الأقباط متحدون - المصريون هم بناة الأهرامات.. والمخلوقات الفضائية مجرد «تخاريف»
  • ٠٢:٤٨
  • الثلاثاء , ٢٢ يناير ٢٠١٩
English version

المصريون هم بناة الأهرامات.. والمخلوقات الفضائية مجرد «تخاريف»

أخبار مصرية | الأهرام

٣٦: ١١ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ يناير ٢٠١٩

أبوالهول.. نظرة شموخ وخلفه هرم خفرع
أبوالهول.. نظرة شموخ وخلفه هرم خفرع

    الهرم كان هو «المشروع القومى» لدى الفراعنة
    بردية «وادى الجرف» أخرست المشككين فى حقيقة بناء الهرم

أُعلن مؤخرًا أن هناك مشروعًا روسيًا يُطلق عليه اسم «مشروع إيزيس» تم بإشراف «كى جى بى»، وأنهم عثروا على مومياء لكائن فضائى عمره 13 ألف عام، ومحنط على شكل مومياء فرعونية، وعلى حد قولهم إن هذا يثبت أنهم بناة الأهرامات. وقد عثروا على هذه المعلومات، عندما بحثوا فى ملفات «كى جى بى» الروسية. وقد قامت المخابرات الروسية بعمل فيلم تسجيلى يثبت وجود هذا الكائن الفضائى الذى تم كشفه بمنطقة الهرم، وأن الذى عثر على هذه الملفات هو د.فيكتور إيفانوفيتش، المستشار العلمى السابق للكرملين.

أولا: هذه المعلومات عبارة عن تخاريف ليس لها أى أساس من الصحة إطلاقًا حيث لم تعمل بعثة أو أية جهة روسية بمنطقة الهرم عام 1960، بالإضافة إلى أنه لم يعثر داخل أية مقبرة بالهرم على أية مومياء، وليس هناك مشروع اسمه «إيزيس»، بالإضافة إلى تفاهة الإعلان، وخاصة بتحديد عمر مومياء بـ 13 ألف سنة. وكيف استطاعوا أن يفسروا أن هذه المومياء عبارة عن مخلوق فضائى؟!

وأعتقد أن تفسير هذا الإعلان قد يشير إلى أن هذا الدكتور الوهمى فيكتور إيفانوفيتش مخبول أو متخلف عقليًا. ولم تعمل بعثة روسية فى منطقة الهرم إطلاقًا خلال هذا العام، وإنما هناك بعثة تابعة لجامعة روسية تعمل فى الجبانة الشرقية، وتقوم بتسجيل المقابر، ولم تعثر على أى مقابر جديدة. وقد اعتدنا أن نقرأ ونسمع عن العديد من التخاريف التى تخص هرم الملك خوفو، وأنا دائمًا أقول فى محاضرتى إن أى شخص غير دارس للحضارة المصرية ويقف أمام هرم خوفو، فلن يتصور أن الذى بنى هذا الهرم هم أشخاص عاديون، ولن يعرف أن هذا الهرم كان المشروع القومى للفراعنة.

هذا بالإضافة إلى أن هناك العديد من المعلومات الخاطئة التى تنشر للعامة عن هرم الملك خوفو. والمعلومة الأولى هى أن العمال بناة الأهرام كانوا يعملون خلال شهور الفيضان فقط، أى نحو 4 شهور فى العام. والمعلومة الثانية هى أنه طبقًا لقراءة علماء المصريات لبردية تورين فإن الملك خوفو قد حكم نحو 23 عامًا فقط. والمعلومة الثالثة هى أن كل أحجار الهرم وصل عددها إلى نحو 2 مليون و300 ألف حجر. وهذه المعلومات ليس لها أى أساس علمي، وأخيرا أن كل الأحجار التى بنى منها هرم خوفو جاءت من محاجر طرة.

ومن أهم الأدلة التى تثبت ان الفراعنة هم بناة الأهرام هى كشف مقابر العمال بناة الأهرام، والتى أثبتت للعالم كله أن المصريين هم بناة الأهرام، وأن الأهرامات لم تُبن بالسخرة؛ لأن العمال بنوا مقابرهم بجوار الهرم بالإضافة إلى أنهم أعدوا مقابرهم وداخلها مقتنيات أثرية لاستعمالها فى العالم الآخر، بل وعثرنا على بعض المقابر التى تأخذ الشكل الهرمي؛ ولذلك استبعدنا فكرة أن الشكل الهرمى كان قاصرًا على الملوك والملكات فى الدولة القديمة. وهذا الكشف يؤكد أن الشكل الهرمي، المرتبط بإله الشمس رع، كان حقًا للجميع كى يبنوا مقابرهم على شكل هرم. والفرق هو أن الملك بنى هرمه من الحجر، والعامل بنى هرمه من الطوب اللبن. وقد كشفنا عن الأماكن التى عاشوا فيها، بل الأكواخ التى ناموا بها، ومناطق تجفيف السمك والمخابز. وقد تأكدنا من أن العمال كانوا يعملون طوال العام فى نقل الأحجار، وأنهم كانوا يحصلون على يوم واحد إجازة كل 10 أيام، وأن العمال الذين كانوا ينقلون الأحجار قد جاؤوا من خلال العائلات الكبيرة المنتشرة فى الوجه القبلى والبحري، وأن تلك العائلات كانت ترسل العمال تبرعًا منها للملك. وفى المقابل، لم يكونوا يقومون بدفع الضرائب. وكانت هناك فئة من العمال أو الفنانين تعمل فى نحت التماثيل والإشراف على بناء الهرم، وأن هذه الفئة قد دُفنت فى الجبانة العلوية، وأن العمال الذين اشتركوا فى نقل الأحجار، قد دُفنوا فى الجبانة السفلى. وقد كان يُرسل يوميًا نحو 13 عجلاً و15 خروفًا لتغذية العمال. وقد كنا نعتقد من قبل أن بناة الأهرام كانوا يشربون الجعة، ويأكلون البصل والثوم، ولكن هذا الكشف أكد لنا أنهم كانوا يأكلون اللحوم يوميًا.

وقد درسنا الهياكل العظمية الخاصة بالعمال، واتضح أن الرجال والنساء كانت لديهم التهابات فى سلسلة الظهر؛ لأنهم كانوا ينقلون الأحجار، وأن النساء كن يشاركن فى بناء الهرم عن طريق العمل فى إسعاف العمال، أو فى المخابز، ومناطق تجفيف السمك؛ ولذلك اتضح لنا من هذا الكشف العظيم أن هناك عشرة آلاف عامل كانوا يشتركون فى بناء الهرم.

أما فترة حكم الملك خوفو، هذا الملك العظيم الذى ترك لنا كتابًا لم يعثر عليه حتى الآن طبقًا لما أعلنه المؤرخ السمنودى مانيتون، فقد عثر على محجر بالصحراء الغربية إذ كان الملك يرسل بعثات لإحضار المغرة الحمراء التى كان العمال يستعملونها للكتابة على الأحجار. وهناك منظر للملك خوفو بالإضافة إلى ذكر العام 27 من حكم الملك. وقد عُثر فى بردية وادى الجرف، والتى سوف نتحدث عنها بعد ذلك، ذكر العام 26 . وقد جعلنا نعتقد أن الملك خوفو قد حكم نحو 30-32 عامًا، وخاصة لأن هذه البردية تتحدث عن أواخر حكم الملك خوفو.

والرأى الثالث الذى يشير إلى عدد أحجار الهرم، فقد حاولنا أن نصل إلى الطريقة التى اُستعملت فى تفسير عدد الأحجار، ولم نجد أى دليل فى أى مرجع، ولكن أتضح لنا أن الذين أعلنوا أن عدد الأحجار وصل إلى نحو 2 مليون و300 ألف حجر لم يعلموا أن قاعدة الهرم قد بُنيت من صخر الهضبة نفسها، أى أنهم نزلوا فى الصخر حتى وصلت القاعدة إلى حوالى ثمانية أمتار ارتفاعًا. ومن المعروف أن قاعدة الهرم هى المكان الذى يمكن أن تكون فيه كمية كبيرة من الأحجار؛ لذلك نعتقد الآن أن أحجار الهرم لم تزد على مليون حجر، وأن وزن هذه الأحجار يصل ما بين نصف الطن وطنين ونصف الطن.

وأخيرا، الذى يشير إلى أن أحجار الهرم قد أحضرها المصرى القديم من طرة، فقد اتضح لنا أن كل الأحجار التى بُنى بها هرم الملك خوفو قد جاءت من المحجر الذى يقع جنوب هرم الملك خوفو وشرق الهرم الثاني، أما الأحجار التى قُطعت من محاجر طرة فقد استعملها المصرى القديم فى كساء الهرم.

وإذا نظرنا إلى المعلومات الخاطئة، فسوف نجد أنها دفعت العديد من العامة إلى الإعتقاد بأن المصرى القديم فى هذه الحالة مطلوب منه نقل أحجار كل ثانية، وهذا لا يقدر عليه غير مخلوقات من الفضاء، بالإضافة إلى أن قاعدة الهرم وصلت إلى 230 مترًا، وأن الهرم بُنى على مساحة 13 فدانًا، وقالوا إن أحجار الهرم إذا ما قُطعت إلى مكعبات صغيرة، فسوف تغطى ثلث الكرة الأرضية وسوف تبنى سورًا حول فرنسا، وللأسف الشديد هذه المعلومات غير دقيقة، وهى التى دفعت العديد إلى أن يعلنوا العديد من التخاريف، و نسبوا الهرم مرة إلى أتلانتس ومرة إلى مخلوقات فضائية ومرة إلى اليهود.

وقد عشت سنوات طويلة بجوار الأهرامات، وعاصرت العديد من الأشخاص الذين يعتقدون فى هذه الخرافات، ومنها موضوع أن اليهود هم بناة الأهرام رغم أن كل الأدلة اللغوية والأثرية تثبت أنه ليس هناك وجود لهم فى ذلك العصر على الإطلاق، ولم يُعثر داخل المقابر الخاصة بالموظفين أو العمال على مقبرة واحدة تخص أى شخص عبراني. وعندما جاء مناحم بيجين إلى مصر وأعلن وهو فى نيويورك أنه سعيد بزيارة مصر؛ لأنه سوف يشاهد الأهرامات التى بناها أجداده. وقد زار منطقة الهرم وبعد ذلك، وهو أمام أبو الهول، سألته الكاتبة هدى توفيق: «هل تعتقد الآن أن اليهود هم بناة الأهرامات؟». وقد رد عليها أنه مقتنع الآن أن المصريين هم بناة الأهرام. وقد كتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن كشف مقابر العمال بناة الأهرام ينهى الفكرة التى تقول إن اليهود هم بناة الأهرامات.

وقد كان هناك ثلاثة أجانب، واحد أمريكي، والثانى إنجليزي، والثالث مصرى يعيش فى أوروبا، وكانوا يروجون لفكرة أن الأهرامات قد بُنيت موازية لنجوم الأوريون الموجودة فى السماء، وأن ذلك قد تم منذ نحو 15 ألف عام. وقد أقمنا مؤتمرًا فى شيكاغو، وحضره معنا علماء فى الفلك؛ خاصة لأن هذه الفكرة قد نالت شهرة غريبة، وأعلنا للعالم كله أن هذا الموضوع عبارة عن تخاريف، خاصة لوجود عدد كبير من الأهرامات، قد أوضحت لصاحب هذه الفكرة عدم صدق ادعائه، بالإضافة إلى عدم وجود دليل واحد يؤكد وجود أية حضارة قبل الفراعنة، بل وقالوا إن هناك أدلة أسفل أبو الهول تشير إلى أن عمر أبو الهول يصل إلى 15 ألف عام، وطلبوا الحفر بجوار أبو الهول.

ولكن عندما وصلت المياه الجوفية أسفل أبو الهول، قام مركز هندسة الآثار بجامعة القاهرة، تحت إشراف المهندس العظيم د. حافظ عبد العظيم، بعمل قياسات عن منسوب المياه وذلك عن طريق حفر أسفل أبو الهول ووصل عدد أماكن الحفر إلى 32 مكانًا بعمق حوالى 20 مترًا، واتضح عدم وجود أى شيء أسفل أبو الهول، وأن «أبو الهول» منحوت من الصخر، وكل الأدلة الأثرية تشير إلى أن هذا التمثال يعود إلى عهد الملك خفرع.

