الأقباط متحدون - مجلس أعلى وأقسام بالكليات.. آليات إحياء «القبطية»
  • ١٦:٥٥
  • الجمعة , ٢٩ مارس ٢٠١٩
English version

مجلس أعلى وأقسام بالكليات.. آليات إحياء «القبطية»

أخبار مصرية | التحرير

٠٥: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٩

اللغة القبطية
اللغة القبطية

اللغة القبطية آخر تطور للغة المصرية القديمة.. «جوجل» وضعها ضمن لغاته.. أقباط يضعون آليات إحيائها.. صبري يقترح إنشاء مجلس أعلى للتراث القبطي.. زاخر: تضفي تنوعا وثراء

في منتصف مارس الجاري، أعلن محرك البحث العالمي «جوجل»، إضافة اللغة القبطية في التحديث الأخير الذي شمل إضافة 60 لغة جديدة، وهي خطوة جديدة في سبيل إحياء التطور الأخير للغة المصرية القديمة، أي «القبطية»، ومع اتخاذ «جوجل» تلك الخطوة، طالب بعض المواطنين المسيحيين بمجموعة من الآليات والخطوات لإحياء اللغة القبطية، التي لا تستخدم فقط إلا داخل الكنائس القبطية سواء الأرثوذكسية أو الكاثوليكية في الصلوات، ولم يعد تداولها اليوم، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، حتى بين أغلب المواطنين المصريين المسيحيين.

هناك مفارقة في تاريخ الشعب المصري، أنه غير لغته أو لسانه أكثر من مرة بإرادته، فالبداية كانت اللغة المصرية القديمة وتعرف بـ«الهيروغليفية»، وكانت تكتب بالرموز، حصل تطور لها مرة أخرى عرف باسم «الهيراطيقية» وكانت تستخدم في المعابد، ثم تطور آخر هو «الديموطيقية»، وتستخدم بشكل شعبي، لكن بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر ومن بعده تشكلت دولة البطالمة نسبة إلى بطليموس أحد قادة جيوش الإسكندر، وأصبحت العاصمة في الشمال هي الإسكندرية، وبدأت تحل اللغة اليونانية محل المصرية.

عندما انتشرت المسيحية في مصر على يد القديس مرقس، وتأسست كنيسة مصر باسم كنيسة الإسكندرية، كانت اللغة اليونانية هي السائدة، وهي اللغة التي كتب بها العهد الجديد وأغلب كتابات آباء الكنيسة الأوائل، مع الوقت عادت اللغة المصرية للتطور من جديد، حيث بدأت كتابتها بالأبجدية اليونانية، وتمت إضافة 7 حروف لها غير موجودة في اليونانية، ثم تحول لسان المصريين بشكل كبير للغة العربية في زمان البابا غبريال الثاني (بن تريك) البطريرك الـ70، الذي قرر إدخال العربية في صلوات الكنيسة، بعد انتشارها على مستوى شعبي. اقرأ أيضا: «باباوات الإصلاح» في الكنيسة.. أحدهم كان «علمانيا»

عن اللغة القبطية
في كتاب «قواعد اللغة القبطية»، الجزء الأول، طبعة معدلة، للراهب أندرياس المقاري، وقدمه الراحل الأنبا إبيفانيوس رئيس الدير في مايو 2015م، يقول الكاتب إن اللغة استمر أهل الصعيد في الكلام بها خصوصا في بعض الجهات كنقادة وقوص وأخميم وما جاورها، وأنه انتهى استعمالها بين العامة أوائل القرن الثامن عشر فقط، لكنها ما زالت مستعملة في الكنائس.

ويشير إلى أن اللغة القبطية تركت كلمات وتعبيرات مختلفة دخلت في اللغة العربية الدارجة، وأنه في القرن الحادي عشر حين رأى الأقباط أن استعمال لغتهم بدأ في الاضمحلال، شرعوا في كتابتها وتدوينها في بطون المجلدات، وألفوا لها معاجم وقواعد نحو، وأطلقوا على النوع الأول من المؤلفات اسم «السلم»، وعلى الثاني «التقدمة».

ومن المفارقات أيضا أنه عندما بدأ المصريون تعلم اللغة العربية كتبوها بحروفهم القبطية، ولما قاربت اللغة القبطية على الزوال، نحو القرن الثامن عشر، كتب المصريون القبطية بحروف عربية، وكانت هذه آخر خطوة في حياة اللغة القبطية، ويوضح أنه بدأ نشاط ملحوظ في الاهتمام باللغة القبطية في النصف الثاني من القرن العشرين لدى بعض العائلات وداخل الكنيسة القبطية.

مطالب بشأن إحياء القبطية
منذ اتخذ «جوجل» وضع الأبجدية القبطية ضمن اللغات المستخدمة لديه، بدأ بعض المواطنين في المطالبة بإحياء اللغة القبطية، وطالب هاني صبري لبيب المحامي، باستثمار تلك الخطوة، وتضافر كل الجهود المخلصة للنهوض بها من عثرتها، حيث تصنف اللغة القبطية على أنها من اللغات المهددة بالانقراض وفق تقرير مشروع اللغات المهددة بالانقراض التابع لليونسكو.

صبري أشار إلى أنه يجب أن «نعمل على إحيائها فهي ليست لغة دينية بل لغة حياة يومية للمصريين، لكن استخدامها تراجع في الحياة اليومية بشكل كبير»، وطالب بتخصيص أقسام لـ«علم القبطيات» في الجامعات المصرية، وتدريس اللغة القبطية في مناهجها لتخريج متخصصين، وتوثيق التراث القبطي، وإنشاء مجلس أعلى لإحياء اللغة القبطية والتراث القبطي من المتخصصين في علم القبطيات والمثقفين المعنيين بهذا الأمر والتنسيق مع الكنيسة القبطية.

من انتماء ديني لوطني
يرى الكاتب والمفكر، كمال زاخر المتابع للشأن المسيحي، أنه لا توجد لغة تموت وأن استخدام اللغة القبطية في الكنيسة الأرثوذكسية كان أحد عوامل بقائها، حتى وإن كانت تكررها على شكل محفوظات، لكنها أبقت على مواصلة الحياة المعاصرة بمصر القديمة وهي آخر تطور للغة المصرية القديمة، وهذا دور حضاري يدعم التعدد والثراء.

ويوضح أن اعتماد «القبطية»، من قبل «جوجل»، مهم لأنه ليس عاطفة أو حنينا للغة قديمة بل يسهل نقل المخطوطات القبطية بشكل ميسر عبر حروف الكتابة، ويسهل تداول هذه المخطوكات والتراث بشكل أكثر سرعة.

ويعتبر إحياء اللغة القبطية ليس منافسة للغة العربية أو يجعلها ذلك في خطر، لافتا إلى أن بعض المتشددين يرون أن اللغة العربية ستكون في خطر، وأوضح أن هذا غير حقيقي، وأن اللغة القبطية ستكون لغة بحثية أكثر من كونها متداولة، وإذا تم تداولها فهذا يعطي تعددا لغويا وثراء، وتعود اللغة القبطية من فكرة الانتماء الديني إلى الانتماء الوطني، فهي لغة للمصريين كلهم، وليس المسيحيين فقط. وضرب مثالا باللغة السريانية، فهي ما زالت موجودة، وفي سوريا يتحدثون العربية، بل إن بعض الأدباء في الأدب العربي يتحدثون السريانية.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.