الأقباط متحدون - خمسين خمسين
  • ١٨:٤٤
  • الاثنين , ١٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

خمسين خمسين

مرقس كمال زاخر

مساحة رأي

١٤: ١٢ م +02:00 EET

الاثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
مرقس كمال
( رأى الجموع وتحنن) .. تقريبا ده اكتر تعبير فى الإنجيل كان بيبهرنى وكنت بشوف فيه قد ايه المسيح كان طاقة حُب وحنية بلا حدود بتتوزع على كل الناس اللى يقابلها وقد إيه هو بتجسده قرب أوى مننا وبقى يشاركنا كل مشاعرنا وأوجاعنا ويشيل الحمل عن كل حد موجوع ويطبطب على الكل ويشفى ويغفر ويفرح الكل يعنى فعلاً هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له
 
ولأنه كان صادق وكلامه من القلب وبقوة وعمق وسلطان وحنية وأبوة كان بيأسر أي حد يسمعه لدرجة انهم لما كانوا يسمعوا بس انه موجود فى مكان كانوا بيجروا عليه وبيتزاجموا عشان يشوفوه ويسمعوه سواء المكان ده بيت أو سفينة على الشاطئ أو جبل أو أى مكان.
 
وفى مرة كان قاعد فى مكان لوحده والناس عرفت مكانه إتجمعوا عنده رغم أن المكان كان بعيد شويه إلا إنهم راحوا له مشى
 
وكالعادة شافهم وتحنن عليهم وشفى مرضاهم وقعدوا يسمعوه زى كل مرة وكان عددهم فى اليوم ده بالآلاف ومن كتر استمتاعهم قعدوا وقت طويل جداً يعنى تقريباً من الصبح لقرب الليل لدرجة انهم نسيوا ياكلوا.
 
ولما التلاميذ اخدوا بالهم قالوا للسيد المسيح اصرف الناس دى عشان يدخلوا القرى اللى حوالينا يشتروا أكل لانهم بقالهم كتير قاعدين وجاعوا فرد عليهم وقال اعطوهم انتم ليأكلوا فقالوا معندناش اللى يكفى الناس دى كلها مفيش بقه الأ اننا نشتريلهم أكل بس المشكلة إننا فى مكان بره البلد بشوية ولو رحنا اشترينالهم أكل هنحتاج وقت طويل وفلوس كتير ولو صرفناهم عشان يروحوا بيوتهم هيخوروا فى الطريق فإيه بقى نعمل إيه؟
 
فى المشهد ده نقدر نقول ان التلاميذ عارفين إن عنده تصريف بس مش عارفين إيه هو؟
 
فكان رد رب المجد عليهم إنه قالهم دوروا وشوفوا عندكم أكل إيه وقولولى ورغم حيرتهم عملوا كده وبلغوه إن معندناش غير خمس أرغفة وسمكتين مع طفل صغير وبالفعل أخدهم منهم وبارك وكسر وتحولت الحاجات القليلة دى إلى خير ملوش أخر وقالهم وزعوا على الكل
 
وبصراحة رغم أن المعجزة دى كلنا حافظينها وفى تفاصيلها كلام كتير وعمق كبير أوى إلا إن اللى استوقفنى فيها المرة دى هو العدد أه بجد عدد الناس الموجودين واللى بحسب تعبير الكتاب كانوا ٥٠٠٠ راجل ولما نضيف الستات والأطفال العدد يعدى ال ١٠٠٠٠ شخص
 
وعشان الدنيا تترتب قالهم قسموهم خمسين خمسين يعنى بالحساب كده على الأقل ٢٠٠ مجموعة أو اكتر وده معناه إن كل واحد من التلاميذ هيخدم حوالى ٢٠ مجموعة وعشان كل واحد يقدر يخدم الكم ده لازم ناس تانية كتير من جوه المجاميع تشتغل وتخدم
 
اللى فرق معايا والجديد اللى طلعت بيه وحسيته المرة دى فى المعجزة إن لازم الفتات اللى عندنا نقدمه بثقة ونحطه فى إيد ربنا فيتحول لفيض يغرق الكل يعنى مش من شطارتنا إحنا ولا قوتنا ولا تقوانا ولا برنا ولا أى حاجة إنما من فيض ربنا وبس
 
ولما نستقبل الفيض ده بنوزعه على كل اللى بنقابلهم وطبعاً من غير ما نقيم ونحدد مين يستاهل ولا مين يستحق لأن كل واحد بيشوف نفسه إنه هو كمان غير مستحق ورغم كده ربنا مغرقه بحب وغفران ده غير ان صاحب الشأن وصاحب الفيض نفسه حابب كده وعلينا طالما هنشتغل ونخدم معاه إننا ننفذ إرادته ولو مش بنعمل كده يبقى المشكلة اننا بننفذ إرادتنا احنا ومنعرفش ولا فاهمين إرادته
 
الأجمل بقى إن كل اللى بيستقبلوا فيض الحب ده بيتحولوا لخدام مش مخدومين يعنى بيجروا يوزعوه وبيفيضوا بيه على غيرهم وهكذا
 
الخلاصة يعنى إنى حسيت إن ربنا بينده على كل خادم متغرق بمحبة ربنا ويقوله هات مخدوميك الجعانين وقسمهم خمسين خمسين وتعال بإمكانيات القليلة وسلم لى نفسك واتفرج بعد كده عليهم هتلاقى مفيش حد فيهم مش شبعان ومفيش حد فيهم مش بيشتغل معايا وبيخدم
 
يعنى يا صاحبى مهما كنت شايف نفسك بعيد تعال وخليك واثق ان فى المسيح مفيش حد مينفعش فى المسيح ليك مكان ليك وجود ليك دور ليك مشاركة ليك ميراث لأنك ابن غالى لأب حنين
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع