الأقباط متحدون - أبي الأسقف المستقيل
  • ١٣:٣٩
  • الخميس , ٢١ فبراير ٢٠١٩
English version

أبي الأسقف المستقيل

أوليفر

مساحة رأي

٥٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩

نيافة الأنبا سوريال عن أسقفية ملبورن
نيافة الأنبا سوريال عن أسقفية ملبورن
Oliver كتبها 
من يحمل نير المسيح تهون عليه أحماله.من يحمل صليبه بشكر و فرح تصبح الآلام عنده بركات و نعمة.
 
أما من يشفق علي نفسه فهو يضيعها.لهذا طوبي لكل خادم و خادمة رخصت ذواتهم في أعينهم.طوبي لكل كاهن و أسقف رأي خلاصه في خلاص الشعب.طوبي لكل من أثقلته الأوجاع فإزداد تمسكاً بعمل الله لأنه لهذا يسمي رجل الله.طوبي للأسقف إنسان الله و ما أكثر مشاكل الإنسان بدون الله.
 
نشر الخبر بقبول إستقالة نيافة الأنبا سوريال عن أسقفية ملبورن و في طيات القرار ما يعكس حرص الكنيسة علي خلاص واحد من آباءها مع أنه تسبب للكنيسة و لشعبه في حيرة و إرتباك.
 
لهذا و فيما أنت يا سيدي الأسقف متجهاً إلي أمريكا لا أدري لماذا خذ معك هذه الرسالة فهي لسان حال كثيرين ممن لم تضعهم في قرارك حين إستقلت.إقرأها فلعل خلاص نفسك هذا مرتبط ببعض ما فيها أو دعك منها و مني إذا رأيت أنها لا ترق لمستواك الروحي و حكمتك التي لا أدركها و اعتبرني معتذراً عنها و تقبل إعتذاري.
 
كنا في الكنيسة نعظك بالألحان فلم تنتبه لنا الآن أخاطبك من نفس المصدر الذى أعلنت عليه الإستقالة حتي قبل إخطار قيادة الكنيسة.لقد جعلت الفيس بوك متنفسك وجعلته منبرك مع أنك أسمي من هذا جداً.
 
خاطبت الشعب به و خاطبك من وراء حجاب مع أنك أب لا يجب أن يستتر.الآن تعرف أن الخلاص لا يتحقق ألكترونياً فإنظر لهذا الأمر لأنه يبدو مهماً لخلاص النفس. 
 
أبي المستقيل.لا تحسب لنفسك إنجازات.فالله هو العامل وحده و المثمر و لو قدمت كل ما لك و فقدت محبتك للرعية فماذا تنتفع؟و إن قلت أنك تحبهم سأصدقك لكن المحبة تغفر و لا تهرب أبداً.
 
فلا الإنجازات تخلص و لا هي كانت من فضل قوتك.أعظم إنجازات الآباء تولد من الضعف حين يتحد ضعف البشر بقوة روح الله. المشروعات و المباني لا تشفع قدام الله بل نفوس الذين يخلصون.الإنجاز الحقيقي للراعي هو ربح النفوس للملكوت وإنجازات الآرض ستزول مع الأرض فلا إفتخار إلا بالرب.فإنس الإنجازات فهي زائلة و ستنسب لمن يأت بعدك و بعدك و بعدك لكن من يضع يده في يد المسيح يصبح للكنيسة شفيعا باقياً.
 
و أنت منشغل في خلاص نفسك إسمع لصوت يخبرك أن خلاصك يتطلب إختفاءك و ليس إنشغالك من جديد.خلاصك متعلق بمحو كلمة جديدة علي كنيستنا.
 
صرت و صرنا أول ضحاياها.فلا إستقالة من عمل الله.عندنا أب أسقف مبارك مصاب بثلاثة أنواع من السرطان و مقعد و يعمل بكل أمانة دون أن يسمع شاكياً أو متضايقاً.
 
