الأقباط متحدون - “Egypt Defense Expo (EDEX) 2018”
  • ١٣:٤٢
  • الجمعة , ٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

“Egypt Defense Expo (EDEX) 2018”

مقالات مختارة | لواء دكتور/ سمير فرج

١٣: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ٧ ديسمبر ٢٠١٨

EDEX
EDEX

 لواء دكتور/ سمير فرج

أنه ليوم عظيم في تاريخ القوات المسلحة المصرية ... شعرت بالفخر لانتمائي لهذه المؤسسة العظيمة، وأنا أتجول، وأتنقل بين صالات العرض، في معرض "إيدكس 2018" للأسلحة والصناعات العسكرية، لم أصدق عيناي و أنا أرى هذه الروعة في تنظيم هذا المعرض، على أعلى المقاييس العالمية.
 
لقد حضرت عشرات المعارض المماثلة، في تاريخي العسكري، كان أولها معرض فانبرا في المملكة المتحدة، أثناء دراستي في كلية كمبرلي الملكية بإنجلترا، وكنت، حينها، برتبة المقدم، وأمضيت ثلاثة أيام كاملة أتجول في ذلك المعرض، دون كلل أو ملل. بعدها بسنوات حضرت معرض لوبورجيه في باريس، ومعرض الولايات المتحدة الأمريكية، في ولاية كنتاكي، ثم أخيراً معرض أبو ظبي، الذي يعد، حالياً، في دورته الثانية عشر، من أهم معارض الأسلحة والمعدات الحربية في العالم.
 
واليوم، في مصر، ننظم المعرض الأول في تاريخنا العسكري، والذي أرى أننا تأخرنا قليلاً في تنظيمه، إلا أنني أحمد الله، أننا بدأنا هذا المشوار، وأخرجنا الدورة الأولى للمعرض، من حيث انتهى الآخرون، لنضاهي به أكبر المعارض العالمية. لم تقتصر المفاجأة على روعة تنظيم ودقة التنظيم، وإنما امتدت إلى ثراء العرض، خاصة في جناح القوات المسلحة المصرية، الذي ضم إنتاجنا المحلي من مصانع وزارة الإنتاج الحربي، ومصانع الهيئة العربية للتصنيع، ومصنع البصريات، ومنتجات الترسانة البحرية في الإسكندرية.
 
تمنيت، وأنا أتجول بالمعرض، أن يكون معي كل المصريين، وليس أبناء القوات المسلحة، فقط ... فالمشهد يفوق التوقعات، والصناعة الحربية المصرية، تُشرف اسم مصر، والمصريين، وترفعه عالياً، بين الصناعات الحربية في العالم. سعدت وأنا أرى حولي بعض من شباب مصر، وتمنيت لو امتد الجناح المصري بالمعرض لعدة أيام إضافية، يتم فيها دعوة شباب المدارس والجامعات، ليشهدوا عظمة قواتهم المسلحة، وليتباهوا بمكانتها بين نظيراتها من مختلف دول العالم، وليفخروا بقدرة مصر على تنظيم مثل هذا الحدث العالمي، بهذه الكفاءة والاحترافية، كما رأيته في عيون طلبة الكليات والمعاهد العسكرية.
 
من وجهة نظري، وبجميع المقاييس العالمية، فقد حقق، هذا المعرض، كل أهدافه التي أقيم من أجلها؛ فقد عرضت القوات المسلحة المصرية منتجاتها، من التصنيع الحربي، بصوره متميزة، وأظهرت تفوقها التكنولوجي في الأسلحة الحديثة، بما يؤهلها لتسويق إنتاجها مستقبلاً، وهو أحد محددات وعناصر عمليات التطوير المستدامة، بعيداً عن موازنة الدولة. يضاف إلى ذلك، أن الحضور الكبير، ومشاركة كل العاملين في المصانع الحربية، بهذا المعرض، قد حقق استفادة كبرى لهم، بالتعرف على كل ما هو جديد في عالم الأسلحة والمعدات الحربية، وكذلك التعرف على بعض الإضافات التي يمكن لهم الاستفادة منها في تطوير الصناعة المحلية. ولقد رأيت بنفسي، العديد من المهندسين المصريين، وهم يدونون، بكل عناية وشغف، ملاحظتهم عن الصناعات التي يعملون عليها في المصانع الحربية.
 
وكانت المفاجأة، في هذا المعرض، لكل الوفود الأجنبية المشاركة، هو الجناح المصري الخاص بالمعدات العسكرية لمقاومة أعمال الشغب، والإرهاب، الذي طوعت فيه مصر خبرتها، في الأعوام السابقة، لكي تطور الأسلحة والمعدات المتعارف عليها، خاصة أنه بعد الأحداث الأخيرة لحركة "السترات الصفراء"، التي تشهدها باريس، أصبحت باقي الدول الغربية، تقف موقف الحذر والاستعداد، من احتمال اندلاع مثل هذا الشغب في بلادهم. ومن هنا كان الإقبال كبيراً على ذلك الجناح، للاستفادة من الخبرة المصرية في مقاومة الإرهاب.
 
أما الاحتفالية الكبرى، من وجهه نظري، فتمثلت في مستوى التمثيل الدولي، وتواجد هذه الكوكبة المتميزة، من وزارت الدفاع، ورؤساء الأركان، ورؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات العالمية، المصنعة للأسلحة والمعدات الدفاعية، الذين استضافتهم مصر، ويبدوا أن الطبيعة كانت تؤيد هذا الحدث العظيم، فكان الجو أكثر من رائع، وهو ما لا تجده في أي بقعة من بقاع الأرض، في هذا الوقت من العام. وحقق اختلاط هؤلاء الوزراء والقادة، مع نظرائهم من القادة المصريين، تعاوناً كبيراً في مجال الدفاع والأمن القومي، وهو ما سيثبته المستقبل القريب.
 
والحقيقة أن وضع هذا المعرض تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية، قد أعطى قوة كبيرة لهذا المعرض، بما أكد لدول العالم، وممثليهم، وممثلي الشركات المشاركة به، حرص مصر، قيادةً وشعباً، على إخراج هذا المعرض، بالصورة المتميزة، التي تليق باسم مصر ومكانتها.
 
والآن، وبعد انتهاء ذلك المعرض بنجاح، ووضع اسم مصر، بكفاءة، على خريطة المعارض الحربية العالمية، فأنا على يقين، بأن القوات المسلحة المصرية، لن تكتفي بما حققته من نجاح باهر، شهد به جميع المشاركين، وإنما ستقوم، كعادتها، بإعداد تقريرها الخاص بتقييم المعرض، وتفنيد أوجه القوة والقصور به، تمهيداً لدورته القادمة، في عام 2020، خاصة أن نجاح الدورة الحالية للمعرض، سيضعنا أمام تحدي لبذل المزيد من الجهد، لإخراج الدورات اللاحقة، بصورة مشرفة للعسكرية المصرية.
 
وعلى جانب آخر، فقد سعدت بشدة، وأنا أطلع، بنفسي، على الخطة المستقبلية للاستفادة من منطقة المعارض الجديدة، التي أكدت أن المنطقة تم شغلها خلال العام القادم، 2019، ولم يتبق فيها سوى شهري يوليو وأغسطس، بما يؤكد أن الدولة تعمل برؤية مستقبلية، متعددة الأبعاد، منها انضمام مصر إلى سياحة المعارض والمؤتمرات، على مستوى العالم، وهو الأمر الذي افتقدناه، خلال السنوات الماضية، نظراً لأن أرض المعارض السابقة، التي تم بناؤها في الستينيات من القرن الماضي، لم تعد قادرة على تلبية متطلبات العصر الحديث، لإقامه المعارض المتطورة. وبهذا فإن مصر بدأت تخطو خطوات إيجابية نحو مستقبل مشرق، في كافة المجالات.
 
تحية إلى جميع أبناء مصر، وأبناء قواتها المسلحة، على ذلك المعرض المتميز، الذي أضاف الكثير لتفوق العسكرية المصرية بين القوى العسكرية
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع