الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم ..وفاة نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة أكرم الحوراني
  • ٠٠:٢٣
  • السبت , ٢٣ فبراير ٢٠١٩
English version

فى مثل هذا اليوم ..وفاة نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة أكرم الحوراني

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٤٣: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٢٣ فبراير ٢٠١٩

 نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة أكرم الحوراني
نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة أكرم الحوراني

 فى مثل هذا اليوم 23 فبراير 1996م..

سامح جميل

وفاة نائب رئيس الجمهورية العربية المتحدة أكرم الحوراني (ولد في حماة عام 1912) في المنفى، وهو مؤسس الحزب العربي الاشتراكي في سوريا، الذي اندمج في وقت لاحق مع حزب البعث ليكونا حزب البعث العربي الاشتراكي (1953).
 
أكرم رشيد محيي الدين الحوراني، شخصية سياسية سوريا بارزة. ولد في مدينة حماة السورية عام 1911 وتوفي في عمّان عام 1996.
 
تعلم أكرم الحوراني في مدرسة دار العلم والتربية مع أبناء الأسر الإقطاعية، وقد أسس هذه المدرسة الملك فيصل الأول بن الحسين قرب قصر العظم في حماة.
وقد تأثر أكرم الحوراني بأستاذه عثمان الحوراني الذي كان يدرسه مادة التاريخ، إذ كان يغذي في طلابه روح الحرية والاستقلال والمقاومة المسلحة والفخر بالإرث العربي، وكان هذا الأستاذ من المشاركين في ثورة 1925، لذا بدأ وعي أكرم الحوراني السياسي يتكون على وقع أحداث ثورة سورية الكبرى (1925-1927).
 
بعد تخرج الحوراني من معهد العلم والتربية في حماه، ذهب إلى دمشق وانتسب إلى مدرسة النخبة الثانوية التابع للدولة (مكتب عنبر) والتي خرجت عدداً من القادة الوطنيين، ومنها تخرج الحوراني وكان من الأوائل، ثم انتسب إلى الجامعة اليسوعية في بيروت لدراسة الطب، لكنه عاد بعد سنة إلى دمشق (1931) حيث التحق بجامعتها لدراسة الحقوق، وكان سبب تركه لبيروت هو اشتراكه في التخطيط لاغتيال النائب صبحي بركات. وبعد تخرجه من كلية الحقوق عمل الحوراني في المحاماة إلى أن انتخب عام 1943 نائباً في البرلمان.
 
إنخراطهُ في العمل السياسي:
كان أول اشتراك للحوراني في العمل السياسي المنظم في عام 1936 بعد تخرجه من كلية الحقوق، عندما انتسب إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي منجذباً إلى المبادئ العلمانية لهذا الحزب (فصل الدين عن الدولة، القضاء على الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس مصلحة الأمة والدولة، تكوين جيش قوي...) وبقي في هذا الحزب كعضو ناشط لمدة عام 1936-1937 , بعدها استقال الحوراني من الحزب بسبب قناعات مغايرة لايديولوجية الحزب خصوصا في موضوع القومية العربية(مذكرات الحوراني مدبولي ص 126)
 
في عام 1941، سافر الحوراني وبعض ضباط الجيش السوري ومتطوعون آخرون من بقية الطيف السياسي الوطني إلى بغداد لمؤازرة ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد البريطانيين، وبعد أن تمكن البريطانيون من قمع الثورة، عاد الوطنيون (الحوراني ومن معهُ) من العراق إلى سوريا حيث تم احتجازهم لفترة من قبل حكومة الانتداب الفرنسي في دير الزور على الحدود السورية العراقية.
 
قاد الحوراني ( إنتفاضة الفلاحين ) في ريف حماة ضد الإقطاعيين، وخاصة بريف حماه الغربي مثل قرية عقرب وطلف . فانتخب نائباً عن حماة سنة 1943، 1947، 1949، كما ساهم في التحريض على الوجود الفرنسي في مدينة حماة عام 1945.
 