كان في كنيستنا أنبا دوماديوس مطران الجيزة  أنجز و هو مصاب بجلطة و شلل كامل و خدم أكثر مما أنجزت أنت بكامل الصحة متعك الله بها.لم نسمع عن إستقالة سوي في جيلكم فصرت أنت رائداً وضع بصمة شائنة ما كنا نريد أن نراها في الكنيسة.هل تتب عن ذلك لأنه مرتبط بخلاص نفسك؟
 
كنت أشيد بشجاعتك حين تتكلم لتعلن مظالم الشعب القبطي فإذا بك تعلن أنك تستقيل لأنه يوجد ضدك تهديد بالقتل ؟أنا لا أصدق فهل يسقط الشجعان من تهديد؟يتركون مناصبهم و كنيستهم؟ألم تلمح عيون شهداء ليبيا تحت الذبح ؟ألا تعرف أن أسقفا كان مهددا و أصر علي خدمة شعبه في سيناء حتي إستشهد و كاهنان أيضاً إستشهدا هناك ألا تعلم أن أبينا البطريرك مهدد كل ثانية و هو يطوف بالمحافظات ليكون أباً وسط أولاده و كل من يعيش بالتقوي في المسيح يسوع يتهدد فإذا تفرغت لخلاص نفسك تذكر أن التهديد لم يكن سبباً لإستقالتك بل في القلب شيء آخر مستتر وراء التهديد الوهمي فإعرف ما هو و إجعله هدفاً تخلص منه.
 
يجب ان تتأكد أننا نحبك.كما يعتني الراعي تعتني الرعية ببعضها البعض.سنظل شاكرين لك ما صنعت و حريصين علي خلاصك لأنك نفس مات المسيح عنها.لا نقبل عليك تجاوزاً و لا ندينك لكن بمحبة و ثقة أننا جميعاً تحت الآلام نغفر لك. أكتب عنك لأنك صرت في هذا الموقف درساً نتعلم منه.
 
أما أن تصير أسقفاً في أيبارشية أخري فهذا لا يجوز.و لا يحق لأسقف آخر أن يأخذك ليفرضك علي شعب لم يختارك.أما إذا كان فقط بدافع الأخوة الروحية يشجعك و يسندك و يعينك لخلاصك فلا مانع لكن دون أن تصير ذو سلطة في أسقفية أخري لأن هذا باب لو إنفتح في الكنيسة ستضطرب و ما يبدو ودوداً اليوم يتعب الآخرين غداً.أما  قانونية إستقالة الآباء الأساقفة فسيكون لها المقال التالى بنعمة المسيح.
 
سيبق هناك لخلاصك أمر هام سيشغلك طالما حييت ألا و هو كل نفس من الشعب أعثرتها أو أعثرتك.إجلس و قدم عنا صلاة كل يوم.خلاصك متعلق بهؤلاء حتي لو هربت عنهم.سيطلبهم الله من يدك.لا أظن أنك تقلل من هذه المسئولية حتي لو استقلت.لا تظن أن إستقالتك المقبولة من الكنيسة مقبولة من المسيح.
 
في كل هذا أشكر الله لحكمة بطريركنا و مجمع كنيستنا و آباءنا الأساقفة الذين حسموا الجدل لقبول إستقالتك رغم غرابة التصرف.فأنا واثق أن البديل كان أصعب و نيافتك تعرفه و قد نجاك الله من القرار الأصعب ليمنحك فرصة للخلاص.
 
أكتب هذا لكي يعرف كل أب أن يجعل أبناءه أهم من نفسه.أكتب إليكم بحق البنوة كما أن لكم عندي حق الأبوة بغير شك.أطلب من كل أب راع أن يحسن التدبير بين أثقال الخدمة و خلوته مع الله.أن يفعل هذه و لا يترك تلك حتي لا تصبح تلك صعبة عليه فيهرب و لا يعود.خلاصكم يا آباءنا مرتبط بخلاصنا.خلاصكم مرتبط بمحبتنا أكثر من أنفسكم.خلاصكم في أيادينا فلا تتركوا أيادينا في الطريق و من كان أميناً فينا فسيقيمه رب المجد علي الكثير.من يضع يده علي المحراث ينس نفسه و لا ينظر إلي الوراء.
 
 
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد