الأقباط متحدون - مصطفى عبيد وشعر شيرين
  • ١٦:١٢
  • الجمعة , ١١ يناير ٢٠١٩
English version

مصطفى عبيد وشعر شيرين

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٥: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ١١ يناير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك  عازر
كلنا نقولها مازحين إحنا خسارة في مصر، لكن وقت الجد لا أحد فينا يستطيع أن يفعلها، مصطفى عبيد ربما قالها قبل أن يضع حياته على كفه، وهو يطير شأنه شأن كل جسده أمام موجة انفجارية وضعها كاره لمصر، جاد في كلماته وفي أفعاله، لينال من مسيحيو مصر.

المسالة ليست أقوال، لكن الأهم الأفعال، ولو نحاكم الناس على أقوالها لحاكمنا جادين، من قال لا يجوز تهنئة الغير مسلم بأعياده، لأنه هو من وضع حقاً العبوة الناسفة فوق المسجد لينال من مسيحيو مصر، فنال من مسلم أحب مصر، هذه الحقيقة التي لا يدركها أحد، نعم الحقيقة أن واضع العبوة الناسفة ومن أوعز له بأن يفعل هذا وبجواز هذا بل بضرورة هذا، يكره مصر، أما من توجه لهم كل الأفكار الهدامة وتحاك لهم المؤامرات الآثمة وتصنع لهم العبوات الناسفة، فهم محبي مصر ودون تفرقة في الدين، ربما يكفرون الشرطة والعاملين في الدولة، لكنهم يولون أهمية للمسيحيين، لأن وجع المسيحيين يؤثر في العالم كله، ويؤلم الدولة، قل رأس الدولة ليس الدولة كلها، لأن ثمة مؤسسات بالدولة تدعي هذا كذباً، لكنها لا تتخذ موقف جاد نابع من داخلها حيال هؤلاء المخربين.

شعر شرين يكلفها ستين ألف جنيه لها كل الحق، فربما تذكرة واحدة لحضور حفلاتها تكلفتها هكذا أوس قريبة من هذا، لكن مصطفى عبيد دمه في نظر الكل أغلى من تكلفة عمل شعر شرين، فهل تكفر شرين عن مقولة قالتها خطأ وفهمت خطأ، وتتبرع بقيمة عمل شعرها عشرة مرات لأسرة مصطفى عبيد، ليس شراء لرضا المصريين، لكن تأكيد على حبها الجاد لمصر، وليحذو حذوها المطربين الكبار في أن يتبرعوا بقيمة عشر إيراد حفلاتهم، دون أن يرفعوا أسعار تذاكرهم، ليكون التبرع من جيوبهم لصندوق يوهب لشهداء مصر الذين سقطوا وسيسقطوا دفاعاً عن حب مصر، ذلك الحب الذي يتغنون هم به.

هل يتبنى مطربين مصر تلك المبادرة ويبادروا بكل الحب الصادق الجاد الغير موجه، ويتخذوا من أموالهم دروع تحافظ على الحب الصادق الحب البازل.
أعرف أن مال الدنيا لا تغني أهل الشهيد عن فقدهم له، لكن ولما لا نؤمن لأهله عيشة أفضل، حياة كريمة كان الفقيد يسعى ليوفرها لهم.

المصابون أيضا من خسروا طرف من أطرافهم أو عين من عيونهم أو أذن أو كذا وكذا.... الأموال لن تعوضهم شيء، لكن الحب الحقيقي المستمر والتقدير الجاد لما بذلوه هو الذي يغني ويثمن في مثل هذه المواقف ومصر تستحق.

المختصر المفيد ارحموا بعض، ولا تقفوا لبعض على الكلمة، فهناك أفعال تذبح في صمت، ولا أحد يحاسب عليها، وأصحابها يمتلكون من البجاحة والوقاحة ما تجعلهم يرفضون حتى الاعتذار.