الأقباط متحدون - تعرف على أول أكاديمية للحوار بين الأديان في مصر.. أسسها قبطي تعمق في دراسة الإسلام
  • ٢١:٣٧
  • الخميس , ١٠ يناير ٢٠١٩
English version

تعرف على أول أكاديمية للحوار بين الأديان في مصر.. أسسها قبطي تعمق في دراسة الإسلام

الشرقية - سارة على

أخبار وتقارير من مراسلينا

٥٩: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ١٠ يناير ٢٠١٩

أول أكاديمية للحوار بين الأديان
أول أكاديمية للحوار بين الأديان

-    نجح في إدخالها كمادة للتدريس في ألمانيا منذ 50 عام .. ونقل الفكرة لمصر بعد نجاحها بالخارج.

الشرقية - سارة على
شهدت مصر مؤخرًا، افتتاح أول أكاديمية للحوار بين الأديان، والتي تم تفعيلها والعمل بها في أواخر عام 2018 ، لتكون نواة لنشر التفاهم والتعاون بين الإسلام والمسيحية وذلك على أسس علمية وثقافية تمهد لخلق سبل تعاون مشترك بين أبناء نسيج شعب مصر.

وانتقلت " الأقباط متحدون" لمقر الأكاديمية للتعرف على تفاصيلها وكيفية العمل بها، وألتقت الدكتور ثروت قادس رئيس مجلس الحوار الإسلامي المسيحي الدولي ورئيس الأكاديمية والذي سرد تفاصيل إنشائها وعملها.

حيث أكد قادس أن نواة الحلم قد بدأت منذ 50 عام حينها كانت السنة الأولى له فى ألمانيا ، وكانت سنة 1967 التى عانى فيها المصريون الكثير من المهانة بعد النكسة ، وقد استوقت الدكتور ثروت قادس الطريقة التى يتم معاملة المصريين بها فى دول اوروبا والنظرة الدونية لمصريين الجنسية فى دول أوروبا و شاءت الأقدار أن يتم تعيينه وقتها قسيسا للطلاب فى ألمانيا ، و من هنا بدأت الرحلة

و أضاف أنه فى رسالة الدكتوراه الخاصة به قد طلب ان يكون موضوعها دراسة الدين الإسلامى قائلا .. " كان عندى عقيدة راسخة أنه إذا أردت قراءة من أمامك فلابد أن تعرف دينه جيدا " و قام قادس بدراسة الدين الإسلامى من كل جوانبه " الفقهية والتفسير والقرآن والمذاهب ، وذلك بعد قيامه مسبقا بدراسة اللاهوت المسيحى والتعمق فيه و حصوله على الدكتوراه به ، و حين انتهى قادس من دراسة الإسلام بشكل كامل ومفصل والمسيحية أيضا وجد نفسه قادرا جدا على إدارة حوار إسلامى مسيحى وقد كان.

واستكمل .. " قمت بإنشاء أول مجمع للحوار الإسلامي المسيحي في ألمانيا بتاريخ 4 أكتوبر منذ 50 عام ، ولذلك كنت حريص على أن يكون تاريخ افتتاح الأكاديمية بمصر بتاريخ 4 أكتوبر " ومن ثم تم بدء العمل عقب الافتتاح.

و عن نجاح الفكرة قال الدكتور ثروت قادس .. أن التجربة الأولى فى ألمانيا كانت ناجحة جدا ، حيث جمعت جميع المذاهب والأديان فقد تم استقطاب المسيحيين بجميع طوائفهم الأرسوذكس والسريانيين والإنجيليين والكاثوليك إلى جانب المسلمين ، و أول مرة اجتمعوا فيها كانت المفاجأة أن كل منهم لا يعرف شئ عن الطرف الآخر وتفكيره ومعتقداته ، ولكن بعد فترة من الوقت تم اجتياز العقبات والنجاح في إدارة حوار إسلامي مسيحي.

