الأقباط متحدون - هذه الدنيا
  • ٠١:١٩
  • الاربعاء , ٢ يناير ٢٠١٩
English version

هذه الدنيا

مقالات مختارة | سامح محروس

١٥: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٢ يناير ٢٠١٩

سامح محروس
سامح محروس

الصحفى أنور السادات
بدعوة كريمة من المجلس الأعلى للثقافة شاركت فى جانب من الندوات التى نظمها المجلس احتفالاً بمئوية ميلاد الرئيس الراحل أنور السادات، كان يوماً حافلاً بالعطاء الفكرى والاجتهاد الذى قدمه المشاركون لإعادة قراءة شخصية زعيم اختلف المشاركون فى تقييمها سلباً وإيجاباً، بين من تحدث عن اعتقالات سبتمبر 1981 وتحالفاته مع الجماعات الدينية التى دفع هو حياته ثمنها فى حادث المنصة المأساوى 6 أكتوبر 1981، وبين من قال إن عبور أكتوبر 1973 وحده يكفيه، وأنه لولا هذا الحدث الأعظم فى تاريخ مصر ما كنا نستطيع أن نجلس فى هذه الندوة، ولكانت إسرائيل تقف بقواتها حتى الآن على الضفة الشرقية من القناة، وتحدث باستفاضة فى هذا الأمر أحد أبطال العبور وهو اللواء الطيار حسين القفاص الذى كان فى طليعة الطيارين الذين شاركوا فى الضربة الجوية الأولى، ومنح كل من أعد وخطط لهذا الحدث حقه بمن فيهم الرئيس الأسبق حسنى مبارك الذى أعاد بناء القوات الجوية وأعد جيلاً كاملاً من الطيارين فتحوا الطريق أمام النصر.

وعندما دعانى الدكتور سلطان أبو على وزير الاقتصاد الأسبق للحديث فى الندوة الرابعة التى تولى رئاستها ودارت حول «السادات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية».. آثرت أن أطرح زاوية مختلفة وهو الجانب الصحفى فى شخصية الرئيس السادات..

فقد ارتبط السادات بالصحافة فى بواكير حياته، وكان يؤمن حقاً بأهمية رسالتها كأحد أهم وأبرز أدوات التطوير المجتمعى.. فبالإضافة إلى أنه كان الوجه الإعلامى الأبرز الذى تابعه ملايين المصريين عبر أثير الإذاعة صباح يوم 23 يوليو 1952 وهو يقرأ بيان الثورة بنبراته الهادئة الواثقة المنضبطة لغوياً، كان هو أول رئيس مجلس إدارة لجريدة «الجمهورية» صوت ثوار يوليو، وقد أطلق على الصحافة لقب «السلطة الرابعة» ونص عليه لأول مرة فى الدستور، وأصل المصطلح أوروبى المنشأ ويعود إلى عصر النهضة بأوروبا باعتبارها تمثل سلطة الشعب فى مواجهة السلطات التقليدية الثلاثة وهى: القصر والبرلمان والكنيسة.. فأعجب السادات بهذا المصطلح وأطلقه على صحافة بلاده ونص عليه دستورياً، وكان السادات حريصاً على حرية الصحافة لأقصى مدى، وقام برفع الرقابة عنها سنة 1974 فظهرت كتابات تنتقده مثلما كتب الراحل أحمد بهاء الدين عن سياسة «الانفتاح سداح مداح»، ووضع الرئيس السادات تنظيما مؤسسياً هو الأرقى والأكثر مهنياً للصحافة، حينما تأسس مجلس الشورى كغرفة ثانية للبرلمان فى تعديل دستورى سنة 1980 وتم بمقتضى ذلك تأسيس المجلس الأعلى للصحافة.

واستدركت قائلاً: لقد عرفت مصر الصحافة الحرة فى المرحلة الليبرالية التى عاشتها من 1918 وحتى حل الأحزاب السياسية 1953 ولكن الأمر لم يخل من فرض رقابة فى فترات وخاصة وقت إعلان الأحكام العرفية، وفرضت الرقابة بشكل فج مع قيام ثورة يوليو، ثم جاء السادات وألغاها نهائياً..

وانتهى حديثى عن تجربة السادات الصحفية بنظره لطيفة من الدكتور سلطان أبو على نبهنى فيها لعدم تجاوز الوقت المحدد للحديث.
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع