فصل د.رمضان: (لقيامه بتحريض الطلاب على ارتكاب أفعال مخلة بالحياء العام داخل قاعة الدرس بالحرم الجامعى، وهو ما يشكل جريمة جنائية تستوجب الإحالة للنيابة العامة لاتخاذ اللازم بشأنها، كما تعد هذه الأفعال من ضمن الأفعال التى تستوجب العزل من الوظيفة، إعمالاً لنص الفقرة (25) من المادة 72 من القانون 103 الخاص بتنظيم الأزهر باعتبارها تخل بشرف عضو هيئة التدريس وتتنافى مع القيم الجامعية الأصيلة).

وقطعاً فى قاموس قانون الجنايات تُهَم أكثر غلظة وقسوة، لأن ما حدث هو فعل فاضح داخل جامعة الأزهر، وتحريض على الفجور، وبلاوى سوداء، (تقدر تلطم لو حابب)، فقررت الجامعة أن تنقى «ثوبها الطاهر» من الدنس، بفصل (الطلاب المشاركين فى الجريمة، وإقالة عميد كلية التربية ووكيله لشئون التعليم والطلاب ورئيس القسم من مناصبهم لتقصيرهم فى أداء مهامهم الوظيفية).. وأكدت الجامعة أن هذا التصرف فردى من شخص لا يمثل الجامعة ولا منهجها.. طيب حد فاهم منهجها؟!

هل تدريس مناهج تحرض على العنف ونفى الآخر والكراهية ليست أشد خطراً على البلد وأمنه القومى من التحريض على «الإباحية»؟.. هل لو تم الأمر فى السر ولم تفضحه عدسات الموبايلات كانت الجامعة ستتخذ هذه الإجراءات الصارمة.. فلماذا لم تتخذها ضد من كفر الأقباط ودعا لسبى النساء وملك اليمين ووطء البهيمة ونكاح المتوفاة: (عبدالمنعم فؤاد، سعاد صالح، صبرى عبدالرؤوف.. وغيرهم)؟!

هل من المقبول أن يكون إمام رمضان، وحده، شاذاً ومخه تعبان، وكل من حرض على نكاح المتوفاة أو كفر إخوته فى الوطن «عاقلاً ورصيناً» ويستحق المناصب العليا فى الأزهر والصدارة فى المشهد الإعلامى؟!

إنهم عقلاء يدركون ما يفعلونه بنا وبالوطن، ونحن البلهاء لأننا ما زلنا نقبل بازدواجية التعليم «مدنى وأزهرى»!
نقلا عن الوطن