كتبت – أماني موسى
قال د. محمد طه، الاستشاري النفسي، ردًا على مشكلة أرسلتها أحدهم بأن زوجها رجل متدين ومصلي ولكنه يحب أن يتحرش بالنساء ويلمس أجسادهم، بأن من يسمع هذه المشكلة للوهلة الأولى قد يصفه بأنه رجل بصباص، لكن كونه بيحكي لمراته على اللي بيعمله فهذا يعني أنه يعاني من مشكلة نفسية، وهذا العرض بيبقى صاحبه متضايق من وجوده، ودة يكون علامة للإصابة بالمرض النفسي.

ما هو الوسواس القهري؟
وهناك مرضى وسواس قهري، كأن حينما يرى امرأة يأتيه صوت انظر هنا، امسك هنا، وتكون فكرة ملحة، وهو لا يملك أمام هذه الفكرة بالنهاية إلا التنفيذ وهذا العرض يكون مسبب له ضيق، مشيرًا إلى أن هذه احتمالات وليست تشخيص قاطع لا يغني عن زيارة الطبيب، وغالبًا هو مرض نفسي وبالقطع له علاج، وقد يكون وسواس قهري.

أعراض متلازمة التعلق بالمشاهير
وأضاف طه في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، ببرنامج "رأي عام" المقدم عبر شاشة TEN، ردًا على سؤال أحدهم بأن شقيقتها متعلقة تعلق مرضي بأحد الفنانات، وقامت بعمل صفحة باسمها على مواقع التواصل الاجتماعي للدرجة التي نست معها حياتها ومذكراتها وتوقفت عن عمل أي شيء، بأن هذه الحالة تسمى في الطب النفسي "متلازمة التعلق بالمشاهير"، وهي حالة الهوس بالفنانين، وقد يكون الأمر طبيعي في مرحلة المراهقة والشباب، لكن في إطار المعقول، وليس بهذا الشكل المرضي، وما وصلت إليه هذه الفتاة هو درجة مرضية.

ما هو الطيف الوسواسي؟
ولفت إلى أن هناك عدة أعراض ومنها الأفكار الملحة التي تسيطر على دماغ المريض ما يسمى بالطيف الوسواسي، مع ضرورة العرض على طبيب للعلاج.

احذري تأنيبك الدائم لابنك يصيبه بالمرض
وردًا على سؤال أحدهم أبنها يبلغ من العمر 5 سنوات، الذي يعتذر عن كل شيء دون أن يرتكب أي خطأ، قال د. طه أن هذا العرض مقلق، أن يعتقد طفل ذا خمس سنوات أنه مذنب ومسؤول عن كل ما يحدث حوله من مشكلات، هذا الطفل لديه إحساس بالذنب بنسبة كبيرة، مشددًا على خطورة هذا الأمر لأن الإنسان في هذا السن من 3 إلى 5 سنين يتكون الضمير لدى الإنسان، والضمير يملك سلاح قوي جدًا للتحكم بالإنسان ألا وهو الإحساس بالذنب.

الضمير ينشأ لدى الطفل من والديه
وأوضح أن الضمير ينشأ من علاقة الطفل بوالديه، الولد خاصة بوالده، والبنت خاصة من والدتها، وقد يحدث في بعض أنواع التربية أن يكون بها بعض القسوة والشدة ما يجعل نسخة الضمير المتواجدة في شخصية هذا الطفل قاسية، فيصبح طوال الوقت شاعر بالذنب، وهذا الطفل لا بد من عرضه على طبيب وأخذ دواء وعمل جلسات علاج نفسي، ومعرفة طبيعة علاقته بوالده ووالدته، حتى يصل إلى هذه الدرجة المؤلمة بأن يلوم نفسه على شيء لم يفعله.

وشدد طه للآباء على ضرورة عدم تأنيب الطفل طوال الوقت وعلى أي فعل، لأن هذا يجعل منه شخص غير سوي، وإن كان لك اعتراضات على تصرفاته فيجب أن توصل لابنك أنك تقبله هو ككل ولكنك لا تقبل هذا التصرف، أنك تحبه ولكن لا تحب هذا السلوك.

