الأقباط متحدون - ثورة مارس 1919 ... وثورة يوليو 1952
  • ٠٥:٣٦
  • السبت , ٩ مارس ٢٠١٩
English version

ثورة مارس 1919 ... وثورة يوليو 1952

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٣٤: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٩ مارس ٢٠١٩

ثورة 1919
ثورة 1919

عبد المنعم بدوى
عند قيام ثورة يوليو 1952 ، تعاملت مع ثورة مارس 1919 من منطلق المنافسه ، وليس من منطلق التكامل ، فالرجال الذين قاموا بثورة مارس 1919 أعطوا الوطن الكثير ، وضحوا فى سبيله بما يستطيعون ، ومهدوا بنضالهم التربه لقيام ثوره يوليو 1952 ، وأيدوا خطواتها الأولى بدون أى تحفظ ، لكنها أصرت على أن تقتلع ثورة مارس 1919 ورجالها من خريطة السياسه المصريه ، فوضعتهم أمام خيارين لاثالث لهم ... أن يعترفوا بأن ثورة يوليو هى الثوره الوطنيه الحقيقيه وبداية التاريخ وأم الثورات ، أو ينسحبوا من العمل العام ويبتلعوا السنتهم ولايسمع لهم صوت .

وكان ولابد لرجال ثورة مارس 1919 مع مرور الزمن أن ينتقلوا الى جانب أعداء ثورة يوليو 1952 ، والتى أصرت أن تعاديهم بلا مبرر ، وأن تعزلهم بلا سبب ، لحرصها على أحتكار السلطه والتفرد بالحكم .

أدى هذا الى خلق مجموعه من الآنتهازيين لايؤمنون بثورة يوليو 1952 ، لكنهم تقربوا الى رجال العهد الجديد ، فأمتلأت البلاد بالمنافقين والهتافين والطبالين ، الذين أحترفوا الأكل على كل الموائد ، حتى أصبح شعار ثورة يوليو 1952 " من ليس معى 100% ، فهو ضدى 100% " .

ــ كان سعد زغلول زعيم ثورة مارس 1919 ، زعيم وطنى التف حوله المصريين ، هذا الزعيم المدنى كان له معارضين بخالفونه الرأى ، لم يمسسهم بسوء ، ولم يتهمهم بالخيانه أو العماله ، وكانت هناك صحف متفرغه لنقد وتسفيه أعماله ، لم يقربها من قريب أو بعيد .

ــ لكن جمال عبد الناصر الذى قاد ثورة يوليو 1952 ، لم يكن فى يوم من الأيام رجل سياسه ، أو له طبيعه سياسيه ، كان أسلوبه الأنفعال ورد الفعل ... يتعامل مع معارضيه بألصاق الخيانه بهم وأتهامهم بالأنحراف والعماله لجهات أجنبيه أو عقائد تخريبيه .

أن ثورة يوليو 1952 لم تخسر ثورة مارس 1919 ورجالها فحسب ، بل خسرت نفسها ، حين أنفردت بالسلطه وأساءت أستخدامها ، فكانت النتيجه الحتميه أن جاءت كارثة 1967 ، فخلعت الثياب وعرت رجال ثورة يوليو 1952 ، وفتحت أعين الناس على السراب الذى كانوا يعيشون فيه .

أنه ليس بالثورات وحدها تتحقق الأحلام ... ولكن بمدى قدرة الذين قاموا بها بتمسكهم بالديمقراطيه ، فلا تدير السلطه رؤوسهم فيتحولون دون أن يدروا الى حكام طغاه مستبدين ، سيواجهون الكارثه الحتميه بلا أدنى شك .

لذا فأنا وأبناء جيلى جميعا ، يصل بنا عشق كاللهب المقدس ، هذا العشق هو الأنحياز التام الى الحريه والقيم الأنسانيه وأحترام حقوق الأنسان .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع