خرج من أجل حياة أفضل.. وضحى بحياته في سبيل الوطن

كتب - نعيم يوسف
في الأيام الأخيرة أثارت قصة رفض لجوء ماري دانيال، شقيقة الشهيد مينا دانيال، وأخوتها في كوريا الجنوبية، جدلا واسعا، حيث أنها علقت في المطار و"رفض موظفي شركة الطيران رفضوا ركوبهم الطائرة بشكل غير قانوني و عرضوا عليهم حجز تذاكر أخري علي خطوط طيران الإمارات و لكن الأسرة رفضت" -وفقا لما قالته- .
أصول صعيدية
مينا إبراهيم دانيال، ولد في قرية "صنبو" بمحافظة أسيوط، ولمع نجمه بشكل كبير إبان أحداث ثورة 25 يناير عام 2011، حيث كان أحد الوجوه الشابة البارزة المشاركة في أحداثها.
 
العمل السياسي
يُنسب له أنه كان عضوا ب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، إلا أنه في أكثر من لقاء تلفزيوني أكد اهتمامه الشديد بالسياسة ولكن ليس منضمًا لتوجه معين.
 
أسباب المشاركة في الثورة
أما عن أسباب مشاركته في ثورة 25 يناير يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية: "أنا شاب عندي 22 سنة لغاية دلوقتي مشتغلتش، وكملت في جامعة خاصة وبرضو لغاية مشتغلتش.. عاوزين نشوف حل للبطالة، والتعليم اللي مبقاش تعليم بقى فساد واستغلال للطلبة وأهالي الطلبة.. هناك فساد سياسي في البلد، ولا يوجد عدالة ولا مساواة بين الشعب، انزلوا عزبة النخل ومنشية ناصر وغيرها".
 
وقال في مقطع فيديو أخر، قبيل استشهاده بعدة أيام: "الأسباب اللي نزلت عشانها البطالة والغلاء والاضطهاد للأقليات والمعيشة السيئة والمصريين أصبحوا تحت خط الفقر".
 
استشهاده وأحداث ماسبيرو
كان مينا دانيال، أحد مؤسسي اتحاد شباب ماسبيرو، والذي نظم مظاهرات ماسبيرو والتي عرفت باسم " م أحداث الأحد الدامي أو الأحد الأسود عبارة عن تظاهرة انطلقت من شبرا باتجاه مبنى الإذاعة والتلفزيون المعروف باسم "ماسبيرو" ضمن فعاليات يوم الغضب القبطي، ردًا على قيام سكان من قرية المريناب بمحافظة أسوان بهدم كنيسة قالوا أنها غير مرخصة، وتصريحات لمحافظ أسوان اعتبرت مسيئة بحق الأقباط، ولكن المظاهرة وجهت من قوات الشرطة العسكرية، والتيار السلفي، بالعنف ما تسبب في استشهاد عشرات الشباب، بينهم مينا دانيال، ورصدت عدسات الكاميرات المدرعات وهي تدهس المتظاهرين.
 
قال تقرير تقصي الحقائق الصادر عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن "بداية إطلاق النار على المتظاهرين والشرطة العسكرية من مدنيين مجهولين"، مضيفا: " ووفقا  لروايات البعض، كان من أول ضحايا إطلاق النار الشهيد مينا دانيال أحد شباب ثورة 25 يناير والبالغ من العمر 19 عاما،  كما أشارت شهادة أخرى إلى أن أول القتلى نتيجة إطلاق الأعيرة النارية الحية كان احد أفراد الشرطة العسكرية، وهو ما يؤيد أن المدنيين المجهولين أطلقوا النار على المتظاهرين والشرطة العسكرية". 
 
جيفارا الثورة
لقبه الكثيرون بأنه "جيفارا الثورة المصرية"، حيث جمعه مع الثائر الكوبي المعروف "تشي جيفارا"، ملامح الشبه أثناء الحياة، وحتى الصورة التي التقطت للاثنين بعد الوفاة كانت متشابهة إلى حد بعيد، ومن المفارقات القدرية أن تاريخ مقتل "جيفاراة" كان يوم 9 أكتوبر 1967، وتاريخ استشهاد مينا دانيال كان أيضا 9 أكتوبر ولكن عام 2011.