قال مؤسس الأكاديمية .. أنه قد مر عليه الكثير من العقبات ، و تم توجيه اللوم والانتقاد له لكونه قيادة مسيحية حرصت على دراسة الدين الإسلامي بجميع تفاصيله وجوانبه ، ولكنه لم يلتفت وصمم على نشر الحوار الديني الأكاديمي وكانت أول وأجمل ثمرات النجاح هو استطاعته إدخال أول مادة للحوار الإسلامي المسيحي للدراسة في جامعات ألمانيا علم 1997 وتم الموافقة رسميًا على تدريسها في الجامعات.

و أوضح قادس أنه قد أصابته الدهشة من هول العدد المقبل على دراسة هذه المادة ووجد تنوع مبهر بين الدارسين الذين اختلفت عقائدهم بين مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس ، و لم تكاد مدرجات الجامعة تستوعب عدد وزحام الدارسين.

وعن انتقال الفكرة لمصر ، قال الدكتور ثروت قادس أنه رغم إقامته وحياته فى الخارج إلا أنه لم ينسى يوما جذوره المصرية ، و أمنياته أن يرتفع شأن مصر بين الدول ، لافتا إلى أنه كان حريصا على نقل وتنفيذ هذه التجربة الناجحة فى مصر ، والتى تمت تحت رعاية كريمة من القيادة السياسية الحيمة للبلاد والمتمثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية.

ففى عام 2003 بدء السعى الجاد لتنفيذ هذه الخطوة ، و بالفعل تأسست دورات تمهيدية لبدء تنفيذ الفكرة على أرض الواقع ، و قام قادس باستقطاب الأجانب للدراسة فى مصر والتفاعل مع شعبها ، على رأسهم قس وقسيسة من ألمانيا قاموا بالدراسة فى جامعة الازهر لمدة عام كامل ، وقد لاقوا مثل ما لاقى صاحب لافكرة من الإحباط والنقد والإتهام من الأطراف المسيحية التى رفضت واستنكرت تعمقهم فى الإسلام .. ولم يسلم الأمر من الطرف الثانى فقد اتهمهم بعض المسلمين بمحاولة إختراق مؤسسة الأزهر الشريف ، و فى ذلك الوقت كان قرارا قد صدر بتعيين الدكتور ثروت قادس رئيسا لمركز السنودس الإنجيلى مما ساعده على نشر عقيدته وتحقيق حلمه بخلق نواه للحوار بين الأديان فى مصر ، و مرت السنوات على هذه الدورات التأسيسة إلى ان جاء الوقت لإنشاء أول اكاديمية للحوار الإسلامى المسيحى الدولى فى مصر.
وقد تم إفتتاح الأكاديمية الأولى من نوعها فى مصر فى أواخر عام 2018 ، بتعاون كبير من الحكومة المصرية والاجهزة الأمنية و الإستخباراتية والتى حرصت دائما على الدعم والحضور ، و قد لعب منصب قادس كرئيس لإتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا دورا هاما فى جذب الأجانب و أصحاب العقائد المختلفة للدراسة فى الأكاديمية وتفعيل وجودها.

و تابع قادس .. أن أول شئ كان يتم لفت انتباه الوافدين إليه هو " كيف يتعايش نسيج مصر من مسلمين ومسيحيين تحت مظلة واحدة دون تفرقة وذلك منذ مئات السنين " وكانت الإضافة هو كيفية خلق تفاهم بين الأديان وتجديد الفكر الدينى القائم على التفاهم والمعرفة والحوار ، ودراسة سبل المناقشة والترابط والحوار بين أصحاب العقائد و الاديان المختلفة وكيفية التعايش معهم فى ود ونبذ التعسب الدينى واضطهاد عقائد الآخرين.

يذكر أن الدكتور ثروت قادس هو رئيس إتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا و رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية ، حاصل على دكتوراه فى اللاهوت المسيحى ودكتوراه فى التاريخ الإسلامى والدراسات الإسلامية.

تم تعيينه أستاذا بجامعة فرانكفورت فى ألمانيا ثم أستاذ حوار الأديان فى كلية اللاهوت بمصر ثم تم اختياره لشغل منصب رئيس إتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا والذى يضم أكثر من 20 دولة أوروبية ، وهو مقيم بألمانيا منذ ما يقرب من 50 عام.

الكلمات المتعلقة