الأقباط متحدون - ليس ذنبي أني خلقت على أربع
  • ١٤:١٦
  • الأحد , ١٧ فبراير ٢٠١٩
English version

ليس ذنبي أني خلقت على أربع

مقالات مختارة

مقالات مختارة | سالى فارس

٢١: ١١ ص +02:00 EET

الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

سالى فارس

 كلمات تدمى القلب و تصف واقع مرير 💔💔💔💔💔

 
اجوب فى شوارع المدينة بحثا عن الطعام والشراب .....
 
راسى يتدلى مثقلا بفعل الجاذبية الى أسفل ، و لكن ليس الجاذبية الأرضية و إنما انجذاب الجائع الى أى فتافيت طعام لربما تكون منسية هنا او هناك عللى اتحايل على عصافير البطن الجائعة بهذه الفتافيت و احيانا لا اجد الطعام فاضطر الى ابتلاع بعض الأحجار الصغيرة لتسكت معدتى و تلهيها عن ثورتها .ينظر لى الناس و كأنى الشيطان نفسه متجسدا، نظرات كراهية و اشمئزاز تتجسد احيانا فى شكل طوب يقذف نحوى بغضب لا افهم سببه ليستقر فى اى مكان فى جسدى مدميا إياه.
 
تعودت على القسوة ، تعودت على العنف، تعودت على الكراهية، تعودت على الجوع و العطش و البرد القارس و الحر المميت. تعودت على الألم
 
حتى جاء هذا اليوم حينما كنت نائما فى ليلة قاتمة السواد اختفى فيها القمر بجوار رصيف مجهد متعب لا اشعر بما حولى ، ثم جاءت هذه العربة المسرعة نحوى و مرت عجلاتها على ظهرى بثقل لم اشعر به من قبل ثم ذهبت مسرعة كما أتت.
 
غير مكترثة بما فعلته بى
 
الم غير كل الم شعرت به من قبل، الم يجتاح كيانى ببطء حاولت أن أقوم و اتحرك لا أقدر ، صرخت ، بكيت تألمت ....و لم يحس بى أحد
 
ظللت هكذا حتى أتى الصباح و بدأ يمر بى المارة غير مكترثين بى و بحالى ، ينظرون و كأنهم لا يروننى، يسمعون صراخى و كأنهم لا ينصتون، يمشون فى طريقهم على الإنسانية محسوبون.
 
قفلت عينى فى انتظار الرحمة أن تأتى، حتى و لو كانت على شكل موت يريحنى من المى الذى صاحبته طوال عمرى. اغلقت عينى فى انتظار حياة غير هذه التى عشتها مكروه مطرود وحيدا 
 
فليس ذنبى انى خلقت على أربع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع