الأقباط متحدون - مساجد أوروبا ليست كلها للعبادة
  • ٢٢:٠١
  • الخميس , ٢١ فبراير ٢٠١٩
English version

مساجد أوروبا ليست كلها للعبادة

مقالات مختارة | خالد منتصر

٣٧: ٠٦ ص +02:00 EET

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هاجم البعض طلب الرئيس السيسى فى مؤتمر ميونيخ الأخير بمراقبة المساجد الأوروبية التى تفرخ المتطرفين، وبالطبع استخدموا الرد الحنجورى التقليدى المحفوظ «الحقوا الإسلام ينهار، ودور العبادة تهاجم».. إلى آخر تلك الأسطوانة المشروخة التى يصدقها البعض للأسف ويقعون فى فخاخها فيصبحون احتياطياً استراتيجياً للإخوان يرددون كالببغاوات هلاوسهم، ما نردده دائماً وما قاله الرئيس ليس دعوة لهدم المساجد الأوروبية، ولكنها دعوة للحرص ولمراقبة تلك المساجد التى صار الكثير منها هناك بؤراً إرهابية وأماكن اجتماعات خلايا وعصابات إخوانية وداعشية وقاعدية، وساحات تجنيد لكل متطرف هناك، والحوادث التى تذكر كيف تم تجنيد الإرهابى الذى قتل أو فجر أو طعن بسكين فى أوروبا، دائماً تذكر المسجد كحلقة وصل ومكان تكفير ومأوى دعاة فاشيين يبثون الأفكار السامة للشباب، ولكل من يغالط نفسه ويخدع عقله ويراوغ ضميره محاولاً إقناعنا بأن كل المهاجرين المسلمين إلى أوروبا ملائكة أطهار، وأن كل المساجد هناك هى لذكر الله فقط، سأذكرهم فقط بما حدث فى ألمانيا منذ عدة سنوات، وألمانيا هى أكبر دولة أوروبية تعانى من مجاهدى المساجد، أنعشوا ذاكرتكم، هل تذكرون أن سلطات الأمن فى 28 فبراير 2017 أغلقت فى برلين مسجداً تديره منظمة «فصلت 33»؟ المسجد المغلق كان يتردد عليه أنيس العامرى المتهم بتنفيذ اعتداء بشاحنة على سوق فى برلين أودى بحياة 12 شخصاً، وتبناه تنظيم داعش، وزير داخلية ولاية برلين صرح فى مؤتمر صحفى بأن أنيس العامرى تردد مراراً على مسجد «فصلت» قبل نحو ساعة فقط من تنفيذه اعتداء سوق الميلاد، ولكن هذا ليس السبب الوحيد وراء إغلاق المسجد، فحسب التصريح فإنّ المنظمة التى تدير المسجد متورطة فى عملية جمع تبرعات لتنظيم داعش والقيام بتجنيد عناصر له ونشر أفكار «جهادية»، هل نسيتم إغلاق مسجد الفرقان فى مدينة بريمن سنة 2014 فى إطار حملة مداهمة شملت المسجد و16 منزلاً؟، ووجه اتهام للمسجد وقتها بأنه ينشر الفكر «الجهادى» المتطرف، وقبلها أغلقت السلطات الألمانية مسجد «طيبة» الذى كان يدعى فى السابق «القدس» فى مدينة هامبورج سنة 2010 بسبب أن عدداً من انتحاريى اعتداءات 11 سبتمبر 2001 كانوا يرتادونه، كما تردد أن المسجد كان يُستخدم لتجنيد متطوعين لـ«الجهاد» فى الخارج.

هذا مجرد مثال من بلد أوروبى واحد فقط، وكان لا بد من التنبيه لأن يد الإرهاب طالت الجميع شرقاً وغرباً، ونحن ندفع الفاتورة وليست أوروبا وحدها، المسجد علاقة مع الله وليس علاقة مع داعش، المسجد مكان السكينة والسلام الروحى وليس مكاناً ترفع فيه السكين لإزهاق الأرواح.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع