الأقباط متحدون - آسيا داغر أشهرت اسلامها.. وباعت أثاث بيتها بسبب «فيلم» وصلاح الدين خرب بيتها.. وتزوجت ابنة أختها من «حبيبها»
  • ١٨:٣٤
  • الاربعاء , ٢٣ يناير ٢٠١٩
English version

آسيا داغر أشهرت اسلامها.. وباعت أثاث بيتها بسبب «فيلم» وصلاح الدين خرب بيتها.. وتزوجت ابنة أختها من «حبيبها»

فن | cairo30

٢٠: ٠٦ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٣ يناير ٢٠١٩

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في قرية تنورين اللبنانية ولدت آسيا داغر في 18 أبريل عام 1901، ومن هناك بدأت حياتها الفنية كممثلة.

وقدمت فيلمًا قصيرًا بعنوان “ظلال الأرز” عام 1922، ولكنها بعد عام واحد وبعد وفاة زوجها قررت الاتجاه لمصر مع ابنتها الصغيرة منى وشقيقتها وابنتها الصغيرة “مارى كوينى”.

وهناك ظهرت “آسيا” في الفيلم المصري الصامت “ليلى” عام 1927.

رائدة الإنتاج

“لوتس” للإنتاج الفني، كانت الشركة صاحبة الفضل في دخول “آسيا داغر” تاريخ الفن من أوسع أبوبه.

فعندما أسست الشركة عام 1927 أصبحت واحدة من شركات الإنتاج الرائدة في مصر والوطن العربي كله، ومن خلال هذه الشركة أطلقت آسيا أول فيلم من إنتاجها عام 1929.

وهو “غادة الصحراء”، وشاركت فيه ابنة أختها “ماري كويني”، ولاقى هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا في كثير من الدول العربية، وأطلقت بعده فيلم “وخز الضمير”، وقامت أيضًا “كويني” ببطولته.

أول فيلم خيال علمي

أثارت الفنانة “آسيا داغر” جدلًا كبيرًا في مصر بعد إنتاجها أول فيلم خيال علمي عام 1954 باسم “عيون ساحرة”، ورفضته النقابة في البداية لمناقشته فكرة “إحياء الموتى”.

وهو ما قد يتسبب في إثارة الجدل بين المواطنين وإثارة غضب رجال الدين أيضًا، وتصدّت “آسيا” للرقابة قائلة: “كل ما هنالك هو أن التنويم المغناطيسي يجعل الأحياء يغفون ثم يوقظهم”، وتدخل رئيس الوزراء وقتها لحل الأزمة وسمح بعرض الفيلم.

حب وغيرة

ترددت شائعات حول وجود علاقة عاطفية بين “داغر” والمخرج “أحمد جلال” بعد أن أخرج لها أكثر من 10 أفلام من إنتاجها، وإلا أن ابنة أختها “ماري كويني” قطعت تلك الألسن كما قطعت أيضًا الطريق على خالتها معلنة زواجها من المخرج أحمد جلال، لتنفي بذلك وجود أي علاقة بين خالتها آسيا وجلال، والذي ترك شركة “لوتس” وأسس مع زوجته شركتهما الخاصة فأخذ يخرج أفلامهما فقط.

منتجة النجوم

“آسيا داغر” تعد صاحبة الفضل في إبراز الكثير من المواهب، حيث اكتشفت عددًا من الفنانين والمخرجين، من بنيهم هنري بركات وحسن الإمام وحمدي رفلة وغيرهم، كما أنها أخرجت سيدة الشاشة فاتن حمامة إلى الأضواء، من خلال مشاركتها في فيلم “الهانم” وكان عمر فاتن وقتها 16 عامًا فقط.

نجاح وتميز

توالت نجاحات آسيا داغر في مجال الإنتاج، ووصل رصيدها الفني لأكثر من 70 فيلمًا، من أبرزها “شجرة الدر” و”أمير الانتقام” و”الشريد” و”القلب له واحد” و”فتاة متمردة” و”هذا جناه أبي” و”رد قلبي”، وكان أول فيلم ملون ومصور بتقنية السينما سكوب في تاريخ السينما المصرية، وغيره.

«الناصر» سبب الخسارة

فيلم “الناصر صلاح الدين” كان له قصة مأساوية في حياة “آسيا داغر”، حيث تكلف إنتاجه 200 ألف جنيه، مما يجعل الفيلم صاحب أضخم ميزانية في ذلك الوقت، واستمر الإعداد له لمدة 5 سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه “عز الدين ذو الفقار”، ولكن مرضه منعه من ذلك، ونصحها بالاستعانة بالمخرج يوسف شاهين فوافقت على ذلك، وكان وقتها مساعد مخرج يبلغ من العمر وقتها 26 عامًا.

رغم الإعداد الجيد للفيلم والسنوات الطويلة والإنتاج الضخم، وما عانته “داغر” من الاستدانة ورهن مكان سكنها وسيارتها وبيع أثاث منزلها؛ فإن الفيلم لم يحقق الأرباح المتوقعة له، مما ألحق بها خسارة فادحة أنتهت بإفلاسها والحجز على جميع ما تملكه.

وفشل الفيلم لعدم قيام هيئة السينما بالتسويق الجيد للفيلم، وقالت “داغر” عن ذلك: “بعد الانتهاء من الفيلم، طلبت مني “الهيئة المحترمة” الاحتفاظ بنسخ الفيلم لديها للقيام بتوزيعه وتسويقه، وبالطبع لم يُسوق الفيلم بشكل جيد، ولم يوزع وفقًا لخطة مدروسة، والنتيجة إنهم لم يعطوني حتى الإيرادات”.

وزارة الثقافة، رغم فشل الفيلم؛ فإنها اعتبرته نقطة تحول في تاريخ السينما المصرية، وكرّمها وزير الثقافة حينها، ومنحتها الوزارة 3 آلاف جنيه لمساعدتها في سد ديونها وتعويض جزء من خسارتها.

محاولة إنعاش

حاولت “آسيا داغر” الاستفاقة من الديون والفشل الذي أنزلقت قدماها إليه، ففي عام 1967 أنتجت فيلم “اللقاء الثاني” كمحاولة لتعويض خسارتها السابقة، ولكن لم يحقق الفيلم أيضًا النتائج المرغوبة، وهو ما أصاب آسيا بالإحباط، فعملت لحساب “المؤسسة العامة للسينما”، وعملت بها منتج منفذ فقدمت ثلاثة أفلام، هي: “يوميات نائب في الأرياف” و”أوهام الحب” و”الشيطان والخريف”.

اكتفت “عميدة المنتجين” برصيدها في تاريخ الفن المصري، فلم تعد لإنتاج الأفلام مرة أخرى، واكتفت بعملها في المؤسسة العامة للسينما حتى رحيلها في 12 يناير عام 1986 عن عمر ناهز 78 عامًا.

حاولت ابنتها الطفلة الصغيرة “منى” إكمال مسيرة والدتها، فأصبحت واحدة من أشهر الممثلات في الأربعينيات، واشتهرت بدور الفتاة الحقودة، ولكنها اعتزلت الفن في منتصف الخمسينيات بعد زواجها وإشهار إسلامها.