الأقباط متحدون - فرنسا : نصائح وهمية حول الديمقراطية في مصر ورفض حوار ايطاليا مع المعارضين
  • ٠٣:٥٩
  • الجمعة , ١٥ فبراير ٢٠١٩
English version

فرنسا : نصائح وهمية حول الديمقراطية في مصر ورفض حوار ايطاليا مع المعارضين

٣١: ٠٦ م +02:00 EET

الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٩

 الرئيس الفرنسي ماكرون
الرئيس الفرنسي ماكرون

سليمان شفيق 

لازلنا نتذكر نصائح الرئيس الفرنسي ماكرون اثناء زيارتة الاخيرة لمصر حول الديمقراطية وحقوق الانسان من أجل استقرار الحكم ، والمدهش ان فرنسا غضبت من لقاء نائب رئيس الوزراء الايطالي وزعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو مع ناشطين من "السترات الصفراء" في باريس بعد ايام من زيارة مصر ، الامر الذي ادي الي تدهور الموقف بين باريس وروما ، بعدما اعتبرت باريس خطوة دي مايو "استفزازاً إضافياً وغير مقبول، وكان نائب رئيس الحكومة الإيطالية الشعبوية لويجي دي مايو ووزير الداخلية ماتيو سالفيني قد كثفا هجماتهما الكلامية على الرئيس الفرنسي إلى درجة مطالبته بالتنحي.

 

واتهم سالفيني ماكرون بأنه يحكم "ضد شعبه" وذهب إلى حد تمني رحيله قائلا "كلما اقترب موعد رحيله ك وساهم لقاء نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو مع ناشطين من حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية في باريس الأسبوع الماضي في تدهور الموقف، بعدما اعتبرت باريس خطوة دي مايو "استفزازا إضافيا وغير مقبول"، ويذكر أن فرنسا استدعت الاسبوع الماضي سفيرها في إيطاليا بعد سلسلة تصريحات لمسؤولين إيطاليين، اعتبرتها باريس "مشينة" بحق الرئيس والحكومة الفرنسية، في تصعيد غير مسبوق بين البلدين ، بعدما اعتبرت باريس خطوة دي مايو "استفزازاً إضافياً وغير مقبول. 
 
تصوروا الانفصام في الشخصية ماكرون ينصحنا بالديمقراطية وحقوق الانسان ، ويلتقي بممثلين لمنظمات حقوق الانسان ، ويتساءل حول احوال الديمقراطية وحقوق الانسان في مصر معهم ، ويسحب سفيرة في روما لان نائب رئيس الوزراء الايطالي لويجي دي مايو مع ناشطين من حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية في باريس؟!!
 
والاغرب من ذلك ان بلدين غربيين كبيرين مثل فرنسا وايطاليا يتهمان بعضهما البعض بطريقة "عربية ـ قطرية " ، بابشع الاتهامات ، ثم يحدثوننا عن الديمقراطية .
 
الا ان المصالح تتصالح كما يقال ، واليوم أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية أن سفير فرنسا لدى إيطاليا سيعود اليوم الجمعة إلى روما بعد أسبوع على استدعائه بسبب توتر دبلوماسي غير مسبوق بين البلدين تخلله تصعيد كلامي لا سيما من الجهة الإيطالية وهو ما رأت فيه باريس إساءة واستفزاز ، جاء استدعاء السفير على خلفية تصريحات لمسؤولين إيطاليين اعتبرت مسيئة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفق ما أعلنت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية، وقالت الوزيرة ناتالي لوازو الجمعة لإذاعة آر.تي.إل الإذاعية "سيعود اليوم إلى روما" وذلك بعد أسبوع على استدعائه للتشاور.
 
وكانت الخارجية الفرنسية قد اعلنت الثلاثاء الماضي ، أن ماكرون ونظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أكدا خلال اتصال هاتفي "بأن فرنسا وإيطاليا اللتين أسستا معا الاتحاد الأوروبي، لديهما مسؤولية خاصة للعمل بشكل مشترك من أجل الدفاع عن الاتحاد وإعادة احيائه".
 
وأكّدت الرئاسة الفرنسية أنّ الزعيمين "أكدا مجددا على أهمية العلاقات الفرنسية-الإيطالية لكل من البلدين، والتي غذتها روابط تاريخية واقتصادية وثقافية وإنسانية استثنائية
 
كما أعرب زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرف ماتيو سالفيني عن استعداده "لزيارة باريس هذا الأسبوع" من أجل بناء "علاقات جيدة من جديد مع فرنسا .
 
والحقيقة ان قصة اللقاء الايطالي مع السترات الصفراء هي "القشة التي كسرت ظهر البعير " لان هناك حالة من التنافر الايطالي ــ الفرنسي ، سابقة لخلاف السترات ، نتيجة لاختلاف الرؤى وتباين المصالح تجاه قضايا مادية بعينها، إضافة إلى حالة الاسىتقطاب السياسي التي تمليها التحضيرات للانتخابات الأوروبية القادمة والمقررة في شهر مايو القادم، اضافة الي باريس أمورٍ محددة، مثل إنشاء سكة حديدية لقطار عالي السرعة يصل مدينة ليون الفرنسية بتورينو الإيطالية، ففي حين تنتظر باريس من روما الالتزام بتعهداتها مع الاتحاد الأوروبي اتجاه بناء السكة الحديدية المشار إليها، إلا أن الحكومة الإيطالية لا تزال منقسمة، فحركة "خمس نجوم" بزعامة نائب رئيس الوزراء لويجي دي مايو لا تريد بناء هذه السكّة، في حين أن حزب الرابطة" بزعامة ماتيو سالفيني تؤيد إنشاءها
 
ويشار إلى أن الإيطاليين أصدروا الأربعاء الماضي تقريراً حول التكاليف الباهظة للخط الحديدي السريع بين ليون وتورينو، وضمّنوا التقرير برسالة مفادها أن جزءاً من الحكومة ترغب في إلغاء المشروع.
 
والمشكلات بين فرنسا وإيطاليا عند الحدود التي ترسمها جبال الألب، لا تقف فقط عند مسألة سكّة الحديد، فهناك أيضاً اتهامات متبادلة بشأن قضية المهاجرين وما يتشعب منها من ملفات اخري .
 
ولكن الفرنسيون والإيطاليون يتشاركون التاريخ والثقافة والحدود والكثير من المصالح الاقتصادية، كما أنهما بلدان مؤسسان للاتحاد الأوروبي، وهما ملتزمان بالتواصل فيما بينهما، وهذا ما دفع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على العمل من أجل احتواء الموقف ومنع التصعيد.