وبعد انتخابه عام 1943، عزز الحوراني صلاته ببعض الضباط الشباب الذي تخرجوا من الكلية العسكرية في حمص أمثال عدنان المالكي وأديب الشيشكلي,الا ان علاقته بالجيش ثعززت في العام 1945 عندما قام بالاتصال بضباط الجيش الذي كان تحت قياده فرنسيه لحثهم على مؤازره الثورة التي كان يحضر لها حزبه في مدينه حماه في العام 1945, تم هذا الاتصال بالضباط بواسطة الضابط عدنان المالكي,وعقدت عده اجتماعات لهذا الهدف قي منزل الاستاذ نخله كلاس وترافق هذا مع مطالبات عديده من قبل الحوراني للمجلس النيابي لحث الحكومة السورية استلام الجيش من السلطات الفرنسية(ص360) لقد بقيت صلة الحوراني بالجيش قويه وخاصه بعد ان شارك في حمله عسكريه (ص679) (وكان نائبا عن حماه) عام 1947 في الجليل في فلسطين مع اديب الشيشكلي ومتطوعين من حماه خصوصا ومن مناطق اخرى وكان هدف الحوراني من المشاركة في القتال (وهو نائب في البرلمان) التنبيه إلى خطر إسرائيل, بعد ان شعر باهمال حكومه الكتلة الوطنية تسليح الجيش السوري).
 
رفض الحوراني استلام السلطة بعد ان ازاح الجيش حسني الزعيم وذلك بعريضه تقدم بها 160 ضابطا تطلب منه استلام رئاسه الجمهورية(ديفيد اوين كتاب الحوراني),في العام 1957 سيطرت مجموعه من الضباط على معظم قطاعات الجيش ما عرف بتمرد قطنا الا ان الحوراني عارض هذا التمرد ومنع الانقلاب ان يكتمل رغم معارضه بعض الضباط وعلى راسهم محمد عمران وعبد الغني قنوت وحث اداره عبد الناصر الاستمرار في الانقلاب (23349) وكان حافظ الاسد يردد على سامعيه انه لولا الحوراني لكنا في السلطة منذ العام 1957,وقد سمعت حوارا بين مصطفى حمدون (أحد قاده تمرد قطنا) والحوراني يلومه على احباط تمرد قطنا لقطع الطريق على اللجنة العسكرية وحافظ الاسد الوصول إلى السلطة لاحقا , وقد اجاب الحوراني (هل تريد مني ان اكون حافظ اسد اخر) تولى الحوراني وزارة الزراعة وأحدث فيها بعض الاصلاحات. وفي شهر كانون أول 1949 تولى أكرم الحوراني وزارة الدفاع في حكومة خالد العظم ثم ما لبث أن استقال منها في شهر نيسان, وفي عام 1957 انتخب الحوراني رئيسا لمجلس النواب.
وقف الحوراني عندما كان وزيراً للدفاع إلى جانب الشيوعيين في المجلس البرلماني ضد حلف بغداد للحفاظ على حياد سوريا في زمن اشتداد الحرب الباردة وكانت الجبهة المنافسة له في الانتخابات البرلمانيه خصوصا في حماه جبهه مشتركه للاخوان المسلمين والاقطاع.
 
حصل أكرم الحوراني في تشرين الأول 1950 على ترخيص لتأسيس الحزب العربي الاشتراكي وجعل مدينة حماة مقره الرئيسي وبدا الحزب في الانتشار في عموم سوريا وخصوصا الطبقة الفلاحيه وحتى المثقفين من العائلات الاقطاعيه.
 
نظم الحوراني أتباعه من الفلاحين في الحزب العربي الاشتراكي،بلغت شعبيه الحوراني أوجها في مؤتمر في حلب (أيلول 1951) الذي حضره ألوف من الفلاحين، فكان أول مؤتمر من هذا النوع الثوري في الوطن العربي،
 
وعندما سيطر الشيشكلي على الحكم وأخذ يُكمم الأفواه ويُلقي القبض على معارضيه هرب الحوراني مع ميشيل عفلق وصلاح البيطارعبر الجبال إلى لبنان، وفي منفاهم عام 1952 قرر الثلاثة دمج حزبي (البعث العربي) و(العربي الاشتراكي) ليصبح حزب البعث العربي الاشتراكي. وذلك لتصليب الجبهة المعارضة للشيشكلي والتي قادت اخيرا إلى اسقاط نظام الشيشكلي.ولقد سلم الجيش السلط طواعيةً إلى المدنيين في اول حادثة واخرها في تاريخ سوريا الحديث.
 
