الأقباط متحدون - لقاء نتنياهو وبوتين في روسيا وبداية تفوق ليهود روسيا
  • ١١:٣٢
  • الجمعة , ٢٢ فبراير ٢٠١٩
English version

لقاء نتنياهو وبوتين في روسيا وبداية تفوق ليهود روسيا

٤٠: ٠٢ م +02:00 EET

الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٩

نتنياهو وبوتين في مراسم ذكري الانتصار على
نتنياهو وبوتين في مراسم ذكري الانتصار على

للمرة الاولي تسبق زيارة روسيا امريكا قبل الانتخابات الاسرائيلية

سليمان شفيق 
أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي اليوم الجمعة ،أن بنيامين نتانياهو سيتوجه الأربعاء القادم  إلى موسكو لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد ارجىء بسبب الحملة الانتخابية في اسرائيل

اللحظة الأخيرة، ولم تذكر الحكومة الاسرائيلية سببا، لكن المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف تحدث علنا عن الحملة الانتخابية الاسرائيلية، وكان نتانياهو منشغلا بمداولات لعقد تحالفات يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات المبكرة التي ستجرى في التاسع من ابريل.

وسيشكل اللقاء الأربعاء أول اجتماع مباشر بين بوتين ونتانياهو منذ سبتمبر الماضي .
 
وكان نتانياهو وصف الأحد المحادثات مع بوتين ب"المهمة جدا" لضمان "حرية تحرك" اسرائيل في سوريا

تأتي هذه الزيارة بعد ان تغيرت الخريطة السياسية  في إسرائيل، حيث تجري الان محاولات تكوين أحزاب جديدة ، كما تتم الان محاولات اخري لتوحيد قوى اليمين المتطرف، ومنذ ايام اعلن وزير التعليم الإسرائيلى المتطرف نفتالى بينيت، ووزيرة العدل المتطرفة ، آيليت شاكيد، أنهما غادرا الحزب اليمينى الدينى "البيت اليهودى" لإطلاق حزبهما الجديد الذى يحمل اسم اليمين الجديد، ويكاد يتطابق برنامج عمل الحزب الجديد مع برنامج حزب "البيت اليهودى"، ومعارضتة لاقامة دولة فلسطينية.

 فى السياق نفسه قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن الناشط اليمينى المتطرف، إيتمار بن جفير، أحد قادة حزب "القوة اليهودية"، دعا أعضاء الاتحاد القومى، الوزير أورى أريئيل، وعضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش، على الانسحاب من "البيت اليهودى" والانضمام إلى حزبه قبل انتخابات الكنيست
 
وأوضحت كتلة "الاتحاد القومى" أنها فى الوقت الحالى لا تنوى الانسحاب من البيت اليهودى وستواصل التعاون مع أعضاء البيت اليهودى ومع "قوى إضافية" من أجل "قيادة قائمة كبيرة وموحدة تعكس قيم

وحزب "القوة اليهودية"، الذى كان فى الماضى يُدعى "القوة لإسرائيل"، يجرى اتصالات مع إيلى يشاى وحزبه "ياحد"، الذى خاضوا الانتخابات معه فى المرة الماضية - لكنهم فشلوا فى تجاوز نسبة الحسم.

وعقب العديد من نواب اليمين واليسار على إعلان بينت وشكيد عن إقامة الحزب اليمينى الدينى العلمانى جديد، ووصف حزب الليكود الحزب الجديد بأنه خطر على اليمين ودعا ناخبيه إلى دعم نتنياهو.
 
وجاء فى بيان لليكود أن "من يريد التأكد من أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة يمينية برئاسة نتنياهو وليس حكومة يسارية برئاسة "لبيد – جانتس – جباى"، ويجب أن يصوت فقط لصالح الليكود برئاسة نتنياهو

ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية مبكرة إسرائيل فى 9 أبريل 2019 المقبل، وقالت شكيد، إنها وبينت سيقودان الحزب معا، بعد فشل البيت اليهودى بخلق شراكة بين العلمانيين والمتدينين.

ووسط كل تلك التحولات في الحياة الحزبية الاسرائيلية تأتي زيارة نتنياهو لروسيا علي قدر كبير من الاهمية لان اللوبي اليهودي في روسيا اصبح اقوي من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية .

خاصة بعد ان ، عقد المؤتمر الحادي عشر للجالية اليهودية في روسيا في أبريل 2018، واعتبر هذا المؤتمر بمثابة ولادة لأول لوبي يهودي في روسيا، لكون أهداف المؤتمر قامت على تعزيز الهوية اليهودية بين يهود روسيا والعالم، وتقوية أواصر المحبة والمودة بين التجمع اليهودي وروسيا .

