الأقباط متحدون - أقدم سجين قبل وفاته: أطلب من ربنا السماح في الآخرة وطمعان في حنيته
  • ١٥:١٦
  • الأحد , ١٧ فبراير ٢٠١٩
English version

أقدم سجين قبل وفاته: "أطلب من ربنا السماح في الآخرة وطمعان في حنيته"

أخبار مصرية | الوطن

١٥: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩

أقدم سجين
أقدم سجين

توفي مساء أمس كمال ثابت، أقدم سجين في مصر عقب خروجه من السجن بشهرين، بعد أن قضى 46 عاما خلف القضبان، وصدر عفو رئاسي عنه في بداية شهر ديسمبر الماضي. 

"كمال" تحدث عن الموت في حوار سابق لـ"الوطن"، إذ أشار إلى ذكرياته مع أعز الناس إلى قلبه، الذين فارقوا الحياة ليتركوا بداخله ألما عاش معه كثيرا، قبل أن يودع هو الآخر الدنيا مساء أمس.  

ويحكي "ثابت" عن أصعب خبر في حياته وكيف تلقاه، قائلا: "أمي أصلاً مواليد سنة 23 وممكن تكون بعد كده بس هم كتبوها في البطاقة أنها مواليد 1923.. المهم آخر زيارة ليها ليّ كانت في أبريل 2006.. وبعد كده الزيارة طوّلت.. وأمي ماظهرتش.. قلت ممكن يكون فيه ظروف.. ممكن يكون الأمر عادي".

وتابع: "في الوقت ده كان بييجي يزورني واحد وشه فقري - يعني نحس - قريبي أو بلدياتي.. اسمه منصور.. وكان منصور بيجيب أخبار كده وحشة.. كان حد مسلّطه عليّا.. وكان بيفرح وهو ينقل لى الأخبار دي.. معرفش كيف كان البني آدم ده.. المهم جه مرة وقال لي يا «كمال».. أمك مش هتزورك تاني.. أمك ماتت.. كنت هاموت.. ماكنتش مصدق.. قلت الواد منصور اتجن ولّا بيلعب بيّا.. هزّيته.. قال لي والله ماتت في شهر 6، تعبت شوية.. وجت لها جلطة.. استحملت كتير".

يكمل "ثابت" حديثه عن المعاناة التي عاشها بعد سماع خبر وفاة والدته: "يومها الدنيا اسودّت في وشي.. وكنت عايز أخبط راسي في الحيطان عشان أخلص.. افتكرت أن منصور ده هو اللي قال لي إن ابن عمي «شحات» مات.. قالها ببرود".

واستطرد: "شحات ده كان راجل بمعنى الكلمة.. أبوه سابه عمره 40 يوم.. أبوه عمي، «نور» اللي اتقتل قدام عيني وأنا أخدت تاره.. فـ«شحات» كان شايل لي ده.. وكان بييجى لي باستمرار كل شهر.. كان واد حلو كده.. ولما وصل سنه 25 سنة مات فجأة.. معرفش إيه اللي أصابه.. ماصدقتش.. وقلت للمأمور: «عايز أعمل تليفون للبلد.. عندي حالة وفاة».. طلبت وردت مرات عمى وقالت لى «شد حيلك يا كمال.. شحات مات».. كان تفكيري يعود إلى 25 سنة مضت.. ويقود إلى أن من مات.. يبقى اتقتل".

وأردف: "سألتها: «مين قتله».. قالت لي: «يا ولدي.. موت طبيعي.. محدش قتله.. ومفيش دم دلوقتي.. الناس اتغيرت والبلد اتغيرت.. أنت اللي لسة عايش في توب قديم».. قفلت السكة وبكيت.. وعملت عزاء في سجن طرة حوالى 10 أيام متواصلين.. ويومها جبت شيخ من أسيوط.. كان صوته حلو.. ويقرا والناس تسمع ومبسوطة وكأننا فعلاً في بلدنا والناس بتعزيني.. بموت شحات زمان.. وبعده موت أمي اتكسرت وجالي ضغط وسكر".

حاول ثابت الانتحار بعد وفاة والدته، وعن تلك التجربة يحكي: "الدنيا ضلّمت في وشى بعد ما جالي خبر وفاة أمي.. قفلت عليّا باب الزنزانة.. أفتكر يومها كنت وحدي في تأديب أو انفرادي.. المهم ربطت هدوم على هيئة حبل.. وربطته في شباك الزنزانة كويس.. وجبت «جردل».. وحطيت فوق الجردل مخدتين.. ولفيت الحبل حول رقبتي.. وطلعت فوق الجردل والمخدتين.. خلاص أنا عايز إيه تاني من الدنيا.. أبويا اتقتل وخدت تاره.. وعمي اتقتل وخدت تاره.. وجدي مات.. وأمي ماتت.. وكل اللي أعرفهم ماتوا.. حتى الأمل (الواد شحات) اللي كنت بعامله زي ولدي مات".

وأضاف: "المهم فجأة كده لقيت الباب بيخبّط.. ولقيت عسكري سهران بيقول يا عم كمال.. عايز عودين كبريت.. وبص لقى المشنقة.. وقال لي ليه يا عم كمال.. استهدى بالله.. أنت راجل كبير وصبرت كتير.. استحمل شوية.. ونادى على مسجون كان غالي عليّا.. وقال له شوف «كمال» هيموّت نفسه.. المسجون ده زعق فيّا جامد.. وقال لي فيه إيه.. كل اللي نعرفهم ماتوا.. واللي عايش منهم هيموت.. أمنا ماتت.. وأبونا مات.. انشف يا «كمال».. بلاش التفكير ده آدينا مصبّرين بعض.. لحد ما السنين بتاعتنا تعدّي ونطلع من هنا".

تغيرت حياة "ثابت" بعد ذلك وتقرب إلى الله، "استغفرت ربنا.. وماكنتش باصلي.. كنت كل ما أصلي وأركع أنسى.. وأسأل نفسى أنا ركعت مرة ولا اتنين ولا تلاتة.. وبطّلت.. لكن وعدت ربنا إنى هاصلي من أول ما خرجت.. وهاروح الجامع.. وبالنسبة للقتل أنا اتعاقبت فى الدنيا.. وأطلب من ربنا السماح فى الآخرة وهو غفور رحيم.. وهو أكتر واحد حاسس بعباده وشافني وأنا مرمي في السجن حوالي 46 سنة كاملين.. أطلب من ربنا السماح في الآخرة وهو غفور رحيم، وأنا عشمان في في كرم ربنا وحنّيته".

الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.