موقفه من الوحدة بين سوريا ومصر:
كانت سوريا ومنذ الاستقلال مركزاً للصراع بين الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي وقد استطاعت سوريا الحفاظ على حيادها في وجه محاولات حلف بغداد ضم سوريا اليه , وكان التهديد الإسرائيلي والحِشود التركية ومناورات الاسطول السادس بالقرب من السواحل السورية تشكل تهديداً للحركة الوطنية ولإستقلال سوريه, كان الحوراني متحمسا للوحده مع مصر كوسيله لدعم صمود سوريه ولاحقا كطريق وحيد لتحرير فلسطين والوحده العربية كانت ومازالت امل الكثيرين من العرب (مذكرات الحوراني مدبولي ص 2614) بتحريض من السفير المصري في سوريه محمود رياض ومحسن أبو النور عضو القيادة المشتركة العسكرية بين سوريا ومصر , وبسبب الحماس الفائق لدى الجيش , تشكل وفد عسكري وبشكل سري في أوائل كانون الثاني1957 (بما يشبه الانقلاب العسكري) و بدون معرفة الحكومة للذهاب إلى القاهرة وعقد الوحدة وهذا ما يسميه خليل مصطفى في كتابه سقوط الجولان (ص19) بالانقلاب البطيء والصامت .اعضاء الوفد كلٌ من : (عفيف البزره, امين الحافظ, اكرم الديري, حسين حده, جمال الصوفي, بشير صادق, محمدالبشير, احمدحنيدي, طعمه العودالله, ياسين فرجاني, مصطفى حمدون, و عبد الغني قنوت ).ابدى ناصر فتوراً شديداً في موضوع الوحدة في البداية بما يشبه التلاعب بعواطف الضباط المصرين على الوحدة ولكن عبد الناصر وبعد 3 ايام من امتناعه عن مُقابله الوفد العسكري , قبل بعقدها شرط حل (الاحزاب في سوريه) (ص2562) لم يكن الحوراني ولا القوتلي مرتاحان لكيفيه عقد الوحدة ولكن الحوراني كان يدرك ان اي معارضه ستعتبر خيانه قوميه وبالتاكيد سيقوم الجيش بانقلاب عسكري , .كانت اساليب عبد الحميد السراج الاستخباراتيه وتعميم اسلوب جديد من هيمنه اجهزه الامن على سوريا بشكلٍ لم تعهدهُ من قبل , والاسلوب الفردي لحكم عبد الناصر كلها جعلت قسما كبيرا من السوريين وكذلك الحوراني يستاؤون من عبد الناصر. قدم الحوراني استقالته كنائب لناصر وكوزير للعدل المركزي مع مجموعه من الوزراء السوريين.
 
وفاته:
بحسب شهاده ابنه جهاد الحوراني (ثوفي والدي في فبراير عام 1996 في عمان وقد طلبت العائلة من الرئيس الاسد السماح له بالعودة إلى سوريا بعد اشتداد مرضه فرفضت ذلك , ولما توفي دفنته في عمان بدون مشاركه رسمية, وقد نقل لي السفير العراقي في عمان رغبة صدام حسين ان يدفن في بغداد, عند عودتي إلى سوريا اتصل بي محمد حربا وزير الداخلية لينقل لي امراً من الرئيس الاسد بنقل الجثمان إلى سوريا لاقامه جنازة رسمية له فيها فرفضت ,لم أرِد أن يُشوه تاريخ والدي بعد33 عاماً من السجن والمنفى , وان تقوم بمراسم دفنه انظمه ديكتاتورية .
 
ولقد أُقيمت التعزية في مدينه حماه واستنفرت الاجهزه الامنيه وحاصرت اجهزه الامن مداخل القرى القريبة من المدينة لمنع وصول المعزين , كذلك حوصر الحي حول منزِلَهُ في مدينه حماه ومع ذلك شهد منزله حشوداً من المُعزين وبعض ضباط الجيش متنكرين بثياب مدنية...!!