كتبت – أماني موسى
عقد قداسة البابا تواضروس الثاني، أمس الأربعاء، اجتماعه الأسبوعي بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
 
تحدث قداسة البابا في اجتماع هذا الأسبوع عن موضوع حمل عنوان "كنت أعمى والآن أبصر" وذلك من خلال معجزة شفاء السيد المسيح للمولود أعمى الواردة في الإصحاح التاسع من إنجيل يوحنا.
 
ويحل أحد المولود أعمى يوم الأحد المقبل وفقًا لترتيب آحاد الصوم الأربعيني المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية... نورد بالسطور المقبلة أبرز ما جاء بعظة البابا.
 
أوضح البابا أن أحد المولود أعمي يسمى بأحد التناصير وهو الموافق الأحد المقبل، وذلك لأنه كان قديمًا يعمد فيه الموعوظين وتعقبها دورة لهم بالشموع "زفة" لإعلان أنه يوم معموديتهم.
 
وأضاف البابا، وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى إِنْسَانًا أَعْمَى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ، 2 فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟». 3 أَجَابَ يَسُوعُ:«لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَأَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ. 4 يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ. يَأْتِي لَيْلٌ حِينَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ. 6 قَالَ هذَا وَتَفَلَ عَلَى الأَرْضِ وَصَنَعَ مِنَ التُّفْلِ طِينًا وَطَلَى بِالطِّينِ عَيْنَيِ الأَعْمَى. 5 مَا دُمْتُ فِي الْعَالَمِ فَأَنَا نُورُ الْعَالَمِ». 7 وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا. 8 فَالْجِيرَانُ وَالَّذِينَ كَانُوا يَرَوْنَهُ قَبْلاً أَنَّهُ كَانَ أَعْمَى، قَالُوا:«أَلَيْسَ هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ يَجْلِسُ وَيَسْتَعْطِي؟» 9 آخَرُونَ قَالُوا:«هذَا هُوَ». وَآخَرُونَ: «إِنَّهُ يُشْبِهُهُ». وَأَمَّا هُوَ فَقَالَ:«إِنِّي أَنَا هُوَ». 10 فَقَالُوا لَهُ:«كَيْفَ انْفَتَحَتْ عَيْنَاكَ؟» 11 أَجَابَ ذَاكَ وقَالَ:«إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ يَسُوعُ صَنَعَ طِينًا وَطَلَى عَيْنَيَّ، وَقَالَ لِي: اذْهَبْ إِلَى بِرْكَةِ سِلْوَامَ وَاغْتَسِلْ. فَمَضَيْتُ وَاغْتَسَلْتُ فَأَبْصَرْتُ». 12 فَقَالُوا لَهُ:«أَيْنَ ذَاكَ؟» قَالَ:«لاَ أَعْلَمُ»
 
وتابع، تكلمنا في بدايات الصوم أن الله يسأل الإنسان سؤال يقيس عليه نفسه "علمياً-نفسياً جسدياً - روحياً" ومن الأسئلة التي تطرح أسئلة كثيرة وتكون فقرة الإنجيل بمثابة إجابة وسؤال اليوم مهم لكل إنسان فهذا الشخص ولد أعمي و القصة موجودة لنكتشف نوعيات من الناس خلال الحدث الواحد ونتذكر في المرات السابقة "السامرية- المخلع - المولود أعمي " وكلها أحداث حدثت عن المياه عند بئر يعقوب - بركة بيت حسدا-بركة سلوام "و المقصود هنا الولادة من الماء و الروح وهنا السامرية تمثل الرافضين والمخلع يمثل المقيدين الذي جاء المسيح يحرره من قيده والمولد أعمى يمثل البعيدين وجاء المسيح ليمنح النور في قلب الإنسان فهو صنعة يد الله ويوجد بشر لديهم عمي في قلوبهم ونفوسهم و المسيح يريد أن يظهر لنا ماذا تصنع الخطية في الإنسان ؟ 
 
تقول هل يوجد أشكال من العمى والإنسان مبصر؟ 
المسيح تفل على الأرض وخلق عين جديدة للمولود أعمي وقال له اذهب واغتسل في بركة سلوام حتي وصل وغسل ورجع مبصر وبدأ هذا الرجل يدخل في حوار أو عدة حوارات مع الناس وأصبح الناس يتحدثون عليه ويشككون ودارت عدة حوارات مع الجيران والفريسيين ووالديه ومعه وتوجد صور للعمي الروحي مثل:
 
1- إنسان أعمى عن المسكين 
بكل صور المسكنة و الكتاب يقول "طوبي لم يتعطف علي المسكين في يوم الشر ينجيه الرب" هو مبصر ولكن لا يري المسيح وهذا صاحب القلب القاسي لا يهمه شئ سوى راحته الشخصية فقط.
 
2- أعمى عن الناس 
رغم وجوده في مجتمع إلا أنه لا يري أحد له عين وأذن ولكنه لا يسمع ولا يري ويتخيل انه صح مثل الفريسين. 
 
3- أعمى عن الموت 
الموت هو الحقيقة الوحيده الثابته ولكن كثيرون لا يدركون هذا واقرب مثال لهذا " الغني الغبي "
 
4- إنسان أعمي عن الحق 
لا يتكلم كلمة حق كلامه فاسد غير نقي 
 
5- أعمى عن الواجب 
وهذا نوع منتشر جدا هو ما لا يقم بمسؤلياته وهذا يؤخر سير الحياة ويوجد من يتحدث دون أفعال فهل تنتبه لدورك ومسؤوليتك؟
 
6- أعمى عن الاعتذار 
لا يقدر أن يعتذر عن الخطأ في أديرتنا القبطية نتعلم أننا في كل مره نرى بعض نقول لبعضنا "اخطيت سامحني"
 
7- أعمى عن السماء والأبدية 
كل أفكاره في الأرض وأهدافه تراب هذه بعض الصور التي تكون أمام الناس مبصر لكنه اعمي. 
 
ولم يقدروا الفريسيين أن يسمعوا أو يبصروا لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أحد أن يفعل شيئاً هذه الخطية صعبة أن تكون لدينا عيون وأذن ولا نبصر أو نرى ويأتي أخر يوم صيام في سبت الفرح نسمع " من له أذنان للسمع فليسمع" ممكن يكون لك أذن ولا تسمع مثل الفريسين .اذا اردت أن تبصر المسيح تراه في الفقراء و المعوزين و الذين في ألم وتجربة وفي الأبرار و القديسين وهم يمجدون اسم الله وتراهم في خدمة الخدام وضع امامك الخدمات الجيدة واتخذها قدوه قديما عندما اراد الرهبان أن يروا المسيح ذهبوا وفي طريقهم وجدوا رجل عجوز فتركوه فأتي الانبا بيشوي وحمله وكان هذا هو السيد المسيح .
 
وأختتم بقوله، السؤال هنا متي تقول إني كنت اعمي و الآن أبصر؟ يعطينا مسيحنا استنارة وتكون حياتنا بصورة مجيد تمجد اسم الله على الدوام يباركنا مسيحنا بكل بركة روحية.