الأقباط متحدون - ماكرون من رمسيس الثاني في ابو سمبل الي السيسي بالقاهرة
  • ٠١:٢٢
  • الاثنين , ٢٨ يناير ٢٠١٩
English version

ماكرون من رمسيس الثاني في ابو سمبل الي السيسي بالقاهرة

١١: ١٢ م +02:00 EET

الاثنين ٢٨ يناير ٢٠١٩

ماكرون
ماكرون

سليمان شفيق

من 1975 زار مصر ديستان وشيراك وساركوزي وهولاند
استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى مصر من معبد أبو سمبل في مدينة أسوان الذي شيد في عصر رمسيس الثاني وتم الاحتفال العام الماضي بمرور 50 عاما على إنقاذه ونقله من أجل حمايته من ارتفاع منسوب النيل بعد بناء السد العالي في ستينات القرن الماضي  ، في زيارة خاطفة قبل أن يتوجه إلى القاهرة ،بدأت ظهر الاحد وكان في استقباله وزير الآثار المصري خالد العناني ومدير المعهد الفرنسي للآثار في مصر لوران بافاي، وكانت بصحبتة زوجتة ، ومنذ شامبوليون، مؤسس علم المصريات في بداية القرن التاسع عشر، ظلت الآثار المصرية في قلب العلاقات الفرنسية-المصرية، بحسب ما قال قصر الإليزيه قبل بدء الزيارة، ويسعى الفرنسيون إلى المشاركة في المتحف المصري الكبير الذي يجري تشييده في موقع بالقرب من أهرامات الجيزة وفي عملية تجديد المتحف المصري القديم بميدان التحرير.

هكذا و على خطى أجداده الفرنسيين من أمثال الجنرال "شارل ديجول" فى إدراكه لمكانة مصر فى سبعينيات القرن الماضى، ورائد علم المصريات جون فرانسوا شامبوليون، فى ولعه بالحضارة الفرعونية وقناعته بتأثر الإيجابى الذى تركه علم الآثار على العلاقات الفرنسية المصرية، زيارة الرئيس ماكرون إلى مصر والتى سوف تستغرق 3 أيام، تتضمن رسائل مختلفة، بدءاً من استهلال الزيارة بجولة سياحية، في الاثار المصرية ، وزيارة آثار معبد أبو سمبل ، برفقة زوجته بريجيت، للاحتفال بالذكرى الـ50 لإنقاذهما التاريخي تجنّباً للغرق تحت مياه نهر النيل، جولة تعكس للعالم كله الأمن الذى تتمتع به مصر والأهمية التاريخية التى تحظى بها مدنها التى تمتلك ثلث آثار العالم، وتستحضر الجولة التاريخة للرئيس الفرنسى أيضا الشغف الفرنسى بالآثار التاريخية المصرية، التى أمدت للعلاقات المصرية الفرنسية زخما كبيرا، الأمر الذى أكد عليه العالم الفرنسى شامبوليون، فى أوائل القرن التاسع عشر، وقال أن "علم الآثار هو في صلب العلاقات الفرنسية المصرية"
 
وتعد هذه الزيارة واحدة من التحركات النادرة للرئيس الفرنسي خارج بلاده خلال الآونة الأخيرة إذ يركز اهتمامه منذ أكثر من شهرين على الأزمة الاجتماعية التي تفجرت مع انطلاق احتجاجات حركة "السترات الصفراء" في نوفمبر.

وسيلتقى ماكرون اليوم الاثنين في القاهرة الرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين .

ومن المقرر أن يوقع الرئيسان قرابة ثلاثين اتفاقا بقيمة "مئات الملايين" من اليورو في مجالات النقل والطاقة المتجددة والصحة والصناعات الغذائية، وتدعم باريس مصر، البلد العربي الأكبر ديموغرافيا، باعتبارها ركيزة للاستقرار في الشرق الأوسط على الرغم من انتقادات المنظمات غير الحكومية لسجل الحكومة المصرية في مجال حقوق الانسان .

ويرافق ماكرون خلال هذه الزيارة قرابة خمسين رئيس شركة فرنسية إضافة الى خمسة من أعضاء الحكومة، من بينهم وزير الخارجية جان إيف لودريان ووزيرة الجيوش فلورانس بارلي.

منذ عام 1975، والذى بدأها الرئيس الفرنسى فاليرى ديستان، وكانت اهداف الزيارات متشابهة فى دعم مصر، وتعزيز العلاقات بين البلدين، وبحث قضايا الشرق الأوسط العتيقة، مثل قضية الصراع العربى الإسرائيلى، وأزمة فلسطين، والشأن السورى، وما يخص الشأن النووى فى إيران.

زار فاليرى جيسكار ديستان مصر لأول مرة بصفة رسمية فى عام 1975، والتقى خلال تلك الزيارة بالرئيس الراحل محمد أنور السادات وتناولت المباحثات بين الجانبين التحركات الدولية لتسوية الصراع العربى الإسرائيلى، والأزمة اللبنانية وقتها، وكذلك العلاقات المصرية الفرنسية وسبل تطويرها، وكان ديستان هو الرئيس الثالث للجمهورية الفرنسية الخامسة "التى تأسست على يد الزعيم شارل ديجول" وظل فى حكم فرنسا من 1974 حتى عام1981 .

وفى 2006 وقبل عام واحد من انتهاء فترة حكمه، زار شيراك مصر فى زيارة رسمية استقبله خلالها الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وكانت الأزمة النووية الإيرانية على رأس مباحثات الرئيسين، بالإضافة إلى التأكيد على استمرار تقديم الدعم المادى والمعنوى لأبناء الشعب الفلسطينى ومناقشة الملف السورى اللبنانى

وقام خلال زيارته لمصر فى وقتها، بافتتاح مبنى الجامعة الفرنسية بالقاهرة، والتى اعتبرت استكمالا للدعم الثقافى الذى قدمته فرنسا لمصر.

 قام نيكولا ساركوزى بصحبة كارلا برونى صديقته فى ذلك الوقت، بزيارة الأقصر وشرم الشيخ فى عام 2007 وبعد أشهر من توليه الحكم ،  حملت زيارة ساركوزى فى هذا الوقت بعض الجدل ٍبين المعارضة والحكومة، كان أبرز مظاهر هذا الجدل قيام أحد نواب مجلس الشعب آنذاك بتقديم طلب إحاطة رأى فيه أن ساركوزى تم استقباله بحفاوة رسمية وأن تكلفة إقامته وصديقته فى مصر دفعتها الحكومة، إلا أن الحكومة رفضت تلك الادعاءات مؤكدة أن زيارة ساركوزى أعظم دعاية للسياحة فى مصر، عقب انتهاء جولته عقد ساركوزى مباحثات مع الرئيس الأسبق مبارك تناولت مناقشة سبل حل القضية الفلسطينية وضرورة إيجاد مبادرة تحجم من بناء المستوطنات والتأكيد على مساندة فلسطين قيادة وشعبا

  وفى أول زيارة له لمصر، شارك الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند فى افتتاح قناة السويس الجديدة فى أغسطس 2015، وأعقب حفل الافتتاح لقاء بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسى تناول مستجدات الأمور على الساحة.

هكذا ترك ماكرون اصحاب السترات الصفراء ولجأ الي رمسيس الثاني بحثا عن حكمة ، ويلتقي بحفيد رمسيس الرئيس السيسي بحثا عن تبادل مصالح تخرجة من ازماتة .