الأقباط متحدون - المجد لله في الأعالي وعلي ارض مصر السلام
  • ٠٠:٤٠
  • الأحد , ٦ يناير ٢٠١٩
English version

المجد لله في الأعالي وعلي ارض مصر السلام

جمال رشدى

مساحة رأي

٥٩: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ٦ يناير ٢٠١٩

ارشيفية
ارشيفية

جمال رشدي : يكتب
ميلاد السيد المسيح ملك السلام جاء ليحتمي في مصر ارض السلام ، ولد في بيت لحم بناءً علي تنبوأت العهد القديم في الزمان والمكان، ولان كل التنبؤات تقول انه سيولد لبني إسرائيل ملك، فقرر هيرودس قتل أطفال كل بيت لحم للتخلص من المسيح الملك حني يحمي عرشه له ولأولاده من بعده، لم يكن السيد المسيح ملك ارضي بل ملك للسلام وحينئذ ظهر ملاك الرب ليوسف والعذراء، وطلب منهم الهروب والاحتماء في ارض مصر من بطش هيرودس ملك اليهود لأنه مزمع إن يقتل الطفل يسوع، والسؤال هنا لماذا طلب ملاك الرب من يوسف والعذراء للذهاب إلي مصر والاحتماء فيها ولم يطلب منهم الذهاب إلي أي بلد مجاورة أخري.

الطفل يسوع هو شخص غير عادي وفريد من نوعه لأنه كلمة الله المتجسدة للإنسانية، فهو الذي يحمل صفات الله في المحبة والتسامح والرحمة والغفران، فشخص بتلك الأهمية عند الله والبشرية كان يلزم وجود مجتمع له نفس الصفات لكي يترعرع وينشأ فيه، ويكتمل تكوينه الجسماني والثقافي والروحي بداخله ، فكانت مصر هي البيئية المناسبة والتي تحمل ثقافة تلك الصفات، وبجانب ذلك هناك الرخاء الاقتصادي الذي صنعه النيل العذب وجودة تربته فهنا النمو الجسدي الذي يحتاجه تشكيل العقل والذهن الذي سيحمل صفات رسالته.

أما الجانب الثقافي فهناك الحضارة المصرية الذي بدأ من عندها التاريخ، واستنارت البشرية بعلومها بجانب الثقافة الروحية وهي ثقافة التوحيد عند المصريين القدماء، وتعاليمها الإنسانية الراقية والأخلاقية التي تنادي بالتسامح والمحبة والرحمة والغفران، وهي نفس تعاليم السيد المسيح التي حملتها رسالته فتلك الثقافة المصرية القديمة هي التي جاءت بسيدنا يوسف العبد العبراني من السجن إلي كرسي حكم مصر.

بجانب ذلك هناك فرعون حاكم الإمبراطورية المصرية، وجيشه ومركباته رابط علي ضفاف النيل كأقوى جيش في العالم هنا الحماية الجسدية للسيد المسيح، فلا يستطيع هيرودس ملك إسرائيل ملاحقة الصبي وأمه داخل ارض مصر أو يطلب استردادهم من فرعون مصر.

عاش السيد المسيح علي أرضنا المباركة واكل من زرعها وشرب من نيلها وتسامر مع أهلها وترك ذكريات عديدة ومعه أمه في ارض مصر.

وبعد إن تم تكوين الصبي يسوع في القامة والعقل ظهر ملاك الرب ليوسف وأمه وطلب منهم الرجوع إلي ارض إسرائيل لان الملك هيرودس الذي كان يطلب نفس الصبي يسوع قد مات.

رجع الصبي يسوع إلي اوراشليم يحمل في تكوينه ثقافة البيئية المصرية وهي نفس صفات رسالته للبشرية، وأكيد في مراحل حياته وإثناء بشارته نقل للآخرين كيف استقبله المصريين ومعه أمه بكل حب وترحاب وكرم ، نعم من المؤكد انه تكلم علي كيف يكون الإنسان كما أراده الله وكما وجده في مصر، مبارك شعبي مصر وادخلوا مصر إن شاء الله امنين هكذا قال الله في كتابه المقدس والقرأن الكريم.

انتهت حياة المسيح الأرضية وترك لنا حياته الروحية التي هي جزء من تكوينها ثقافة أجدادنا العظماء، والتي ما زلنا نستمد منها الوجود والاستمرار الوجود في الحياة منصهرين داخل جينات هوية أجدادنا والوجود في الحدود التي ما زالت قائمة بلا تغيير.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد