الأقباط متحدون - اختزال الإعلان العالمى لحقوق الإنسان
  • ١٦:٥٢
  • الاثنين , ١٠ ديسمبر ٢٠١٨
English version

اختزال الإعلان العالمى لحقوق الإنسان

مقالات مختارة | سعيد عبدالحافظ

٠٨: ٠٩ م +02:00 EET

الاثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨

سعيد عبدالحافظ
سعيد عبدالحافظ

يحتفل العالم فى 10 ديسمبر من كل عام باليوم العالمى لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذى يوافق إصدار أهم وثيقة لضمان حقوق متساوية بين الجميع وهى الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان الصادر عام 1948

وما زال الإعلان العالمى لحقوق الإنسان يتمتع بأهمية خاصة بين المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان رغم مرور 70 عامًا على إصداره حيث استطاعت نصوصه وبنوده أن تفرض نفسها على جميع الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان فى جميع المجالات فضلًا عن تضمين نصوصه مئات الدساتير فى الدول المختلفة وقد نص الإعلان العالمى لحقوق الإنسان على أن:

«لكلّ فرد الحقّ فى جميع الحريّات التى ينصّ عليها الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، دون تمييز من أيِّ نوع، ولا سيما التمييز بسبب العنصر، أو اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدِّين، أو الرأى سياسيًّا وغير سياسي، أو الأصل الوطنى أو الاجتماعيّ، أو الثروة، أو المولد، أو أيِّ وضع آخر» وهذا هو جوهر دستور حماية حقوق وحريات الأفراد التى تفرد بها الإعلان العالمى، ولكن بعد مرور 70 عامًا على إقرار الإعلان الذى احتوى على 30 مادة تسعى إلى القضاء على الفقر المدقع، وتوفّر الغذاء، والسكن، والصحّة، والتعليم، والفرص والعمل للجميع والحق فى تقرير المصير.

مازالت هناك بعض الجماعات والنشطاء يختزلون الإعلان العالمى لحقوق الإنسان فى الحقوق المدنية والسياسية وحدها على حساب باقى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، لقد كان جوهر وفلسفة إصدار الإعلان العالمى هو أن يشعر الجميع بالمساواة ومنع نشوب حروب جديدة ولم يخطر ببال لجنة صياغة الإعلان فى الأمم المتحدة أن يستخدم الإعلان لإسقاط الأنظمة وتطويع النضال من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان فى المكايدة السياسية والمزايدة، هذا الاختزال من قبل البعض أدى إلى فشل للنخبة الحقوقية فى تحويل نصوص وبنود الإعلان وما تلاه من اتفاقيات دولية إلى واقع تشريعى أو حتى واقع ثقافى وهذا هو التحدى الحقيقى أمام الحركة الحقوقية فى مصر التى جعلت من نفسها كيانا موازيا للدولة وليس وسيطًا بين الدولة والفرد لضمان تمتع جميع المواطنين بحقوقهم، مجمل القول حقوق الإنسان كما أرادها الإعلان العالمى لحقوق الإنسان لا تتجزأ ويكمل بعضها بعضًا وتحتاج من الجميع أن يسعى لتحقيقها وتمتع المواطنين بها دون انحياز وبتجرد كامل من أى نقصان.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع