الأقباط متحدون - ترامب يحاول الهروب من العزل عبر التدخل في فنزويلا
  • ١٠:٣٣
  • الثلاثاء , ١٩ فبراير ٢٠١٩
English version

ترامب يحاول الهروب من العزل عبر التدخل في فنزويلا

١٧: ١٢ م +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٩

ترامب
ترامب

سليمان شفيق
وجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الإثنين تحذيرا شديد اللهجة للقادة العسكريين الفنزويليين بانهم قد "يخسرون كل شيء" في حال رفضوا دعم المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة(في اشارة واضحة علي نية الولايات المتحدة التدخل عسكريا ).

وقال ترامب في خطاب ألقاه في ميامي أمام الجالية الفنزويلية في فلوريدا "أنظار العالم بأسره مسلطة عليكم اليوم" داعيا الضباط الفنزويليين الذين لا يزالون موالين للرئيس نيكولاس مادورو الى السماح بدخول المساعدات الانسانية الى بلادهم"، وأضاف الرئيس الاميركي "لا يمكنكم الاختباء من الخيار الذي يواجهكم، يمكنكم أن تختاروا قبول عرض العفو السخي الذي قدّمه الرئيس (بالوكالة) غوايدو والعيش بسلام مع عائلاتكم ومواطنيكم"، واكمل ترامب مهددا :" أو يمكنكم اختيار المسار الثاني: مواصلة دعم مادورو. إذا اخترتم هذا المسار لن تجدوا ملاذاً آمناً، لن تجدوا مخرجاً سهلاً، لن يكون هناك سبيل للخروج. ستخسرون كل شيء" ، وصفق الحاضرون مطولا للرئيس الاميركي الذي رافقته زوجته ميلانيا والذي وصف الرئيس الفنزويلي بانه "دمية كوبا". وهاجم ترامب بحدة "الاشتراكية" قائلا أن "أيام الشيوعية معدودة في فنزويلا لكن أيضا في كوبا " ، واستطرد قائلا:" إن السلطات الاميركية تعرف "أين تتواجد مليارات الدولارات التي سرقها عدد صغير من أعضاء النظام الحاكم في كراكاس".

وكان غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، نصّب نفسه الشهر الماضي رئيسا بالوكالة، وقد اعترفت به نحو خمسين دولة رئيساً انتقالياً.

وتشهد فنزويلا، التي تزداد عزلتها الدولية، أزمة اقتصادية أفقرت ملايين الأشخاص وسط نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء
لكن مادورو ينفي وجود حالة "طارئة إنسانية"، ويحمّل مسؤولية النقص الغذائي للعقوبات الأمريكية التي تقول كراكاس إنها تفقد الاقتصاد الفنزويلي 30 مليار دولار في العام.

وحدّد غوايدو السبت المقبل، أي بعد مرور شهر على إعلان نفسه رئيسا بالوكالة، موعدا لمواجهة مادورو بشأن المساعدات.

وتشهد فنزويلا، التي تزداد عزلتها الدولية، أزمة اقتصادية أفقرت ملايين الأشخاص وسط نقص في السلع الأساسية مثل الغذاء والدواء.

رغم الاعلان أنه يفضل "انتقالا سلميا" في فنزويلا، قال الرئيس الاميركي إن "كل الخيارات" مطروحة على الطاولة بخصوص هذا البلد الذي يشهد أزمة اقتصادية دفعت بأكثر من 2,3 مليون شخص الى النزوح بحسب الامم المتحدة.

ويرفض مادورو تحمل مسؤولية نقص المواد الغذائية، التي أدت الى خسارة الاقتصاد 30 مليار دولار بحسب كراكاس.

ودخلت فنزويلا الاثنين أسبوعا صعبا مع تأكيد غوايدو ان المساعدة الانسانية الاميركية ستنقل السبت الى البلاد مهما كل الامر رغم رفض مادورو القاطع ذلك.

من جهته أعلن مادورو مساء الاثنين أنّ روسيا أرسلت إلى بلاده 300 طنّ من المساعدات الإنسانية، مجدّداً رفضه السماح بدخول مساعدات وأدوية أرسلتها الولايات المتّحدة وتعتزم المعارضة إدخالها بالقوّة.

وقال مادورو في بيان بثّه التلفزيون " الأربعاء الماضي  ستصل 300 طنّ من المساعدات الإنسانية من روسيا"، مشيراً إلى أنّ هذه المساعدات هي" أدوية باهظة الثمن""

وجدّد الرئيس الاشتراكي وصفه المساعدات الأميركية المكدّسة في كولومبيا على الحدود مع فنزويلا بانتظار السماح لها بالدخول بأنها "استعراض سياسي" و"فخّ مخادع.