اقبل آدميتك بضعفها.. اقبل انك بتغلط دون خوف أو قلق
وفي سؤال آخر تقول صاحبته، القلق أكبر أزمة تواجهني في حياتي، طول الوقت قلقانة وخايفة، وخايفة حتى أني أتحرك.

من جانبه قال د. طه، الخوف من الخطأ هو مفتاح هذه المشكلة، إحنا كبشر وارد أننا نغلط ومن حقنا نغلط، طالما انك مش قاصد، أمنح لنفسك حق أنط تجرب وتغلط وتقبل غلطك، اقبل أنك في أوقات بتضعف، وفي أوقات بتغلط، وفي أوقات بتختار غلط، والقبول لا يعني الموافقة، لكن القبول لكي تتمكن من التغيير.

وشدد بقوله، اقبلي آدميتك وضعفك والجزء أنك ممكن تغلطي ومتكونيش قادرة أو عارفة، اقبلي هذه الاحتمالات البشرية الآدمية العادية لكي تتمكني من التغيير.

على الإنسان دفع ثمن اختياراته
وفي اتصال من منال من القاهرة، تقول فيها: زوجها يبلغ من العمر 41 عام وعرض عليها رغبته في الزواج بأخرى، وهي رفضت لكنه أصر وبالفعل تزوجها، وأنا غير قادرة على تحمل أو قبول هذا الوضع، لكنه أجبرني بأن أترك الأطفال إن أصريت على الطلاق، مشيرة إلى أنها لا تعمل ولا تملك أي مصدر دخل.

فأجابها د. طه، أن هذا الوضع الواقع الموجود حاليًا، فعليك بقبوله أو أن تختاري الانفصال وعليكي معرفة أن هناك ثمن عليك بدفعه! مشيرًا إلى أن كلا الاختيارين لهما ثمن سيتم دفعه، ونصحها بالخروج للعمل، للحصول على المال ووجود مصادر اجتماعية للدعم النفسي.

وفي اتصال لياسمين من الإسكندرية، قالت أن شقيقتها تبلغ من العمر 14 عام وتحب الذكور، وترغب في التواصل معهم باستمرار بشكل مبالغ فيه، وأن والدها حاول معها مرارًا وتكرارًا لكنها لا تستجيب، قال د. طه الميل للجنس الآخر طبيعي في هذه المرحلة، لكني استشعر من كلامك أنها تخطت الحدود المسموحة، ولذا أطالب والديكي بالتحدث إليها في حب وهدوء شديد وليس بالاصطدام الذي سيأتي بنتائج عكسية، ونصحها بسؤالها : إيه اللي أنتي بتدوري عليه؟ إيه اللي أنتي لاقياه فيه مش موجود هنا؟ لافتًا إلى أن الاصطدام سيجعل الأمور أصعب.

وتساءلت الحجة زينب من القاهرة، أن ابنها يبلغ من العمر 23 سنة وهو مدمن منذ 5 سنوات، وحاولت علاجه في مصحات عديدة ولكنه يرفض العلاج، وحين أجبرته للذهاب لمصحات نفسية خاصة كان يهرب من العلاج، واختتمت: أعالجه إزاي؟

قال د. طه أن الإدمان من المشاكل الضخمة جدًا وعلاجها صعب، وبعض الناس تعتقد أنه بدخول المصحة والتعافي الجسدي من الإدمان يعني الشفاء الكامل، لكن هذا غير صحيح، فلا بد من تغيير التركيبة النفسية التي دفعته للجوء إلى الإدمان، وبعد انتهاء العلاج الجسدي والخروج من المصحة، الدخول في علاج نفسي يعيد تركيبة شخصيته بأن تكون سوية وليست شخصية مدمنة، ومع أي مشكلة يعود للإدمان مجددًا.
وشدد، مهم كمان الشغل، الجلوس بالبيت يدفعه للإدمان مجددًا.