وهناك مجموعة إدجار كيسى وتعتقد هذه المجموعة أن إدجار كيسى كان يعيش فى القارة الوهمية المفقودة أتلانتس، وعند تدمير القارة، جاء إلى مصر ومعه صندوق داخله كل التكنولوجيا التى استعملها مع المصريين، وقاموا ببناء الهرم، ويعتقدون أن هذا الصندوق قد تم دُفنه أسفل القدم اليمنى لـ«أبوالهول» وقد حاضرت لهم ومعى الراحل العظيم د. أحمد الصاوى والراحل العظيم ناصف حسن فى فندق مينا هاوس، وقدمنا لهم كل الأدلة التى تثبت أن هذا الاعتقاد خاطئ، بل وقد حاضرت لهم فى فرجينيا بيتش أمام كل الأعضاء الذين يعتقدون فى وجود هذا الصندوق، وقدمت لهم كل الأدلة التى تثبت خطأ هذا الاعتقاد، وللأسف الشديد، ورغم أننا أثبتنا عدم وجود أى شئ أسفل أبوالهول إلا ان هذا الاعتقاد ما زال موجودًا لدى هؤلاء الأعضاء.

وهناك من يعتقد ان الهرم كان عبارة عن مخزن استعمله سيدنا يوسف لتخزين القمح حتى يتجنب المجاعات التى قد تحدث عندما لا يأتى الفيضان! وهناك العديد من التخاريف عن هرم خوفو التى لا مجال الآن لذكرها. وعندما سألنى الاعلامى عمرو أديب عن السبب فى هذه الاعتقادات فقلت له إنهم يحاولون أن يعلنوا حلمهم بهذا المبنى العظيم، وهو إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، والوحيدة الموجودة إلى الآن، وأن بعضهم يحاول أن يشتهر على حساب الهرم، بل هناك برنامج أسبوعى فى لوس أنجلوس عن المخلوقات الفضائية بناة الأهرامات.

هرم خوفو

وهنا أود ان أقدم لكم كل الأدلة التى تثبت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وأن كل هذه الإدعائات ما هى إلا تخاريف ليس لها أى أساس علمى:

أولاً: يوجد بمصر نحو 124 هرمًا تخص ملوك وملكات من الدولة القديمة والدولة الوسطي، أى أن هرم الملك خوفو من ضمن هذه الأهرامات، وأن هرم الملك خوفو يوجد به نحو 14 عنصرًا معماريًا، وكل عنصر له وظيفة متصلة بإحياء عقيدة الملك المتوفى، ومنها المعبد الجنائزى شرق الهرم، والطريق الصاعد الذى يوجد أسفل قرية نزلة السمان حاليًا، ويصل طوله إلى نحو 710 أمتار، بالإضافة إلى معبد الوادي. وكانت هناك مدينة يعيش فيها الكهنة الذين يقدمون القرابين داخل المعابد، ومدينة العمال بناة الأهرام، وبجوار الهرم توجد الورشة التى كان يتم فيها التحنيط وصنع القطع الأثرية التى توجد داخل المعابد وتجهيز المأكولات التى تقدم كقرابين أمام التماثيل، وكذلك مقابر الملكات، والهرم العقائدي. وكل عنصر من هذه العناصر له وظيفة ولذلك للأسف لا يعرف من يروجون هذه الشائعات عن هذه العناصر أى شئ.

ثانيًا: داخل هرم الملك خوفو ترك لنا العمال «جرافيتي» عن أسماء فريق العمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم، وقد سجلنا هذه الأسماء، والتى توجد داخل الحجرات الخمس.

وتوجد الحجرة الأولى والتى دخلها مغامر من إنجلترا وسموها باسم Davison’s Chamber ولا توجد داخلها نقوش، أما الحجرة الثانية فقد سميت Wellington’s Chamber، ويوجد شمال الجدار الغربى نقش يحمل خرطوشا للملك خوفو واسم إحدى مجموعات العمال الذين اشتركوا فى بناء الهرم الأكبر وهى مجموعة التاج الأبيض لخنوم خوفوي، وتسبق اسم الملك أرقام تشير إلى العام السابع عشر من حكم خوفو. وعلى الجدار الشرقى المقابل وعلى الكتلة الأولى بجوار المدخل للحجرة، توجد بقايا خرطوش للملك خوفو. أمام الحجرة الثالثة فتسمى Nelson’s Chamber، وداخلها نقش يحمل اسم مجموعة أخرى من العمال الذين كانوا يعملون فى بناء الهرم، وهى مجموعة «حور مجدو طاهر مطهر الأرضين»، وحورمجدو هو أحد اسماء الملك خوفو، هو الاسم الحورى له، أى المنتسب إلى الإله حورس الذى يجسد الملكية على الأرض، وهناك العديد من المدونات باسم خوفو داخل هذه الحجرة. أما الحجرة الرابعة، فتسمى Lady Arbuthnot’s Chamber، ويوجد اسم مجموعة عمال «حورس مجدو طاهر مطهر الأرضين»، وعلى الجدار الشمالى يظهر اسم مجموعة التاج الأبيض أكثر من مرة، أما الحجرة الخامسة فتعرف باسم Campbell’s Chamber وبها اسم مجموعة أصدقاء الملك خوفو. وهذه الحجرة هى التى دخلها بعض الألمان عن طريق هذا المصرى الذى يعيش فى أوروبا وهو يحاول أن يثبت أن الهرم عمره 15 ألف سنة، أى أن الهرم يعود إلى قارة أطلانطس. وقد أعلنت أن هذه المادة جاءت من محجر يعود عمره إلى نصف مليون عام، أى أن هذه المادة باللون الأحمر التى يعرفها المصرى القديم باسم «مافت»، وليس لها أى صلة بحجر الأهرامات.

ثالثًا: المقابر الموجودة غرب هرم الملك خوفو وعمرها من عصر الأسرة الرابعة إلى الأسرة الثامنة، وداخلها نصوص العديد من الكهنة الذين يشرفون على إحياء عقيدة الملك المتوفى، وكذلك الموظفون الذين كانوا يعملون مع الملك خوفو، وكذلك الكهنة المتصلين بهرم الملك خوفو، والذى كان يطلق عليه المصريون القدماء اسم «أخت خوفو» بمعنى «أفق خوفو».

رابعًا: أهرامات الملكات شرق الهرم وهما زوجتا الملك خوفو وأمه حتب حرس، بالإضافة إلى مقابر الأسرة الملكية التى تتصل بالملك خوفو.

خامسًا: الكشف عن بردية وادى الجرف، على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الزعفرانة وليس بعيدًا عن مدينة السويس، داخل ميناء معروف باسم ميناء الملك خوفو. ويتحدث رئيس العمال «مرر» فى هذه البردية عن الفريق الذى كان يعمل معه وبلغ عدد أفراده 40 عاملاً، وقد ذهبوا إلى طرة الشمالية وطرة الجنوبية لقطع الأحجار التى كانت تُستعمل فى كساء الهرم، ويشرح لنا «مرر» طريقة نقل الأحجار من المحجر إلى مراكب ضخمة، ونقل الأحجار عبر نهر النيل، وكان هناك فرع آخر حفره الفراعنة غرب النيل؛ وذلك كى تكون المياه قريبة من الأهرامات، وكانت هناك قنوات من هذا الفرع تتصل بميناء خاص لكل هرم. وقد عثرنا على ميناء هرم الملك خوفو، وكذلك ميناء هرم الملك خفرع.

ويحدثنا «مرر» أيضًا عن الرئيس الأعلى الذى كان يشرف على ما يعرف باسم «را-شا». وكانت منطقة الهرم لها مدخل يشرف عليه «عنخ حاف»، وكان هذا المدخل يستقبل يوميًا أحجار الجرانيت التى كانت تأتى من أسوان، والحجر الجيرى من طرة والبازلت من الفيوم، والألباستر من حتنوب. وكان العمال الذين يعملون فى الهرم ويعيشون خارج الهرم يوقعون بالحرف الأول من أسمائهم كى يثبتوا حضورهم للعمل. وهذا هو كشف الحضور والانصراف، بالإضافة إلى تسجيل عدد الأغنام والأبقار التى كانت ترسلها العائلات الكبيرة بمصر.

وأشار «مرر» إلى أن منطقة الهرم كانت تسمى «عنخ خوفو» بمعنى «حياة خوفو»، وأن الهرم كان اسمه «أخت خوفو» بمعنى «أفق خوفو»، وأنه أى «مرر» كان يعيش فى العام 26 من حكم المك خوفو. وهناك العديد من المعلومات داخل هذه البردية التى كشفها بيير تاليه المكتشف الفرنسي، واعتبرها أهم كشف فى القرن الحادى والعشرين.

سادسًا: تم العثور على أدلة مكتوبة ببردية وادى الجرف تشير إلى أن الملك خوفو كان يعيش داخل قصره بجوار الهرم. وقد كتبت مقالاً من قبل أشير فيه إلى ذلك طبقًا للنص الذى عُثر عليه داخل مقبرة سنجم إيب إنتى بالهرم من الأسرة الخامسة تشير أن الملك جد كارع إسيسى كان يعيش داخل قصره بالهرم، ولذلك قلت إن الهرم كان المشروع القومى لكل المصريين، فكيف يعيش الملك فى منف، وعندما يقرر الحضور من منف، سوف يأخذ ذلك وقتًا طويلاً؛ وذلك لعدم وجود خيول فى ذلك الوقت، وجاء النص الذى يثبت أن الملك كان يحكم مصر من الهرم.