عمل اللوبي المؤيد لإسرائيل في روسيا بشكلٍ ضاغط وقوي للتدخُّل في العديد من القضايا التي حلَّت على الساحة السياسية عقب التدخل الروسي في سوريا عام 2015، يستغل هذا اللوبي الآن تراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، فيعمل على تعزيز العلاقات الإسرائيلية – الروسية بتوجُّهاتٍ من اليمين الإسرائيلي، وهو يهدف إلى تحقيق المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط بشكلٍ أساسي، و من الروس معجبون للغاية من قوة اللوبي المؤيد لإسرائيل (أيباك) وسائر المنظمات اليهودية في العاصمة الأمريكية، هناك جالية روسية ضخمة في الولايات المتحدة أكبر بكثير من الجالية اليهودية هناك، ولكن الجالية اليهودية أكثر تنظيمًا ونفوذًا.

عكف اليهود الروس في إسرائيل على القيام بمشاريع استيطان فعلية في فلسطين، بعد قيامهم بتنظيم برامج ثقافية واتباع منهج منظم يمهِّد للتوطين، كما يمكننا القول أنَّ اليهود الروس قدموا إلى إسرائيل مهاجرين وليس كمقبلين جُدد، مثل بقيَّة اليهود، حيث رأوا أنهم يحملون ثقافة عريقة يجب الحفاظ عليها. يقول البروفيسور «ماجد الحاج»، أحد كبار علماء الاجتماع في إسرائيل إنّ: «الروس صاروا أكثر إسرائيلية وصهيونية مع الزمن، ولكنهم لم يصبحوا أقل روسية. إنهم تبلوروا كمجموعة إثنية في المجتمع الإسرائيلي"

تمكَّن اللوبي المؤيد لإسرائيل بروسيا من فرض سيطرته على مختلف جوانب الحياة بروسيا، فبعد سنواتٍ من حكم أول رئيس للاتحاد الروسي «بوريس نيكولايفيتش يلتسين» أصبحت نسبة اليهود الروس الذين يمثلون أقل من 1% تتراوح بين ثلث ونصف شاغلي المناصب السياسية والاقتصادية والاعلامية والثقافية والعلمية الهامة في روسيا، بحسب بعض المصادر

كذلك لا يمكن تجاوز الحديث عن دور هذا اللوبي في روسيا بتحقيق إنجازات لإسرائيل على صعيد الصراع مع الفلسطينيين، فقد برز جهد لمجموعة من اليهود الروس أهمهم رئيس فرع حزب الليكود داخل روسيا «ميخال لوبوبيكوف»، يحثون الحكومة الروسية على تصنيف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كـ«تنظيم إرهابي» وقطع العلاقات معها، فقد حاولت -لم تنجح بذلك- هذه المجموعة عبر التأثير على الحلبة السياسية والحزبية في موسكو استصدار قرار قضائي روسي يصنّف حماس هذا التصنيف تحت ذريعة أنها تشكل خطرًا على الأمن الروسي، وأنها «تعادي» النظام المصري الذي يحارب «الإرهاب» في سيناء حيث أسقطت طائرة روسية في العام 2015، تدعم «تنظيم الدولية الإسلامية» (داعش) المعروف باسم «ولاية سيناء»، وهو التنظيم المسؤول عن إسقاط هذه الطائرة

على الجانب الآخر تعنى إسرائيل التي تتحرك بوصفها «الدولة اليهودية ذات التفويض المعلن بتحمل مسؤولية اليهود في جميع أنحاء العالم» بمصالح ومصير أكبر تجمع لليهود في الشتات، فيهود روسيا لهم مكانة ودور مؤثر وله تبعاته في المواجهة مع إسرائيل، ويحتفظ المستوطنون الروس في إسرائيل بالمواطنة وجوازات السفر الروسية، ويرتبطون بعلاقاتٍ قويةٍ مع روسيا، وهم محل حرص واهتمام على سلامتهم ورفاهيتهم من قبل الحكومة الروسية التي تدرك أهمية الحفاظ على اليهود الروس كجزء من الشعب الروسي، حيث يسميهم الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» بـ«الشتات الروسي في إسرائيل».

كما أنه من ناحية القوة الاقتصادية يحتل اليهود الروس المرتبة الثانية من حيث حجم الثروة لليهود بعد اليهود الأثرياء في الولايات المتحدة، فبينما يشكل المال اليهودي ما نسبته 18% بين مئة ثري عالمي، يوجد في روسيا 12 ثريًا يهوديًا، بلغ مجموع ثروتهم نحو 82 مليار دولار، وأكثرهم ثراء هو «ميخائيل فريدمان» الذي يستثمر أمواله في قطاعي النفط و البنوك، وتساوي ثروة 48 ثريًا من أبناء الديانة اليهودية الروس 133 مليار دولار، بمعدل 2.77 مليار دولار للثري الواحد.

هكذا وللمرة الاولي تسبق زيارة نتنياهو الي  روسيا امريكا قبل الانتخابات الاسرائيلية، مما يدل علي تراجع دور اليهود الامريكيين (الايباك) الي المرتبة الثانية بعد المنظمات اليهودية الامريكية في دلالة جديدة لتطور الصراعات في الشرق الاوسط .