وأكّد مادورو أنّ البضائع التي تستوردها بلاده "دفعنا ثمنها بكرامة" وهي تأتي من روسيا والصين وتركيا ودول أخرى، إضافة إلى مساعدات من الأمم المتحدة. وقال "لدينا مساعدة فنية من كل وكالات الأمم المتحدة.

وأكّد الرئيس الفنزويلي أنّه سيتمّ الإعلان في غضون أيام عن وصول أدوية أو مواد أوّلية لإنتاج الأدوية، مشيراً إلى أنّ هذه المساعدات مصدرها دول عدة وستصل إلى بلاده من خلال الأمم المتحدة.

وتتكدّس مواد غذائية وأدوية أرسلتها الولايات المتحدة تلبية لنداء غوايدو في كولومبيا منذ السابع من فبراير، لكنّ حاويات وضعتها سلطات كراكاس على الجسر الحدودي تحول دون ادخالها.

ومع اقتراب استحقاق السبت، دعا غوايدو الذي يترأس البرلمان المعارض، الجيش إلى عدم عرقلة دخول المساعدات، ومسألة دخول المساعدات حساسة في البلاد التي تشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها المعاصر، هكذا يستغل ترامب مسألة دخول المساعدات "حجة" للتدخل وفرض الامر الواقع علي فنزويلا ، ويبدو ان الامر بالنسبة لترامب لا يتوقف علي فنزويلا فحسب بل يرتبط بالجدار العازل في المكسيك ، وتهديداتة للقضاء علي الشيوعية في كوبا وبلدان امريكا الجنوبية (أيام الشيوعية معدودة في فنزويلا لكن أيضا في كوبا ) وايضا حديثة المشدد حول التهديدات وقولة (كل الخيارات مطروحة)، كما يبدو ايضا جليا للعيان بدايات الحرب الباردة الجديدة مع روسيا من  خطاب مادورو الاسبوع الماضي والذي قال فية ستصلنا :( 300 طنّ من المساعدات الإنسانية من روسيا ) ؟!!

ولا ينفصل كل ذلك عن الخلاف الامريكي الامريكي بين الديمقراطيين والجمهوريين وتعرض ترامب للعزل ، الامر الذي دعا ترامب يصرح الاسبوع الماضي "أن الأنباء التي ترددت حول أن الرجل الثاني السابق في وزارة العدل الأمريكية بحث تفعيل مادة في الدستور لتنحيته، جزء من جهود "غير قانونية تشكل خيانة" له
 
وذكر أندرو مكابي الذي تولى بالوكالة رئاسة "إف بي آي" لقناة "سي بي أس" أن مساعد وزير العدل حينها رود روزنشتاين بحث إمكان الإطاحة بترامب في 2017 بعدما أقال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي
 
وقال ترامب في سلسلة من التغريدات إن مكابي وروزنشتاين "كانا على ما يبدو يخططان للقيام بعمل غير قانوني"، واضاف :" وأضاف "لقد كان ذلك +بوليصة تأمين+ غير قانونية وخائنة تجري على قدم وساق"...

وكان يشير بـ"بوليصة تأمين" إلى رسالة نصية غامضة أرسلها محقق بارز في "إف بي آي" إلى حبيبته في أغسطس 2016 تتحدث عن مخاوفهما من ترامب الذي كان مرشحا للرئاسة في ذلك الوقت، والتي يشير إليها ترامب غالبا كدليل على المؤامرة "العميقة" التي تحاك ضده،
 
وكتب المحقق بيتر سترزوك لحبيبته "أريد أن أصدق رأيك أنه لا يمكن أن يتم انتخابه (ترامب)، ولكنني أعتقد أنه لا يمكن أن نأخذ هذه المجازفة .. فهي مثل بوليصة تأمين للاحتمال غير المرجح أن يموت المرء في سن الأربعين"، وصرح مكابي لقناة "سي بي أس" أن روزنشتاين "كان قلقا جدا بشأن الرئيس وقدراته ونواياه" ، وأضاف أنه كان شخصيا "قلقا جدا" حيال مستقبل التحقيق الدقيق حول شبهات التواطؤ بين موسكو وفريق حملة ترامب في .2016

في هذا الإطار كانت هناك "مباحثات حول التعديل 25" من الدستور الذي يجيز لنائب الرئيس وغالبية أعضاء الحكومة إعلان "عدم كفاءة" الرئيس لتولي مهامه بحسب مكابي.

وتابع أن روزنشتاين الذي كان يشرف على التحقيق الروسي "طرح هذه المسألة وبحثها معي متسائلا عن عدد أعضاء الحكومة الذين قد يدعمون مثل هذه الخطوة"
 
وأضاف مكابي أن ما كان يجري "هو تعداد للأصوات" التي يمكن أن توافق على الإجراء ضد ترامب، وأقيل مكابي بدوره في مارس 2018 من "إف بي أي"، وأعلن رسميا أن هذا الأمر حصل لأنه قام بذلك .