سابعًا: كما قلنا من قبل إن كشف مقابر العمال بناة الأهرامات هو دليل آخر يثبت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وقد عثرنا على ألقاب داخل هذه الجبانة مثل «المشرف على الجانب الشرقى للهرم»، و«الموظف المسؤول عن الميناء»، وكذلك عن عدد كبير من الألقاب للكهنة والرسامين والفنانين الذين كانوا يعملون بالهرم.

ثامنًا: هو الكشف الذى عثرت عليه بعثة فرنسية تعمل داخل محاجر حتنوب والتى تقع إلى الشمال من تل العمارنة. وهذه المحاجر كان الفراعنة يحصلون منها على حجر الألباستر والذى كان يُصنع منها التماثيل وكذلك تغطى أرضيات المعابد. وقد عثرت البعثة على اسم الملك خوفو وكذلك عن طريق نقل أحجار الألباستر من المحاجر إلى منطقة بناء الهرم.

تاسعًا: بعد الدولة القديمة تحدث المصريون القدماء عن كيف أن الملك خوفو كان يفكر فى بناء الهرم؛ لذلك كتب بردية ترجع إلى الدولة الوسطى تعرف باسم «بردية وستكار» أو «بردية خوفو والسحرة». وفى هذه البردية نجد أن الملك خوفو كان يجلس داخل قصره مهمومًا وعندما سأله ابنه عن السبب فقال: «إننى أريد أن أعرف سر الإله تحوت إله الحكمة كى أستطيع بناء الهرم». ودله الابن على ذلك الساحر والذى يعرف باسم «جدي»، الساحر الذى يعرف كيف يقطع رقبة إنسان ويعيدها مرة أخرى، والذى يعرف سر الإله تحوت. وطلب خوفو من ابنه أن يحضر هذا الساحر. وعندما وقف الساحر أمام الملك سأله إن يقطع رقبة إنسان فقال الساحر: «إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك مع إنسان».

فطلب الملك أن يحضروا له سجينًا، ولكن قال الساحر: «إن السجين إنسان». وأحضر له أوزة، فقطع رقبتها، ثم أعاد الرقبة إلى الأوزة مرة أخرى أمام دهشة الحاضرين. وبعد ذلك سأله عن سر الإله تحوت فقال الساحر: «إن هذا السر سوف يحصل عليه أولاد ولدتهم سيدة من هليوبوليس وسوف يحكمون مصر». ولكن بعد ذلك أوضح الساحر للملك خوفو أنه سوف يحكم هو وأولاده وحفيده وأن هؤلاء سوف يحكمون فى أسرة جديدة وهى الأسرة الخامسة.

عاشرًا: كان هناك كهنة لهرم خوفو المعروف باسم «أخت خوفو» خلال الدولة القديمة، بل وكانت هناك كهنة خلال الأسرة السادسة والعشرين وكانوا مسئولين عن إحياء عقدية الملك. وكل هذه الأدلة تظهر للعالم كله أن الذى بنى الأهرامات هم المصريون القدماء.

وقد سجلت كل هذه الأدلة فى كتاب ضخم جديد يعرف باسم “Giza and the Pyramids”، «الجيزة والأهرامات» كتبه معى عالم الآثار الأمريكى مارك لينر.

وفى هذا الكتاب قد جاءت كل الأدلة الخاصة بالأهرامات، بل وقدمنا كل الأدلة التى عثرنا عليها والتى تثبت كيف قام الفراعنة ببناء هرم الملك خوفو وهذا حديث آخر.

أما أى شخص يحاول أن يثبت أن هذا الهرم قد بُنى لأغراض أخرى غير دفن الملك، فهذا خطأ آخر؛ لأن الهرم كان مقبرة الملك، وفى نفس الوقت يظهر عبقرية المصريين القدماء. وأعتقد أننا يجب بعد الآن ألا نرد على هذه التخاريف التى يحاولون من خلال إعلانها سرقة أعز ما نملك، وهو الهرم والحضارة المصرية القديمة.

واجهة إحدى مقابر العمال بناة الأهرامات

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.