الأقباط متحدون - انكزونى لتنقذونى
  • ٢١:٣٩
  • الاثنين , ١٠ ديسمبر ٢٠١٨
English version

انكزونى لتنقذونى

مقالات مختارة | حمدى رزق

٤٩: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٨

poke
poke

حمدى رزق

 لافت فيسبوكيًّا هذه الأيام زيادة الطلب على «النكز» مصريا، صيحات طلب النكز poke تلون الحوائط الإلكترونية باللون الأحمر، «انكزونى لتنقذونى» صيحة متكررة، هناك أشباح إلكترونية تهدد الأصدقاء وتقض مضاجعهم فيصرخون طالبين الغوث.

 
البعض فى حاجة ماسة إلى نكز عاجل كأنه يطلب دما فصيلة O، انكزنى من فضلك، وتتوالى الرسائل على طريقة «تعذر الاتصال بالخادم وأصبحت ممنوعا من رد النكز، الرجاء من كل الأصدقاء سرعة التعليقات بملصقات..».
انكزه وتوكل على الله، لا تتوقف كثيرا، نكزة بسيطة تمنع بلاوى كثيرة، بعض الأصدقاء محظور، النكز يفك السحر، أقصد الحظر،  ربما معمول له عمل إلكترونى، عكوسات، بلاغات كثيفة من حسابات عدائية  report or block، كم من هجمات عقورة على حسابات فيسبوكية بغية حظرها، ميليشيات الإخوان الفيسبوكية شرسة فى العقر الإلكترونى، تشن هجمات ضارية وكثيفة وممنهجة على حسابات بعينها بغية حظرها.  
 
الضحايا يصرخون عاليا طالبين النكز فانكزوهم، لا تتأخروا عن الغوث، النكز ليس عيبا ولا حراما ولا تحرشا إلكترونيا، فإذا طلب أحدهم نكزا فأغثه، النكز الحميد كلفت الانتباه، معلوم النكز فى الفيس بوك كما هو النكز خارج الفيس بوك، فلو كان أمامك شخص وتقوم بنكزه أى تقوم بلمس كتفه فإنه سيتلفت إليك حتما ويعرف أنك موجود أو تريد شيئا، هكذا النكز فى الفيس بوك.. نحن هنا.
 
معلوماتى الإلكترونية شحيحة لا تؤهلنى للفتوى الإلكترونية، لكن خبراء الفيس بوك يحذرون حتى من «إدمان النكز»، عجبًا قد يحظرك أنت، فالنكز إشارة مهذبة بأنك موجود فلا تستحلها عمال على بطال، البعض يزجى فراغه نكزا ليتسلى مع الأصدقاء، تنكزنى وأنكزك، ونظل هكذا فى حالة نكز، بعض من النكز يقتل الوحدة الإلكترونية، قاتلة هى الوحدة فى الفضاء الإلكترونى!
 
النكز ليس رفاهية فحسب، يساعد على فك الحظر عن الأصدقاء المحظورين  لأسباب، النكزات الكثيرة  تمنع بلاوى كبيرة، خلاصته نكزات أكثر تترجم فيسبوكيا بأن هذا الحساب لشخص مهم، وفى هذه الحالة ترفع الشبكة عنه الحظر أو العقاب.
 
الطريف أن البعض يطلب أهمية مضاعفة أو إحساسا متعاظما بالعظمة، ويجمع لايكات وإعجابات وتعليقات وملصقات، ومصيره مصير الكاذب الأشر الذى تعود الكذب وإشاعته فى القرية الكونية الإلكترونية، فلما سقط من حالق لم يصدق حظره أحد.
 
 النكز له أيام وله فصول ومواسم، هل هناك علاقة بكثافة الطلب على النكز مصريا فى أيام الشتاء والضباب والنوات؟ ربما طلبا للدفء، مطلوب فتوى إلكترونية، هل النكز ليلا كالخلوة غير الشرعية مع صديقة إلكترونية؟
 
المحظورون معذورون فى طلب النكز، ربنا ما يحكم عليكم بالحظر، وحدة قاتلة، الإدمان الإلكترونى مؤلم فى حالة الحرمان، والإدمان الفيسبوكى أهم أسباب الحظر، فكتابة بوستات أو إذاعة منشورات كثيفة فى وقت قصير، والتحرش بإرسال طلبات صداقة لأشخاص لا تعرفها، تزعجهم برسائل متكررة بنفس المحتوى وبشكل متكرر، سيتم حظرك لأنك فى تلك اللحظه تعتبر «سبام» بمعنى مزعج، إذًا أنت مزعج فيسبوكيا ياصاح!
 
الإزعاج الفيسبوكى أحد أسباب الحظر الشائعة، فعمل إعجاب like لصفحات كثيرة، وفى وقت قصير بشكل يومى، وكذا عمل نكز poke لحسابات كثيره وبشكل مبالغ به، مقضيها نكز، حذار، سيظنون بك الظنون، وحدث ولا حرج فنشر محتوى إباحى أو محتوى يحرض على العنف، علما بأن الفيس بوك يتمكن بكل سهولة من معرفة أصحاب الصفحات غير الأخلاقية، ثم يحظر حساباتهم، وبالطبع أيضا تكون مصير الصفحات مثل مصير الحساب، وهو الحظر، وحينها تطلب نكزًا فلا يجيبك إلا قليل من الطيبين.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع